تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للاجئين، نفّذ العشرات من طالبي اللجوء المقيمين بمركز إيواء اللاجئين بطريق جربة من ولاية مدنين، اليوم الخميس، مسيرة انطلقت من مكان إقامتهم في اتجاه مقر ولاية مدنين(حوالي 6 كلم)، ولم يقطع المحتجون سوى بضع مترات حتى تدخل الامن لمنعهم من مواصلة السير في اتجاه مقر الولاية مستعملا الغاز المسيل للدموع.
وينفّذ المحتجون هذا التحرك للتذكير بوضعيتهم والضغط على المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمجتمع الدولي للتحرك من اجل دفع ملفاتهم واعادة توطينهم بأوروبا لاسيما وأن تونس ليست وجهتهم المفضلة او هدفهم المنشود، بحسب تعبيرهم، مستنكرين، في تصريحات متطابقة لمراسلة (وات)، التدخل الأمني والاعتداء الذي طالهم، مؤكدين أنهم خرجوا فقط للمطالبة بتسفيرهم والتسريع بالنظر في ملفاتهم ولتحسيس المجتمع الدولي بقضيتهم في مثل هذه المناسبة العالمية.
من جهة أخرى، ولدى عودة المحتجين وأغلبهم من الجنسية الإريترية والسودانية والذين تم القبض على البعض منهم والاعتداء بالعنف على البعض الاخر من طرف الأمن، التقت صحفيتان مراسلتان بالجهة بهم من أجل التغطية الإعلامية، فتدخلت الوحدات الامنية من جديد بمنع الصحفيتين من ممارسة عملهما والاعتداء عليهما لفظيا مع محاولة اقتياد احداهما الى سيارة أمنية ومحاولة افتكاك هاتفها.
واعتبرت الصحفيتان عفاف الودرني ونعيمة خليصة ان العنف الذي سلط عَلى المحتجين والتعاطي بطريقة مماثلة مع الصحفيين لا مبرّر، مؤكدتان همجية التدخل الأمني الذي حصل اليوم وخطورة مثل هذه الممارسات.
في المقابل، أبرز مصدر أمني لمراسلة (وات) بالجهة، أنه تم الاحتفاظ بعدد من المحتجين اليوم من أجل الاعتداء على موظف اثناء اداء مهامه وتعطيل حركة المرور والجولان ورفع شعارات داعية للعنف حسب قوله، موضحا انه تم الالتجاء الى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وإعادتهم الى مقر إقامتهم باْذن من النيابة العمومية.
يذكر ان عددا من المهاجرين وطالبي اللجوء نفذوا هذا الأسبوع وقفة احتجاجية عبّروا خلالها عن رفضهم البقاء في تونس وطالبوا فيها بترحيلهم.