فوزي البنزرتي في حوار مثير لـ«الشروق» هناك حملات ممنهجة للتشكيك في المدرب التونسي مقابل تمجيد الأجانب
تاريخ النشر : 15:17 - 2024/12/30
ضيفنا اليوم وجه رياضي معروف من الشمال إلى الجنوب. كيف لا وهو المدرب الأكثر صعودا على «البوديوم» والأكثر حصدا للألقاب؟
إنه بكلّ تأكيد فوزي البنزرتي المتحصّل على أغلى البطولات والكؤوس وصاحب المسيرة الذهبية في عالم التدريب وصاحب الروح الانتصارية العالية والشخصية الانفعالية. وقد يختلف الكثيرون مع فوزي غير أنه لا أحد ينكر عليه أنه يبقى أحد أفضل المدربين في تاريخ كُرتنا. في الحوار التالي نتحدث مع فوزي البنزرتي عن واقع المشهد الكروي وأيضا عن مخطّطاته المستقبلية بحكم أنه توقف عن التدريب وتحديدا منذ تجربته مع المنتخب.
في البداية هل أنت في اجازة اختيارية أم نتيجة غياب العروض التدريبية؟
لقد فضّلت الدخول في راحة مفتوحة، ولم أحسم صراحة أمري إن كنت سأخوض المزيد من التجارب التدريبية مستقبلا أم أنني سأكتفي بمتابعة المشهد الكروي من بَعيد. ويبقى هذا القرار مُرتبطا بالمقترحات والعروض المُقدّمة. لقد اشتغلت في عالم التدريب على امتداد خمسة عقود عشت خلالها النجاحات والاخفاقات، واستنزفت الكثير من الطّاقات وقدّمت عديد التضحيات. وأنا اليوم متواجد بين أهلي وناسي في المنستير، وأستمتع بالراحة مع اعادة التأمل في تفاصيل هذه المسيرة الطويلة والشّاقة.
لماذا يقع تغييبك في المنابر الاعلامية والأستوديوهات التحليلية في الوقت الذي تسيطر فيه على المشهد أسماء لا تتضمّن سجلاتها الواحد بالمائة من تتويجاتك وخِبراتك؟
التحليل ليس من هِواياتي ولا اهتماماتي. كما أنني تجنبت الحضور في الكثير من البرامج نتيجة تكريس خطابات الرداءة واستشراء التهريج وصناعة الاثارة بدل معالجة القضايا الجوهرية والمشاكل الحقيقية للكرة التونسية. وقد اعتذرت صراحة عن تلبية عديد الدعوات وفضّلت متابعة الأحداث الكروية والرياضية في صمت وبعيدا عن الأضواء.
فرضت الاطارات التدريبية التونسية كلمتها في الملاعب الأجنبية. وفي المقابل فإن الأسماء ذاتها تتعرّض إلى التشكيك والتقزيم في الداخل. وقد بلغ الأمر حد التهكم على بعض أبناء الدار ومطالبتهم بالقيام بـ»الدروس الخصوصية» تحت اشراف الفنيين الأجانب في بطولتنا. كيف تقرأ هذه الظاهرة الغريبة؟
المدرب التونسي أثبت قدراته التدريبية ومهاراته الاتصالية منذ المغرب إلى السعودية. ويطول الحديث عن التجارب الناجحة في الماضي البعيد أوفي الحاضر. ولن أذكّر بتجربتي الفريدة مع الوداد والرجاء وخوض نهائي المونديال حتى لا يُقال إنه يفاخر بمسيرته. ولكن سأستحضر في المقابل مسيرات وبصمات عدة فنيين آخرين مثل معين الشعباني حاليا مع نهضة بركان أوأيضا نبيل الكوكي في الجزائر وفتحي جبال في السعودية وسامي الطرابلسي في قطر... وغيرهم من الاطارات التونسية التي تركت أفضل الانطباعات في الخارج.
الحقيقة أن مؤهلات المدرب التونسي فوق الشك. وأعتقد أن أبناء البلد يتعرّضون إلى حملات ممنهجة للتشكيك في قدراتهم مقابل تضخيم الأجانب والادعاء بأنهم يملكون امكانات خرافية ويفتقدها الاطار المحلي.
وقد تابعت شخصيا مشوار الفنيين الأجانب الذين ينشطون حاليا في ملاعبنا. وأقول بصوت عال وبكل موضوعية إن الاضافات النوعية المُتحدّث عنها بخصوص الاطارات الأجنبية لا أثر لها. والأدهى والأمر أن عدة أسماء تسبّبت في خسائر رياضية ومالية جسيمة لأنديتنا.
وقد نجحت عدة عناصر محلية في فضح حملات التمجيد للمدرب الأجنبي، ويمكن أن نستشهد في هذا الصّدد بالنتائج الجيدة التي يحققها محمّد الساحلي وماهر الكنزاري وأنيس بوجلبان مع الإتحاد المنستيري والملعب التونسي والترجي الجرجيسي. ويعرف جميعنا أن هذه النجاحات كانت بامكانات محدودة جدا ولا مجال لمقارنتها بما يتحصل عليه الأجانب من امتيازات وتسهيلات وحملات لنفخ صُورتهم.
