في قلبي وجع أسميته "غزة"
تاريخ النشر : 17:38 - 2024/02/27
كانت تسمى فلسطين و صارت منارة العالم فلسطين، زهرة المدائن و منبع النخوة والضمير الحر، مسقط الشهداء و أيتام البسمة والفسحة في غزة العزة رغم الدم والطغيان، فلسطين المقاومة على هذه الأرض التي تستحق الحياة، لتكون عملية "طوفان الأقصى" أو ذاكرة السابع من أكتوبر التي استشهد من أجل إحيائها آلاف الأبرياء من الشهداء المدنيين ذاكرة للنصر والحرية يوما ما عاجلا غير آجل، ذاكرة الإنتماء الروحي الفلسطيني لأصحاب الأرض الذي تتجلى به المقاومة من أجيالها البواسل صمودا، نصرا أو استشهادا لتحيا فلسطين.
ومن رحم المقاومة كتبوا رحيلا بعبارات المسك فقالوا أنهم لفلسطين ومن أجلها غادروا لتحيا، حدثوا العالم بحقيقة التمرد الصهيوأمريكي وتركوا لهذا العالم تاريخا ملموسا بكل قطرة دم بكت حرية الوطن وصحوة الضمير، تاريخا تأصلت فيه حقائق الطغيان واستعمار الكيان المحتل، تاريخا قديما في الأصل منذ تشعب الإستعمار في فلسطين ولكنه تجدد مع فارق التوقيت والإعتبارات الأخلاقية والإنسانية وفارق المصالح الإستراتيجية الديبلوماسية و السياسات العميقة بين الدول، تاريخا يحمل ما لا يستوعبه العقل الإنساني من جرائم ضد الإنسانية لا تغتفر، وحتى لا ننسى كتبوا رسائلهم الأخيرة بأن لا ننساهم ولنبقى نتحدث عن غزة وحدها التي يستشهد فيها شهيد يبكيه شهيد ويزفه شهيد ويشهد على شهادته شهيد ثم رحل كل الشهداء ولا زال موعد الرحيل قائما في فلسطين، هذا التاريخ الذي زفت فيه فلسفة السلام يتيمة حق وصوت، يتيمة عناق وقبلة على الجبين، فلسفة كتبت بدمع يتيم وأنين جريح و وجع كل صرخة من فلسطين، وفي فلسطين استشهد السند والحبيب والرفيق و العزيز فداءا للحرية والحق الكوني في تقرير المصير.
فالساحة الفلسطينية منذ "طوفان الأقصى" صارت مسرحا ليس كغيره من مسارح القتال والمعارك أو مسارح الجريمة بشكل عام، كل ما في فلسطين صار مسرحا كارثيا لتحقيق أهداف الطغيان و الترهيب و تحقيق أكثر ما يمكن من المجازر في حق المدنيين، كل ما على أراضيها صار مسرحا للإبادة وإعدام النفس البشرية في ظل القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ومختلف الأجسام الدولية التي وقفت عاجزة عن تحقيق الحماية ووقف الإستيطان الذي تعبر عنه الجماهير ب"الحرب"، هذا المصطلح الذي استند إليه العدو الجائر كحق في الدفاع عن النفس ذلك لا يستقيم إطلاقا مع واقع العدوان في قطاع غزة من قصف الطفولة وقتل المدنيين و التنكيل بجثامين الشهداء وقصف المستشفيات و تدمير الديار والذكريات وغير ذلك من ملامح الإعتداء الغاشم، ففي الحرب أخلاقيات ومبادئ تحكمها المعاملة بالمثل، تحكمها قواعد استخدام السلاح مقابل السلاح والقوة مقابل القوة، و التمييز و التناسب والضروروة العسكرية التي لا تستجيب جميعها لما ارتكبه العدو المحتل من كوارث إنسانية لم يسبق لها مثيلا، إنما الوضع في غزة عبارة عن عمليات استعراضية دنيئة الملامح للكيان الصهيوني الغاصب للأطفال الرضع و المدنيين والمساكن و المناطق الضعيفة بدعم المنطقة الغربية التي لطالما شكلت الصف الأول في توثيق القواعد الدولية الآمرة بحفظ حقوق الأفراد زمن السلم وزمن الحرب لتكون هي ذاتها الشاهد الأول على عمليات القصف العشوائي المعدم للأخضر واليابس على الأراضي الفلسطينية، والشاهد الفاعل في طمس عمليات الإعدام والإجرام المنظم في حق الشعب الفلسطيني في الوقت الذي كشف فيه طوفان الأقصى أن اسرائيل أضعف بكثير من أن تكون موقفا أو رمزا أو منطقة من هذا العالم.
