تعرض رواية "مواسم الريح" للروائي التونسي الأمين السعيدي بعمق الصراع الأيديولوجي في مختلف دول العالم وما ينتج عنه من تشتت وضياع للانسان بين صراع الافكار من ناحية وصراع محاولة فهم الله والقدر والوعد في تحليل الخطاب الديني وما نتج عنه من تعدد للفرق والطوائف والتباس العادات والتقاليد بالعبادات.
نتج عن هذا الصراع ضياع الانسان وغياب العدل وانتشار الظلم والفقر والجهل والعداوات...فتحول العالم الى غابة للصراع الدائم.
تداخلت مفاهيم الحرية وتشعبت بين النظريات والتحليل والقوانين التي يضعها القوي المتحكم في الاقتصاد والسياسة وحياة الناس بأكملها.
تخوض رواية " مواسم الريح" في المواضيع المسكوت عنها أو المنسية تماما وتحمل حكام العالم في مختلف العصور مسؤولية تدهور مكانة الانسان وانتشار الحروب والجوع والتشرد...
الشخصيات في رواية " مواسم الريح" هي شخصيات رامزة تتميز بعمقها وقدرتها على البحث في التفاصيل من اجل بلوغ الحقيقة، فشخصية " جورجينا" تتراوح بين جمال الجسد المثير للشهوة وقوة العقل الذي اسس لمشروع سياسي من اجل إنقاذ العالم والانسان  في كل مكان بمساعدة "فاروق" الرجل الذي اودع كنوزه الفكرية برأسها فعدل مشروعها السياسي بتخليصه من الأيديولوجيات العقيمة والنظريات القديمة التي لا توافق  احلام الشباب والاجيال القادمة ولا تعبر عن ارادتهم ونظرتهم للحياة والكون والحرية والعيش المشترك.
"فاروق" هذه الشخصية التي تتحكم في كل الاحداث  بسعيها الى التغيير من أجل سعادة الانسان، فهو عالم نفس وباحث في الاجتماع الإنساني وانتروبولوجي وفيلسوف يوزع السعادة بين الناس في كل مكان بين تونس وفرنسا والمانيا وتركيا والسويد سويسرا وامريكا...
ولكنه تورط في خيانة زوجته الطبيبة "صالحة" مع السياسية "جورجينا" فتسبب في موت زوجته التي رافقت حياته منذ كان طفلا صغيرا وهو ما جعل ابنته" ياسمين" تعيش الحرمان من الامومة وغياب والدها الدائم بسبب سفره المتواصل واستقراره بأمريكا بعد تعلقه بجورجينا.
لم تكن  شخصية " بنبي" ابن جورجينا اكثر حضا من "ياسمين" فقد توفي والده "فاروق" وتركه وهو صغير مثله مثل شقيقه "دانتي"
"الشيخ المقامر" كان مثالا للحكمة فهو موزع للخير بين الناس ولكنه لم يهتد الى الوصول الى الثروة فأهدر عمره وراء حلمه.
 شخصية" عجوز وول ستريت" كانت نموذجا للصبر والوفاء وقد توفيت في سبيل عشقها لذلك الشاب الوسيم الذي تركها وسافر مع ابنائه بعد وفات أمهم.
تتصارع الشخصيات وتتأجج الاحداث من اجل بلوغ الحقيقة بين صراع عنيف يخوضه العقل مع الجسد من ناحية وصراع آخر يخوضه الانسان مع الانسان من أجل البقاء.
تعلن رواية " مواسم الريح" عن تحولات عميقة في تاريخ البشر تؤكد تمسك المجتمعات من قبل بحب الذات ومحاولة تغييب  او القضاء عليه...
مواسم الريح هي رحلة فلسفية وجودية في أعماق الانسان وبحث دقيق في تركيبة الذات البشرية وتأثير الرواسب في الذهن والقلب والحياة بصفة عامة.
تصدر رواية "مواسم الريح" للروائي التونسي الأمين السعيدي في بداية شهر جانفي من سنة2026 عن دار فاصلة للنشر والتوزيع بالاسكندرية مصر وستشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب بمصر من 21 جانفي الى 03 فيفري 2026
"مواسم الريح" هي الرواية السادسة في مسيرة الروائي التونسي الأمين السعيدي، بعد رواياته:
- ظل الشوك
- ضجيج العميان
- المنفى الأخير
- مدينة النساء
- أحبها بلا ذاكرة