يبحث المنتخب التونسي لكرة القدم عن فك حظه العاثر امام نظيره البوريكيني عندما يلاقيه وديا غدا الاثنين بملعب حمادي العقربي برادس بداية من الساعة السادسة والنصف مساء في اطار التحضير لبقية المشوار ضمن التصفيات الافريقية المؤهلة الى نهائيات كاس العالم 2026 بالولايات المتحدة الامريكية.

وامام منتخب بوركيني شكل على امتداد العقود الثلاثة الماضية الدابة السوداء للمنتخب التونسي بعدما ازاحه في ثلاث مناسبات من الدور ربع النهائي لكاس افريقيا للامم سنوات 1998 و2017 و2021 فضلا عن تفوقه ايضا في الدور الثاني من تصفيات كاس العالم 2010 عندما كسب حوار الذهاب ضمن المجموعة التاسعة 2-1 في رادس قبل ان يحسم التعادل السلبي لقاء الاياب في واغادوغو، ستكون مقابلة الغد فرصة لزملاء الحارس ايمن دحمان لرد الاعتبار وكسر قاعدة تفوق منتخب "الخيول" من خلال تحقيق انتصار معنوي من شانه ان يعزز مناخ الثقة الذي عاد بين المنتخب وجمهوره من جهة ويساعد على اقتحام الاختبارين الوديين القادمين امام كل من المغرب في فاس يوم 6 جوان وزامبيا في الدار البيضاء يوم 10 من الشهر ذاته بمعنويات مرتفعة من جهة اخرى.

ورغم طابعها الودي، فان المباراة تشكل امتحانا جديا لمنتخب نسور قرطاج في هذه المرحلة الجديدة اثر تغيير الجهاز الفني واستقدام المدرب سامي الطرابلسي الذي ينشد استغلالها من اجل الوقوف على الاستعدادات الراهنة للاعبين مع نهاية الموسم ومزيد تثبيت قناعاته التكتيكية صلب الفريق بعد مقابلتين اوليين خلال شهر مارس الماضي اقترنتا بانتصارين هامين على ليبيريا 1-صفر في مونروفيا ومالاوي 2-صفر في رادس على درب تعزيز صدارة المجموعة الثامنة في سباق تصفيات المونديال لكن ذلك لا يحجب بعض النقائص التي لاحت في علاقة بالاداء العام الذي غاب عنه الاقناع خاصة على مستوى التنشيط الهجومي ما يجعل مثل هذه المقابلات الودية تنطوي على اهمية استثنائية فنيا ومعنويا.

وعرفت قائمة لاعبي المنتخب التونسي استعدادا لهذه المواعيد الودية غياب عناصر الترجي الرياضي في ظل التزاماتها مع فريقها في التحضير لاحقا للمشاركة المرتقبة في كاس العالم للاندية المقررة بالولايات المتحدة الامريكية بداية من منتصف شهر جوان الحالي اضافة الى تخلف لاعب الارتكاز الياس السخيري بداعي الاصابة وعدم دعوة متوسط الميدان محمد علي بن رمضان المنتقل حديثا الى الاهلي المصري وهي وضعية قد تمثل فرصة لبعض اللاعبين الاخرين من اجل الاستفادة من وقت اكثر للعب وتاكيد جدارتهم بتقمص زي المنتخب على غرار هداف البطولة فراس شواط والمهاجم المتالق هذا الموسم يوسف سنانة والمدافع الصلب مروان الصحراوي ومتوسط الميدان النشيط معز الحاج علي والموهبة الصاعدة خليل العياري.

كما سيبحث الجهاز الفني الذي خير الاستعداد لمباراة بوركينا فاسو عبر اقامة تربص تحضيري بمدينة طبرقة بعيدا عن صخب العاصمة تامينا لاعلى درجات التركيز الى تاسيس اسلوب لعب مميز يتماشى مع مؤهلات اللاعبين ويكرس الهوية الكروية التونسية التي تقوم على الحصانة الدفاعية والانضباط التكتيكي مع مواصلة السعي نحو تركيز فكر هجومي على درجة من الفاعلية والنجاعة سواء عند الهجمة المركزة او المرتدة.