و يبدو أن خارطة العالم بدأت تتغير نحو وجهة أخرى من العلاقات الدولية الإجتماعية والسيسيولوجية، الإقتصادية والسياسية، وخاصة الجيوبيئية لتغدو المياه الدولية في الآونة الأخيرة وجهة أخرى للمقاومة، ولئن تأصلت الشعوب كأهم عناصر قيام الدول إلا أن الوجع الفلسطيني شكل فارقا بين الإدارة السياسية وأصوات الشعوب الداعمة للحق الإنساني في فلسطين، ومن أبرز تداعيات "طوفان الاقصى" أو ذاكرة المجد والحرية هيكلة الأجسام الدولية الأصلية لفرض تطبيق القواعد والقرارات الآمرة و كشف ملامح التحالفات الدولية، ثم إن حالة الصمت العربي أو حالة التضارب في اتخاذ القرار كشفت عن مواقفا مخجلة تشير إلى اتساع رقعة الإستعمار الغربي و ملامح السياسات العميقة لدول المنطقة العربية.
إن الوضع الحالي في فلسطين تجاوز ملامح الحرب بكثير إلى مخاطر الإبادة البشرية و بشاعة الإحتلال الغاصب، فحال المدنيين و ما يحدث في الطفولة من قتل الرضع والتنكيل بالحرمة الجسدية هي جرائم ترتقي للمجازر لا علاقة لها بالرد على المقاومة الفلسطينية، كل ذلك يفرض ضرورة وسرعة تدخل الدول وخاصة المنطقة العربية بشكل جدي لا رجعة فيه لتعزيز المقاومة و الدفاع عن الهوية العربية، فلابد من التدخل الفعلي و توحيد الصف العربي في الدفاع عن فلسطين، ربما حان الوقت لانتفاضة الضمير العربي و وحدة الدم العربي وإعادة هيكلة السياسات العميقة العربية نحو توحيد المواقف العربية لتكون القضية الفلسطينية قضية الهوية العربية، الإسلامية التي لا تتجزأ.
و المقاومة الحقيقة في الواقع لا تتعلق بوسط فلسطين فحسب إنما هي مقاومة الإحتلال على التاريخ العربي و الهوية الإسلامية لتبقى فلسطين آية النصر، و منها رضعا رحلوا فداءا للأقصى، صحفيين ومربين، أطباءا ومسعفين ومن كل الفصائل تجندت للمقاومة إحياءا لعروس الأمة العربية والإسلامية.
ذاكرة "طوفان الأقصى" رسمت عنوانا حقيقيا لفلسفة السلم والأمن الدوليين في خضم هذا العالم الجيوسياسي المضطرب ، ومن رحم الوجع يبقى الحق الفلسطيني الإنساني حقا كونيا قائما يقتضي التدخل الدولي لإقراره و الإعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، و بين بطش الزناد الصهيوأمريكي ونفس الشهامة المقاومة في ساحة النصر والعزة لابد لفلسطين أن تبقى ما بقي الزعتر والزيتون، و إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولابد للصبح أن يتنفس في فلسطين .
في قلبي وجع أسميته "غزة" بكاها شهيد أسعفه شهيد ودعه شهيد صلى عليه شهيد، وحتى لا ننساهم كتبوا لنا أن لا ننساهم ثم رحلوا...