كيف تقيّم الأداء العام في البطولة التونسية بعد مرور 13 جولة؟
هُناك نقطة ايجابية في النسخة الحالية من البطولة المحلية. ويكمن هذا الجانب المُضيء في التنافس الكبير في القمة حتى أنه تداولت عدة جمعيات على الجلوس في مركز الصّدارة.
وهُناك عديد الجمعيات التي أضفت رونقا خاصا على البطولة وهي بالخصوص الملعب التونسي والإتحاد المنستيري والترجي الجرجيسي أيضا الأولمبي الباجي قبل أن تتراجع نتائجه في الجولات الفارطة.
كيف تواكب المسار الانتقالي في الجامعة التونسية لكرة القدم؟
تعيش الجامعة فترة انتقالية، وقد واجهت عدة صعوبات ومع ذلك فإن المنتخب حقق أهدافه وحجز مكانه المعتاد في كأس إفريقيا. كما أن حظوظنا وافرة للتواجد في المونديال للمرة السّابعة. ورغم المشاكل الادارية والمالية والتنظيمية فإن النشاط الكروي استمر في ظروف مقبولة هذا في انتظار اجراء الانتخابات في شهر جانفي القادم واختيار رئيس جديد، وسيتحمّل على عاتقه مسؤولية تاريخية وجسيمة بحكم أنه مطالب بتصحيح المسار والنهوض باللعبة بعد سنوات من التوترات.
هل تساند شخصا مُعيّنا في انتخابات الجامعة؟
لم تتّضح الرؤية بخصوص هوية المترشحين الفعليين وكل ما يمكنني تأكيده هو أن يكون الفوز في العملية الانتخابية للشخصية الأكثر كفاءة وقدرة على تطوير الكرة التونسية.
البنزرتي في سطور
من مواليد عام 1950
لاعب سابق في الإتحاد المنستيري
اقتحم عالم التدريب في موسم 1977 – 1978 (من بوابة سيدي بوزيد)
درّب عديد الأندية التونسية مثل سيدي بوزيد والمنستير والمهدية و»الرالوي» والنجم الساحلي والإفريقي والترجي و»السي .آس .آس»
أشرف على تدريب المنتخب الوطني في عدة مناسبات
قاد المنتخب الليبي
أشرف على تدريب الرجاء والوداد
درب مولودية الجزائر
فائز بـ 23 لقبا محليا ودوليا (التتويجات كانت مع الترجي والنجم والإفريقي والوداد)
بلغ نهائي كأس العالم مع الرجاء في 2013

ضيفنا اليوم وجه رياضي معروف من الشمال إلى الجنوب. كيف لا وهو المدرب الأكثر صعودا على «البوديوم» والأكثر حصدا للألقاب؟
إنه بكلّ تأكيد فوزي البنزرتي المتحصّل على أغلى البطولات والكؤوس وصاحب المسيرة الذهبية في عالم التدريب وصاحب الروح الانتصارية العالية والشخصية الانفعالية. وقد يختلف الكثيرون مع فوزي غير أنه لا أحد ينكر عليه أنه يبقى أحد أفضل المدربين في تاريخ كُرتنا. في الحوار التالي نتحدث مع فوزي البنزرتي عن واقع المشهد الكروي وأيضا عن مخطّطاته المستقبلية بحكم أنه توقف عن التدريب وتحديدا منذ تجربته مع المنتخب.
في البداية هل أنت في اجازة اختيارية أم نتيجة غياب العروض التدريبية؟
لقد فضّلت الدخول في راحة مفتوحة، ولم أحسم صراحة أمري إن كنت سأخوض المزيد من التجارب التدريبية مستقبلا أم أنني سأكتفي بمتابعة المشهد الكروي من بَعيد. ويبقى هذا القرار مُرتبطا بالمقترحات والعروض المُقدّمة. لقد اشتغلت في عالم التدريب على امتداد خمسة عقود عشت خلالها النجاحات والاخفاقات، واستنزفت الكثير من الطّاقات وقدّمت عديد التضحيات. وأنا اليوم متواجد بين أهلي وناسي في المنستير، وأستمتع بالراحة مع اعادة التأمل في تفاصيل هذه المسيرة الطويلة والشّاقة.
لماذا يقع تغييبك في المنابر الاعلامية والأستوديوهات التحليلية في الوقت الذي تسيطر فيه على المشهد أسماء لا تتضمّن سجلاتها الواحد بالمائة من تتويجاتك وخِبراتك؟
التحليل ليس من هِواياتي ولا اهتماماتي. كما أنني تجنبت الحضور في الكثير من البرامج نتيجة تكريس خطابات الرداءة واستشراء التهريج وصناعة الاثارة بدل معالجة القضايا الجوهرية والمشاكل الحقيقية للكرة التونسية. وقد اعتذرت صراحة عن تلبية عديد الدعوات وفضّلت متابعة الأحداث الكروية والرياضية في صمت وبعيدا عن الأضواء.
