في الصّميم: الكرة تُقاوم "الكورونا"

في الصّميم: الكرة تُقاوم "الكورونا"

تاريخ النشر : 18:12 - 2020/03/27

مَرّة أخرى تُثبت الكرة أنها ليست مجرّد لعبة لتسلية الشعوب وإلهائها عن مشاكلها الحقيقية من فقر وتهميش وبطالة وأحلام ضيّعها السّادة الحكّام.
وقد جاءت مِحنة "الكورونا" لتكشف عن الدّور الفعّال لكرة القدم والرياضة عُموما في مُواجهة الأزمات أوحتى في فضّ النزاعات وجميعنا يعرف قصّة لقاء تنس الطاولة الذي ساهم في تلطيف الأجواء بين الصّين والولايات المُتحدة الأمريكية في السبعينيات. واعتبر الكثيرون أن تلك المُقابلة الرياضية بين اثنين من لاعبي البلدين كانت بمثابة حَجر الأساس لإصلاح العلاقات بين "بكين" و"واشنطن". 
وبالعَودة إلى أزمة "الكُورونا" نلاحظ أن عشرات اللاعبين والمسؤولين الرياضيين يتنافسون ويتسابقون للمُشاركة في الحملات التضامنية والومضات التحسيسية الهادفة إلى مُحاربة هذا الغول المُفترس والذي لم يقدر على هزمه التنين الصّيني ولا حتى أمريكا التي تَعتبر نفسها الدولة الأقوى في العَالم.   
قائمة الرياضيين المُنخرطين في الحَرب على "الكورونا" ضمّت أشهر وأكبر النجوم العَالمية على غرار "كريستيانو رونالدو" الذي سارع بتحويل سلسة فنادقه إلى وحدات صحية لمُعالجة المُصابين بهذا الوباء الذي زرع الرّعب وقتل خلقا كثيرا. 
ولم يتخلّف رياضيونا عن ركب المُتبرّعين بالمال والغذاء والدواء لعشرات العَائلات التونسية التي تعيش تحت الصّفر. وتتضاعف حاجة هذه الأسر للدّعم في ظلّ الكارثة الوبائية التي اجتاحت ما لا يقل عن 170 دولة من ضِمنها تونس الصّامدة رغم الداء. 
نجومنا ضخّوا الملايين في صُندوق مكافحة هذا الفيروس العَابر للقارات مُؤكدين بذلك أن الرياضة في خدمة البلاد خاصّة عندما يتعلّق الأمر بكارثة طبيعية أو وبائية كما حصل أثناء فيضانات نابل وأزمة "الكُورونا". 
وجاءت مشاركة نجومنا في المدّ التضامني لتنفي عنهم التُهم المُعتادة من قبيل العَطالة الفكرية والإنصراف التامّ لكنز الأموال والتهافت على شراء أفخم الفيلات وأضخم السيّارات. 
لقد استثمر لاعبونا نجوميتهم وأموالهم في سبيل تقديم صورة جيّدة عن الرياضة كوسيلة ناجعة لصِناعة الفرح وخدمة البلاد والعباد في مثل هذه المِحن التي تحتاج إلى التبرّع بمليار أوحتّى بدينار. 
والمُهمّ أن الرياضيين يَتواجدون (مِثل سائر التونسيين) في الصّفوف الأمامية لمُحاربي "الكورونا" ولم يَتهرّبوا من واجبهم الإنساني بعد أن كانوا قد تهرّبوا لسنوات طويلة من دفع الضرائب وأداء الخِدمة العَسكرية.
وبما أن رياضيينا لعبوا دورا ايجابيا في هذه المِحنة فإنه من واجبنا تشجيعهم والإشادة بهم في انتظار أن تتحوّل هذه المُبادرات إلى ثقافة ثابتة وغير مُرتبطة بالمُناسبات. وستُصبح الصّورة أجمل عندما ينجح المُتبرّعون في الحدّ من الإشهار حتى يكون الثواب أكبر وحتى يتجنّب نجومنا تُهمة تلميع صُورهم والمُتاجرة بمُعاناة الناس.
وفي الختام لا نملك سوى الصّلاة والدعاء في مثل هذه اللحظة المُخيفة من حياة البشرية. ولا يفوتنا الترحّم على ضحايا "الكورونا" التي خطفت منّا عدة رياضيين نستحضر منهم المُصارع الجزائري عثمان تيجاني والمدرب الإسباني "فرانسيسكو غارسيا" واللاعبة الإيرانية إلهام شيخي...وغيرهم كثير.          
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

يواجه الترجي الرياضي التونسي يوم السبت 18 ماي 2024، ضيفه الأهلي المصري، بداية من الساعة الثامنة ل
09:57 - 2024/05/16
عقد مكتب الرابطة المحترفة لكرة القدم عشية امس اجتماعه الدوري ونظر في الاحداث الاخيرة التي شهدتها
09:24 - 2024/05/16
مثلما كان منتظرا اقتطع النادي الافريقي والترجي الرياضي بطاقتي التأهل للدور النهائي لبطولة النخبة
09:23 - 2024/05/16
بانتصاره على اتحاد تطاوين بملعب عزيز جاب الله بمنزل بورقيبة في ختام الجولة الثالثة من مرحلة إياب
09:23 - 2024/05/16
أكد النادي البنزرتي مرة أخرى أنه لا ينتصر خارج القواعد، وعاد في آخر مواجهة له بالتعادل الايجابي ض
09:23 - 2024/05/16
أدخل تعيين المدرب فوزي البنزرتي على رأس فريق النادي الافريقي بعض الأمان والهدوء على أجواء الفريق
09:23 - 2024/05/16