كانت تسمى فلسطين و صارت منارة العالم فلسطين، زهرة المدائن و منبع النخوة والضمير الحر، مسقط الشهداء و أيتام البسمة والفسحة في غزة العزة رغم الدم والطغيان، فلسطين المقاومة على هذه الأرض التي تستحق الحياة، لتكون عملية "طوفان الأقصى" أو ذاكرة السابع من أكتوبر التي استشهد من أجل إحيائها آلاف الأبرياء من الشهداء المدنيين ذاكرة للنصر والحرية يوما ما عاجلا غير آجل، ذاكرة الإنتماء الروحي الفلسطيني لأصحاب الأرض الذي تتجلى به المقاومة من أجيالها البواسل صمودا، نصرا أو استشهادا لتحيا فلسطين.
ومن رحم المقاومة كتبوا رحيلا بعبارات المسك فقالوا أنهم لفلسطين ومن أجلها غادروا لتحيا، حدثوا العالم بحقيقة التمرد الصهيوأمريكي وتركوا لهذا العالم تاريخا ملموسا بكل قطرة دم بكت حرية الوطن وصحوة الضمير، تاريخا تأصلت فيه حقائق الطغيان واستعمار الكيان المحتل، تاريخا قديما في الأصل منذ تشعب الإستعمار في فلسطين ولكنه تجدد مع فارق التوقيت والإعتبارات الأخلاقية والإنسانية وفارق المصالح الإستراتيجية الديبلوماسية و السياسات العميقة بين الدول، تاريخا يحمل ما لا يستوعبه العقل الإنساني من جرائم ضد الإنسانية لا تغتفر، وحتى لا ننسى كتبوا رسائلهم الأخيرة بأن لا ننساهم ولنبقى نتحدث عن غزة وحدها التي يستشهد فيها شهيد يبكيه شهيد ويزفه شهيد ويشهد على شهادته شهيد ثم رحل كل الشهداء ولا زال موعد الرحيل قائما في فلسطين، هذا التاريخ الذي زفت فيه فلسفة السلام يتيمة حق وصوت، يتيمة عناق وقبلة على الجبين، فلسفة كتبت بدمع يتيم وأنين جريح و وجع كل صرخة من فلسطين، وفي فلسطين استشهد السند والحبيب والرفيق و العزيز فداءا للحرية والحق الكوني في تقرير المصير.
فالساحة الفلسطينية منذ "طوفان الأقصى" صارت مسرحا ليس كغيره من مسارح القتال والمعارك أو مسارح الجريمة بشكل عام، كل ما في فلسطين صار مسرحا كارثيا لتحقيق أهداف الطغيان و الترهيب و تحقيق أكثر ما يمكن من المجازر في حق المدنيين، كل ما على أراضيها صار مسرحا للإبادة وإعدام النفس البشرية في ظل القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ومختلف الأجسام الدولية التي وقفت عاجزة عن تحقيق الحماية ووقف الإستيطان الذي تعبر عنه الجماهير ب"الحرب"، هذا المصطلح الذي استند إليه العدو الجائر كحق في الدفاع عن النفس ذلك لا يستقيم إطلاقا مع واقع العدوان في قطاع غزة من قصف الطفولة وقتل المدنيين و التنكيل بجثامين الشهداء وقصف المستشفيات و تدمير الديار والذكريات وغير ذلك من ملامح الإعتداء الغاشم، ففي الحرب أخلاقيات ومبادئ تحكمها المعاملة بالمثل، تحكمها قواعد استخدام السلاح مقابل السلاح والقوة مقابل القوة، و التمييز و التناسب والضروروة العسكرية التي لا تستجيب جميعها لما ارتكبه العدو المحتل من كوارث إنسانية لم يسبق لها مثيلا، إنما الوضع في غزة عبارة عن عمليات استعراضية دنيئة الملامح للكيان الصهيوني الغاصب للأطفال الرضع و المدنيين والمساكن و المناطق الضعيفة بدعم المنطقة الغربية التي لطالما شكلت الصف الأول في توثيق القواعد الدولية الآمرة بحفظ حقوق الأفراد زمن السلم وزمن الحرب لتكون هي ذاتها الشاهد الأول على عمليات القصف العشوائي المعدم للأخضر واليابس على الأراضي الفلسطينية، والشاهد الفاعل في طمس عمليات الإعدام والإجرام المنظم في حق الشعب الفلسطيني في الوقت الذي كشف فيه طوفان الأقصى أن اسرائيل أضعف بكثير من أن تكون موقفا أو رمزا أو منطقة من هذا العالم.