فرضت الاطارات التدريبية التونسية كلمتها في الملاعب الأجنبية. وفي المقابل فإن الأسماء ذاتها تتعرّض إلى التشكيك والتقزيم في الداخل. وقد بلغ الأمر حد التهكم على بعض أبناء الدار ومطالبتهم بالقيام بـ»الدروس الخصوصية» تحت اشراف الفنيين الأجانب في بطولتنا. كيف تقرأ هذه الظاهرة الغريبة؟
المدرب التونسي أثبت قدراته التدريبية ومهاراته الاتصالية منذ المغرب إلى السعودية. ويطول الحديث عن التجارب الناجحة في الماضي البعيد أوفي الحاضر. ولن أذكّر بتجربتي الفريدة مع الوداد والرجاء وخوض نهائي المونديال حتى لا يُقال إنه يفاخر بمسيرته. ولكن سأستحضر في المقابل مسيرات وبصمات عدة فنيين آخرين مثل معين الشعباني حاليا مع نهضة بركان أوأيضا نبيل الكوكي في الجزائر وفتحي جبال في السعودية وسامي الطرابلسي في قطر... وغيرهم من الاطارات التونسية التي تركت أفضل الانطباعات في الخارج.
الحقيقة أن مؤهلات المدرب التونسي فوق الشك. وأعتقد أن أبناء البلد يتعرّضون إلى حملات ممنهجة للتشكيك في قدراتهم مقابل تضخيم الأجانب والادعاء بأنهم يملكون امكانات خرافية ويفتقدها الاطار المحلي.
وقد تابعت شخصيا مشوار الفنيين الأجانب الذين ينشطون حاليا في ملاعبنا. وأقول بصوت عال وبكل موضوعية إن الاضافات النوعية المُتحدّث عنها بخصوص الاطارات الأجنبية لا أثر لها. والأدهى والأمر أن عدة أسماء تسبّبت في خسائر رياضية ومالية جسيمة لأنديتنا.
وقد نجحت عدة عناصر محلية في فضح حملات التمجيد للمدرب الأجنبي، ويمكن أن نستشهد في هذا الصّدد بالنتائج الجيدة التي يحققها محمّد الساحلي وماهر الكنزاري وأنيس بوجلبان مع الإتحاد المنستيري والملعب التونسي والترجي الجرجيسي. ويعرف جميعنا أن هذه النجاحات كانت بامكانات محدودة جدا ولا مجال لمقارنتها بما يتحصل عليه الأجانب من امتيازات وتسهيلات وحملات لنفخ صُورتهم.
كيف تقيّم الأداء العام في البطولة التونسية بعد مرور 13 جولة؟
هُناك نقطة ايجابية في النسخة الحالية من البطولة المحلية. ويكمن هذا الجانب المُضيء في التنافس الكبير في القمة حتى أنه تداولت عدة جمعيات على الجلوس في مركز الصّدارة.
وهُناك عديد الجمعيات التي أضفت رونقا خاصا على البطولة وهي بالخصوص الملعب التونسي والإتحاد المنستيري والترجي الجرجيسي أيضا الأولمبي الباجي قبل أن تتراجع نتائجه في الجولات الفارطة.
كيف تواكب المسار الانتقالي في الجامعة التونسية لكرة القدم؟
تعيش الجامعة فترة انتقالية، وقد واجهت عدة صعوبات ومع ذلك فإن المنتخب حقق أهدافه وحجز مكانه المعتاد في كأس إفريقيا. كما أن حظوظنا وافرة للتواجد في المونديال للمرة السّابعة. ورغم المشاكل الادارية والمالية والتنظيمية فإن النشاط الكروي استمر في ظروف مقبولة هذا في انتظار اجراء الانتخابات في شهر جانفي القادم واختيار رئيس جديد، وسيتحمّل على عاتقه مسؤولية تاريخية وجسيمة بحكم أنه مطالب بتصحيح المسار والنهوض باللعبة بعد سنوات من التوترات.
هل تساند شخصا مُعيّنا في انتخابات الجامعة؟
لم تتّضح الرؤية بخصوص هوية المترشحين الفعليين وكل ما يمكنني تأكيده هو أن يكون الفوز في العملية الانتخابية للشخصية الأكثر كفاءة وقدرة على تطوير الكرة التونسية.
البنزرتي في سطور
من مواليد عام 1950
لاعب سابق في الإتحاد المنستيري
اقتحم عالم التدريب في موسم 1977 – 1978 (من بوابة سيدي بوزيد)
درّب عديد الأندية التونسية مثل سيدي بوزيد والمنستير والمهدية و»الرالوي» والنجم الساحلي والإفريقي والترجي و»السي .آس .آس»
أشرف على تدريب المنتخب الوطني في عدة مناسبات
قاد المنتخب الليبي
أشرف على تدريب الرجاء والوداد
درب مولودية الجزائر
فائز بـ 23 لقبا محليا ودوليا (التتويجات كانت مع الترجي والنجم والإفريقي والوداد)
بلغ نهائي كأس العالم مع الرجاء في 2013