كلمات لروح المسرحي أنور الشعافي
تاريخ النشر : 16:28 - 2025/06/11
توقف قلمي عن الكتابة، وضاعت مني الكلمات، كلنا هممت بالكتابة عنك وتقديم كتابك، تراجع حرفي وصوتي وقلمي.
مر يومين او اكثر وانا احاول الكتابة، لكني لم اقدر، ربما لاني لم اقم الحداد عنك، لم يكن المكان والزمان والمسؤوليات المهنية التي كلفنا بها يوم وفاتك الا حاجزا أمام الحداد..ونحن في طريقنا الى لمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء، وصلنا خبر وفاتك..كانت برفقتي جميلة وكامارا، وثلة كبيرة من المسرحيين والاعلاميين، هزنا الخبر، وانهمرت دموع الحزن منسابة وحارة كحرقة غيابك عنا.
تذكرنا متابعاتك المسرحية، حضورك الراقي، مساعدك للجميع، تذكرنا عنفوان التحدي لديك، اقتدارك رغم المعاناة، ملازمتك البسمة رغم الخيانات ملازمتك الكتابة والحرف والفن رغم وجعك الدفين إزاء تراجع المسرح الحقيقي..
تذكرنا، صمودك، من خذلوك، من كانوا معك، تذكرنا عنادك واهمالك لصحتك، تذكرنا مسرحياتك، صوتك، نقدك، ضحكتك الساخرة من قدر ظالم، تذكرنا أمك واخوتك، وتذكرنا ما أسست وما بنيت، الأجيال التي تربت على فنك وتشجيعك، المواهب التي صنعتها أو صقلتها أو فتحت لها مجال النجاح بكلمة صادقة.
يومها، بكتك مسارح العالم، المسرحيون، ستارة المسرح، قاعات الفن الرابع، قاعات المدينة، أركان الصحف، بكتك جدران المدينة وترابها المقدس، بكتك مدنين وكل بلدان العالم التي عرفتك وعرفتها.
بعد الأربعين...مازلت غير قادرة على الكتابة عنك، وعن غيابك، مازلت غير قادرة على أن أكون وسط المتحدثين عنك بعدك، لأنك مازلت حيا فينا.
سوف يظل مقعدك شاغرا، ينتظرك، أو هو مكانك الذي يكون لك، ضمن كل عرض مسرحي أو جدل مسرحي، سوف تنير ظلمة الفكر، بما ما خطت يداك، بكل الأفكار التي رسختها في قلوب من تعلموا على يديك، ومن استشاروك ومن وجهتهم من المسرحيين والفنانين.
اما مدنين، فلها أن تحزن، كما لها أن تفرح، أو هو حزن على وجه الفرح...
* د. فوزية ضيف الله أستاذة مختصة في الفلسفة في المعهد العالي للعلوم الإنسانية والاجتماعية

توقف قلمي عن الكتابة، وضاعت مني الكلمات، كلنا هممت بالكتابة عنك وتقديم كتابك، تراجع حرفي وصوتي وقلمي.
مر يومين او اكثر وانا احاول الكتابة، لكني لم اقدر، ربما لاني لم اقم الحداد عنك، لم يكن المكان والزمان والمسؤوليات المهنية التي كلفنا بها يوم وفاتك الا حاجزا أمام الحداد..ونحن في طريقنا الى لمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء، وصلنا خبر وفاتك..كانت برفقتي جميلة وكامارا، وثلة كبيرة من المسرحيين والاعلاميين، هزنا الخبر، وانهمرت دموع الحزن منسابة وحارة كحرقة غيابك عنا.
تذكرنا متابعاتك المسرحية، حضورك الراقي، مساعدك للجميع، تذكرنا عنفوان التحدي لديك، اقتدارك رغم المعاناة، ملازمتك البسمة رغم الخيانات ملازمتك الكتابة والحرف والفن رغم وجعك الدفين إزاء تراجع المسرح الحقيقي..
تذكرنا، صمودك، من خذلوك، من كانوا معك، تذكرنا عنادك واهمالك لصحتك، تذكرنا مسرحياتك، صوتك، نقدك، ضحكتك الساخرة من قدر ظالم، تذكرنا أمك واخوتك، وتذكرنا ما أسست وما بنيت، الأجيال التي تربت على فنك وتشجيعك، المواهب التي صنعتها أو صقلتها أو فتحت لها مجال النجاح بكلمة صادقة.
يومها، بكتك مسارح العالم، المسرحيون، ستارة المسرح، قاعات الفن الرابع، قاعات المدينة، أركان الصحف، بكتك جدران المدينة وترابها المقدس، بكتك مدنين وكل بلدان العالم التي عرفتك وعرفتها.
بعد الأربعين...مازلت غير قادرة على الكتابة عنك، وعن غيابك، مازلت غير قادرة على أن أكون وسط المتحدثين عنك بعدك، لأنك مازلت حيا فينا.
سوف يظل مقعدك شاغرا، ينتظرك، أو هو مكانك الذي يكون لك، ضمن كل عرض مسرحي أو جدل مسرحي، سوف تنير ظلمة الفكر، بما ما خطت يداك، بكل الأفكار التي رسختها في قلوب من تعلموا على يديك، ومن استشاروك ومن وجهتهم من المسرحيين والفنانين.
اما مدنين، فلها أن تحزن، كما لها أن تفرح، أو هو حزن على وجه الفرح...
* د. فوزية ضيف الله أستاذة مختصة في الفلسفة في المعهد العالي للعلوم الإنسانية والاجتماعية