و يبدو أن خارطة العالم بدأت تتغير نحو وجهة أخرى من العلاقات الدولية الإجتماعية والسيسيولوجية، الإقتصادية والسياسية، وخاصة الجيوبيئية لتغدو المياه الدولية في الآونة الأخيرة وجهة أخرى للمقاومة، ولئن تأصلت الشعوب كأهم عناصر قيام الدول إلا أن الوجع الفلسطيني شكل فارقا بين الإدارة السياسية وأصوات الشعوب الداعمة للحق الإنساني في فلسطين، ومن أبرز تداعيات "طوفان الاقصى" أو ذاكرة المجد والحرية هيكلة الأجسام الدولية الأصلية لفرض تطبيق القواعد والقرارات الآمرة و كشف ملامح التحالفات الدولية، ثم إن حالة الصمت العربي أو حالة التضارب في اتخاذ القرار كشفت عن مواقفا مخجلة تشير إلى اتساع رقعة الإستعمار الغربي و ملامح السياسات العميقة لدول المنطقة العربية.
إن الوضع الحالي في فلسطين تجاوز ملامح الحرب بكثير إلى مخاطر الإبادة البشرية و بشاعة الإحتلال الغاصب، فحال المدنيين و ما يحدث في الطفولة من قتل الرضع والتنكيل بالحرمة الجسدية هي جرائم ترتقي للمجازر لا علاقة لها بالرد على المقاومة الفلسطينية، كل ذلك يفرض ضرورة وسرعة تدخل الدول وخاصة المنطقة العربية بشكل جدي لا رجعة فيه لتعزيز المقاومة و الدفاع عن الهوية العربية، فلابد من التدخل الفعلي و توحيد الصف العربي في الدفاع عن فلسطين، ربما حان الوقت لانتفاضة الضمير العربي و وحدة الدم العربي وإعادة هيكلة السياسات العميقة العربية نحو توحيد المواقف العربية لتكون القضية الفلسطينية قضية الهوية العربية، الإسلامية التي لا تتجزأ.
و المقاومة الحقيقة في الواقع لا تتعلق بوسط فلسطين فحسب إنما هي مقاومة الإحتلال على التاريخ العربي و الهوية الإسلامية لتبقى فلسطين آية النصر، و منها رضعا رحلوا فداءا للأقصى، صحفيين ومربين، أطباءا ومسعفين ومن كل الفصائل تجندت للمقاومة إحياءا لعروس الأمة العربية والإسلامية.
ذاكرة "طوفان الأقصى" رسمت عنوانا حقيقيا لفلسفة السلم والأمن الدوليين في خضم هذا العالم الجيوسياسي المضطرب ، ومن رحم الوجع يبقى الحق الفلسطيني الإنساني حقا كونيا قائما يقتضي التدخل الدولي لإقراره و الإعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، و بين بطش الزناد الصهيوأمريكي ونفس الشهامة المقاومة في ساحة النصر والعزة لابد لفلسطين أن تبقى ما بقي الزعتر والزيتون، و إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولابد للصبح أن يتنفس في فلسطين .
في قلبي وجع أسميته "غزة" بكاها شهيد أسعفه شهيد ودعه شهيد صلى عليه شهيد، وحتى لا ننساهم كتبوا لنا أن لا ننساهم ثم رحلوا...