غازي العيادي ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي: ولادة جديدة بعد مسيرة فنية حافلة
تاريخ النشر : 12:21 - 2025/08/02
أطل الفنان التونسي غازي العيادي على جمهوره أمس الجمعة، ليقدم عرضًا غنائيًا منفردًا بعنوان "حبيت زماني". هذه السهرة لم تكن مجرد محطة فنية عابرة في مسيرة العيادي، بل مثلت "ولادة جديدة" له بعد نحو ثلاثة عقود من العطاء الفني، كما وصفها هو بنفسه.
حضور طال انتظاره على ركح الحمامات
للمرة الأولى منذ انطلاق مسيرته الفنية في منتصف التسعينيات، اعتلى غازي العيادي ركح مهرجان الحمامات الدولي منفردًا، في حدث طال انتظاره من قبل جمهوره ومحبيه، ورغم مسيرته الطويلة التي راكم خلالها تجربة ثرية في الغناء والتلحين، فقد بقي غيابه عن هذا الفضاء الثقافي البارز علامة استفهام كبرى. وقد أشار العيادي إلى أن حضوره المتأخر على هذا المسرح يمثل إحدى اللحظات المفصلية في تاريخه الفني، مؤكدًا أن مشاركته السابقة في الدورة الماضية (2024) ضمن سهرة تونسية مشتركة لم تكن حضورًا فعليًا بالمعنى الكامل، حيث لم تمكنه من تقديم تجربته الفنية بصوته الخاص ومساره المستقل.
"حبيت زماني": سيرة فنية مغناة
امتد العرض الذي قدمه غازي العيادي لنحو ساعتين، وجاء أقرب إلى سيرة فنية مغناة، تنقل فيها الفنان بين محطات متنوعة من مشواره الفني. وقد تولى العيادي توزيع أغانيه بعناية على مراحل زمنية وفنية مختلفة، بدءًا من أغانيه الأولى التي عرف بها في التسعينيات وصولًا إلى تجاربه الأخيرة في التلحين والغناء. قدم العيادي رفقة مجموعة موسيقية متميزة بقيادة المايسترو يوسف بلهاني، مختارات من أشهر أغانيه التي يحفظها الجمهور التونسي عن ظهر قلب، من بينها "سيدي حبيبي"، "شايفين عيونو"، "والنبي لو جاني"، "أنا زي زمان"، بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل "مش طبعنا" و"روحي فداك". وقد توزعت اختياراته بعناية لتغطي ثلاث فترات أساسية في مسيرته: مرحلة البدايات والانتشار، ثم فترة التلحين لأسماء عربية بارزة، وأخيرًا مرحلة العودة والتجديد الذاتي التي تشهد إيقاعًا فنيًا مختلفًا ومعاصرًا.
مفاجآت وتفاعل جماهيري استثنائي
لم يقتصر العنصر اللافت في السهرة على الأداء الغنائي المتميز لغازي العيادي وحده، بل تجلى أيضًا في الحضور المشهدي الذي نجح الفنان في خلقه على الركح. فقد استضاف العيادي صوتًا غنائيًا شابًا هو الفنان أيمن لصيق، الذي شاركه في أداء أغنية "زمن المصالح"، في حوار فني مؤثر بين جيلين. لكن المفاجأة الأبرز في السهرة تمثلت في صعود شقيقه الأصغر معز العيادي إلى المسرح، حيث أديا سويًا أغنية "رضاية الوالدين"، خاصة بعد الإعلان عن وجود والدتهما بين الحاضرين في المقاعد الأمامية. هذه اللحظة العائلية الحميمية حولت المسرح، مع تفاعل الجمهور الكبير، إلى فضاء يصدح فيه مشاعر الحب والامتنان والبعد الروحي للأسرة. ولم تكن هذه اللحظة الرمزية منفصلة عن السياق العام للعرض، بل بدت استمرارًا لنبرة وجدانية واضحة في كل اختيارات غازي العيادي الغنائية، التي كانت أقرب إلى دفاتر يوميات صوتية يعيد عبرها ترتيب علاقته مع الجمهور ومع نفسه، ومع زمن لم يكن سهلاً عليه العودة فيه للغناء.
