لماذا لا حل سوى فتح جبهات أخرى لتأمين انتصار المقاومة وتجنب التصفية الديموغرافية الشاملة؟

لماذا لا حل سوى فتح جبهات أخرى لتأمين انتصار المقاومة وتجنب التصفية الديموغرافية الشاملة؟

تاريخ النشر : 18:37 - 2023/11/10

أولا: لا نقصد بالانتصار انتصار اليوم الأول فهو حاصل لا محالة. ولا نقصد حتى انتصار تبادل الأسرى فلن يكون نافعا إلا إذا استسلم العدو وسلم بالإنسحاب من قطاع غزة المحاصر في نهاية المعركة وهذا مستحيل في الوقت الحاضر. وإنما نقصد بالانتصار في نفس الوقت تصعيد صورة 7 أكتوبر ودحر العدو بالقوة من قطاع غزة المحاصر من خلال الهجوم الكاسح عليه من كل الجبهات الأخرى بالقوة اللازمة التي لا تبدو كافية في غزة لوحدها حتى اذا استمرت المقاومة لعدة أشهر، وبالإضافة إلى ذلك اكراهه على إبرام صفقة تبادل أسرى كبيرة. وهذا هو الانتصار الثلاثي المقصود. 

ثانيا: لا يبدو للأسباب الواردة أدناه انه من الممكن للمقاومة الذهاب في حرب تحريرية فاصلة وتحويلها إلى حرب ثورية شعبية طويلة الأمد:
- لا يوجد سند حدودي مع غزة لتموين الحرب وتأمين ادامتها
- لا توجد مساحة واسعة كافية للمناورة وتعديد خيارات مواجهة العدو
- لا توجد مساحات وعرة لجر العدو إلى ميدان قتال اختياري
- تمكن العدو نسبيا من جر المقاومة إلى الميادين التي يريدها
- عدم وجود جيش احتياط شعبي (من المزارعين مثلا) لتموين الحرب 
- الطبيعة الحضرية (جدا) لغزة المحاصرة
- الكثافة الديمغرافية العالية جدا فيها
- كثرة الطرق السهلة المفتوحة والتي يسهل على العدو السيطرة عليها بالآليات (الدبابات وغيرها) 
- قدرة العدو على حشد المزيد من المدرعات والجنود كلما شاء
- وضعية ما قبل الانتشار الكثيفة التي عليها رعاة كيان العدو من بوارج وغواصات وحاملات طائرات... الخ. 
- انسداد أفق مرافق الحياة كلها على كل سكان قطاع غزة المحاصر. 
- اعتماد العدو على استراتيجية دموية صرفة برا وبحرا وجوا. 
ثالثا: لا يمكن، لنفس الأسباب أعلاه ولأسباب أخرى أدناه، أن يتم تكبيد العدو أكبر مما يتحمل بكسب جولة واجباره على التوقف من باب حرب العصابات أو حرب المدن:

فالخيارات محصورة بين استخدام تكتيكات الخلايا المنتشرة في كل مكان بالاعتماد على الأنفاق الهجومية والدفاعية وهو أهم سلاح لدى المقاومة وهذا ما تقوم به فعلا واستخدام تكتيك المجموعات الصدامية وهذا ما تقوم به فعلا أيضا. غير ان العدو يحاول أن يمنعها من أهم مبادئ هذه الحرب في المدن وهو مبدأ "الإنسحاب أمام تقدّم العدو انسحابا يتجه نحو المركز".
هذا لأنه يتجه نحو محاولة السيطرة على المركز. ويحرمها أيضا من المناورة المرنة ويحشرها في زاوية الدفاع الأقرب إلى الثابت. وبالتالي يحرمها أيضا من مبدأ "التقدّم أمام عدو متراجع". فهو يتدرج ببطىء كبير ويحاول غلق بعض الطرقات وقطعها وتكويم الآليات العسكرية وسط الأنهج والشوارع فضلا عن تقطيع القطاع والاستمرار في الحملة الدموية من داخل القطاع المحاصر ومن خارجه. 
هذا هو التقدير الميداني إجمالا بصرف النظر عن التصدي الفعال وشل حركة العدو هنا وهناك وإلحاق أضرار فادحه في صفوفه بشكل يومي بالاعتماد على الهاون والياسين 105 وتاندوم والنجاح في الكمن في عدة كمائن ناجحة ومواصلة دكه بالصواريخ والمسيرات.

ومع ذلك تبقى مفاجئات المقاومة مفتوحة على مصراعيها من حيث الأسلحة ومن حيث الأهداف الحساسة ومن حيث إدارة عمليات الاشتباك ومن حيث القدرة الدائمة على الإنزال خلف خطوط العدو والقدرة على الإبرار أي العبور عبر البحر إلى البر وتفجير عدة جبهات أخرى داخل فلسطين المحتلة. وتبقى قدرتها على استنزاف العدو قائمة وطويلة ولكنها غير كافية لتحقيق النصر المبين على المعنى الذي حددناه في بداية هذا التقدير للموقف.

وعلى كل ذلك، وهذا تقديرنا منذ اليوم الأول، ومادام ليس للعدو من حل آخر غير الاستسلام سوى التخبط والاستنزاف وليس من حل للمقاومة سوى المزيد من المقاومة والاستنزاف، فإن التصفية الديمغرافية حتمية. وعليه، فإن توسيع نطاق الحرب إلى جبهات أخرى بأكثر قوة من خارج فلسطين المحتلة تبدو حتى هذه اللحظة حتمية وكل الاحتمالات واردة ولا يمكن تقديرها إلا ساعة حدوث هذا التغير النوعي.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

إن الهدف الرئيسي من تقديم هذه المعطيات المجمعة حول الخسائر الاقتصادية والمالية للعدو من عدة مصادر
00:12 - 2024/05/03
إن آخر ما يتبادر إلى الذهن تحليل ما يجري في الجامعات الأمريكية.
21:21 - 2024/04/27
قياسنا هنا 7 أكتوبر وطوفان الأقصى واليوم الماءتان.
23:48 - 2024/04/23
تعقيبا وتعليقا على الهجوم الإيراني المتوقع على إسرائيل كردة فعل على الهجوم الصهيوني الذي أودى باس
07:00 - 2024/04/22
تزامن عيد الفطر هذه السنة في غزة مع دخول طوفان الأقصى شهره السابع وما خلّفه العدوان الصهيوني من د
07:00 - 2024/04/22