وتلوح معالم التشكيلة الاساسية التي سيعول عليها الناخب سامي الطرابلسي في لقاء بوركينا فاسو متسمة بالاستمرارية على مستوى الخط الخلفي اذ من المنتظر ان يحافظ الحارس ايمن دحمان على مكانه في عرينه رغم دعوة الثلاثي نورالدين الفرحاتي وعبد السلام الحلاوي وسامي هلال اذ ان حارس النادي الصفاقسي يبقى الاكثر جاهزية وخبرة لتامين مرمى المنتخب.

كما ينتظر ان يتواصل الابقاء على نفس تركيبة الخط الخلفي التي خاضت المباراتين الاخيرتين لحساب تصفيات المونديال عبر التعويل على منتصر الطالبي وديلان برون في المحور وعلي العابدي الذي قدم موسما متميزا مع فريقه نيس الفرنسي ومحمود غربال لاعب الاتحاد المنستيري كظهيرين باعتبار ان التماسك الدفاعي يبقى هو الاخر من بين الاولويات في هذه الحقبة الجديدة اذ لا يمكن لمنتخب بلا دفاع قوي ان يكسب الرهان في المواجهات الحاسمة ويذهب بعيدا في المواعيد الكبرى.

وازاء غياب الياس السخيري محترف اينتراخت فرانكفورت الالماني بسبب الاصابة، فان خطة لاعب الارتكاز في منطقة وسط الميدان سيتقاسمها عيسى العيدوني والفرجاني ساسي اذ يعتبر الاول من بين اعمدة المنتخب في حين يمر الثاني بفترة ايجابية توجها مؤخرا بالحصول مع فريقه الغرافة على كاس امير قطر على ان تؤول مهمة صنع اللعب لحنبعل المجبري المنتشي بدوره بصعود ناديه بيرنلي الى بطولة الدرجة الانقليزية الممتازة وهو المطالب باثبات احقيته بالتواجد صلب التشكيلة الاساسية بعد ان اصبح اكثر نضجا حتى يقدم الاضافة المنشودة التي تنتظرها منه الجماهير التونسية.

ولما كان الهدف الرئيسي للمنتخب التونسي في لقاء الغد هو تحقيق الفوز من اجل توجيه رسالة طمانة لجماهيره وكسر سوء الطالع امام المنتخب البوركيني، سيكون الرسم التكتيكي قائما على الارجح على هجوم بثلاثة رؤوس متكونا من الياس العاشوري وسيف اللطيف على الرواقين بينما سيضطلع بمركز راس الحربة حازم المستوري او فراس شواط في تركيبة مهمتها فك شفرة الخط الخلفي للمنافس وانجاح رهان التهديف.

وفي المقابل، يعلق المنتخب البوركيني اهمية كبيرة على هذه المباراة ضمن مساعيه للتحضير الجيد لبقية مشوراه بتصفيات المجموعة الافريقية الاولى المؤهلة الى المونديال التي يحتل فيها بعد مرور 6 جولات المركز الثاني برصيد 11 نقطة على بعد 5 نقاط من المتصدر المنتخب المصري. وبقدر ما عرفت نتائج الفريق نقلة نوعية هامة في نهائيات كاس افريقيا للامم في العشرية الاخيرة بعد بلوغه نهائي 2013 والمربع الذهبي 2017 و2021، بقدر ما بقيت مسيرته في تصفيات المونديال متعثرة اذ لا يزال يبحث عن اول تاهل له ممنيا النفس ان يتوفق هذا الجيل بقيادة مهاجم اجاكس امستردام الهولندي برتران تراوري ومدافع باير ليفركوزن الالماني ادموند تاسوبا في ملامسة هذا الانجاز رغم صعوبة المهمة امام منتخب الفراعنة.