رؤية فنية وتحديات المشهد الموسيقي
عبر غازي العيادي عن بالغ امتنانه للجمهور الذي واكب عرضه الغنائي "حبيت زماني"، مؤكدًا أن هذه المشاركة تمثل بالنسبة إليه "ولادة جديدة". وأوضح أنه لم يقبل عروضًا أخرى هذه الصائفة قبل هذا العرض في الحمامات، لأنه أراد أن تكون هذه السهرة البداية الحقيقية في عودته لمصافحة جمهوره وعشاق أغانيه. كما تحدث الفنان عن التحولات التي عرفها المشهد الموسيقي بعد سنة 2011، وانتقد ما وصفها ببعض الظواهر التي أصبحت تتحكم في المشهد الموسيقي المعاصر، معتبرًا أن عدد المشاهدات الرقمية لا يعكس دائمًا القيمة الفنية للعمل. وأشار إلى أن "في السابق كان الألبوم يقاس بعدد النسخ المباعة، أما اليوم فكل شيء يرتبط بمن يملك القدرة على تمويل حملته على المنصات الرقمية وشراء أرقام المعجبين والمتابعين".
وختم العيادي حديثه بالتأكيد على أن مشاركته في مهرجان الحمامات الدولي ستكون نقطة انطلاق جديدة لمشروع فني متجدد واستعادة مكانه كمغنٍ لا كملحن فحسب.
تعتبر سهرة غازي العيادي في مهرجان الحمامات الدولي حدثًا فنيًا بارزًا، لم تقتصر أهميته على الأداء الموسيقي فحسب، بل امتدت لتشمل الجانب الإنساني والعائلي، ولتؤكد على عودة فنان أصيل إلى الساحة الفنية بقوة وتجدد. لقد كانت ليلة لا تُنسى، رسخت مكانة غازي العيادي كقامة فنية تونسية أصيلة، وقدمت للجمهور تجربة غنائية متكاملة جمعت بين الأصالة والمعاصرة، وبين الفن والوجدان.

أطل الفنان التونسي غازي العيادي على جمهوره أمس الجمعة، ليقدم عرضًا غنائيًا منفردًا بعنوان "حبيت زماني". هذه السهرة لم تكن مجرد محطة فنية عابرة في مسيرة العيادي، بل مثلت "ولادة جديدة" له بعد نحو ثلاثة عقود من العطاء الفني، كما وصفها هو بنفسه.
حضور طال انتظاره على ركح الحمامات
للمرة الأولى منذ انطلاق مسيرته الفنية في منتصف التسعينيات، اعتلى غازي العيادي ركح مهرجان الحمامات الدولي منفردًا، في حدث طال انتظاره من قبل جمهوره ومحبيه، ورغم مسيرته الطويلة التي راكم خلالها تجربة ثرية في الغناء والتلحين، فقد بقي غيابه عن هذا الفضاء الثقافي البارز علامة استفهام كبرى. وقد أشار العيادي إلى أن حضوره المتأخر على هذا المسرح يمثل إحدى اللحظات المفصلية في تاريخه الفني، مؤكدًا أن مشاركته السابقة في الدورة الماضية (2024) ضمن سهرة تونسية مشتركة لم تكن حضورًا فعليًا بالمعنى الكامل، حيث لم تمكنه من تقديم تجربته الفنية بصوته الخاص ومساره المستقل.
"حبيت زماني": سيرة فنية مغناة
امتد العرض الذي قدمه غازي العيادي لنحو ساعتين، وجاء أقرب إلى سيرة فنية مغناة، تنقل فيها الفنان بين محطات متنوعة من مشواره الفني. وقد تولى العيادي توزيع أغانيه بعناية على مراحل زمنية وفنية مختلفة، بدءًا من أغانيه الأولى التي عرف بها في التسعينيات وصولًا إلى تجاربه الأخيرة في التلحين والغناء. قدم العيادي رفقة مجموعة موسيقية متميزة بقيادة المايسترو يوسف بلهاني، مختارات من أشهر أغانيه التي يحفظها الجمهور التونسي عن ظهر قلب، من بينها "سيدي حبيبي"، "شايفين عيونو"، "والنبي لو جاني"، "أنا زي زمان"، بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل "مش طبعنا" و"روحي فداك". وقد توزعت اختياراته بعناية لتغطي ثلاث فترات أساسية في مسيرته: مرحلة البدايات والانتشار، ثم فترة التلحين لأسماء عربية بارزة، وأخيرًا مرحلة العودة والتجديد الذاتي التي تشهد إيقاعًا فنيًا مختلفًا ومعاصرًا.
مفاجآت وتفاعل جماهيري استثنائي
لم يقتصر العنصر اللافت في السهرة على الأداء الغنائي المتميز لغازي العيادي وحده، بل تجلى أيضًا في الحضور المشهدي الذي نجح الفنان في خلقه على الركح. فقد استضاف العيادي صوتًا غنائيًا شابًا هو الفنان أيمن لصيق، الذي شاركه في أداء أغنية "زمن المصالح"، في حوار فني مؤثر بين جيلين. لكن المفاجأة الأبرز في السهرة تمثلت في صعود شقيقه الأصغر معز العيادي إلى المسرح، حيث أديا سويًا أغنية "رضاية الوالدين"، خاصة بعد الإعلان عن وجود والدتهما بين الحاضرين في المقاعد الأمامية. هذه اللحظة العائلية الحميمية حولت المسرح، مع تفاعل الجمهور الكبير، إلى فضاء يصدح فيه مشاعر الحب والامتنان والبعد الروحي للأسرة. ولم تكن هذه اللحظة الرمزية منفصلة عن السياق العام للعرض، بل بدت استمرارًا لنبرة وجدانية واضحة في كل اختيارات غازي العيادي الغنائية، التي كانت أقرب إلى دفاتر يوميات صوتية يعيد عبرها ترتيب علاقته مع الجمهور ومع نفسه، ومع زمن لم يكن سهلاً عليه العودة فيه للغناء.
رؤية فنية وتحديات المشهد الموسيقي
عبر غازي العيادي عن بالغ امتنانه للجمهور الذي واكب عرضه الغنائي "حبيت زماني"، مؤكدًا أن هذه المشاركة تمثل بالنسبة إليه "ولادة جديدة". وأوضح أنه لم يقبل عروضًا أخرى هذه الصائفة قبل هذا العرض في الحمامات، لأنه أراد أن تكون هذه السهرة البداية الحقيقية في عودته لمصافحة جمهوره وعشاق أغانيه. كما تحدث الفنان عن التحولات التي عرفها المشهد الموسيقي بعد سنة 2011، وانتقد ما وصفها ببعض الظواهر التي أصبحت تتحكم في المشهد الموسيقي المعاصر، معتبرًا أن عدد المشاهدات الرقمية لا يعكس دائمًا القيمة الفنية للعمل. وأشار إلى أن "في السابق كان الألبوم يقاس بعدد النسخ المباعة، أما اليوم فكل شيء يرتبط بمن يملك القدرة على تمويل حملته على المنصات الرقمية وشراء أرقام المعجبين والمتابعين".
وختم العيادي حديثه بالتأكيد على أن مشاركته في مهرجان الحمامات الدولي ستكون نقطة انطلاق جديدة لمشروع فني متجدد واستعادة مكانه كمغنٍ لا كملحن فحسب.
تعتبر سهرة غازي العيادي في مهرجان الحمامات الدولي حدثًا فنيًا بارزًا، لم تقتصر أهميته على الأداء الموسيقي فحسب، بل امتدت لتشمل الجانب الإنساني والعائلي، ولتؤكد على عودة فنان أصيل إلى الساحة الفنية بقوة وتجدد. لقد كانت ليلة لا تُنسى، رسخت مكانة غازي العيادي كقامة فنية تونسية أصيلة، وقدمت للجمهور تجربة غنائية متكاملة جمعت بين الأصالة والمعاصرة، وبين الفن والوجدان.