خرق الحجر الصحي: لماذا يتساهل التونسيون مع "الهلاك"؟

خرق الحجر الصحي: لماذا يتساهل التونسيون مع "الهلاك"؟

تاريخ النشر : 12:46 - 2020/04/08

يثير سلوك غالبية التونسيين الكثير من الغرابة والتناقض، اذ تحيل مظاهر اللهفة على المواد الشرائية عن خوف لا ينعكس عن السلوك العام الذي يغلب عليه الاستهتار بقواعد حفظ الصحة من خلال خرق الحجر الصحي.
وعلى الرغم من صيحات الفزع التي ما انفك يطلقها الفريق الطبي من مغبة الاستهتار بالحجر الصحي،وآخرها تلك العبرات التي خنقت وزير الصحة عبد اللطيف المكي أمس وهو يحذر من الاسوأ، الا أن عديد من التونسيين مضوا في سلوكات همجية على غرار التجمهر في الطريق العام و التواتر على الاسواق وفتح بعض المحلات خلسة، فمالذي يفسر هذا السلوك المجتمعي الغريب الذي يحمل اسبابا جدية لقيام كارثة حقيقية.
الأسباب الموضوعية لخروج جزء من التونسيون الى الشارع وخرق الحجر الصحي يعود أساسا الى شراء المواد الأساسية والاتصال بمكاتب البريد ومقرات المعتمديات للحصول على المساعدات الاجتماعية،فعلى الرغم من الحلول التي اقترحها العديد من الملاحظين بخصوص تكفل الدولة بإيصال المساعدات الى المنازل الا ان الحكومة مضت في هذا الخيار.
وبخصوص الأسباب الذاتية يلاحظ المختص في علم الاجتماع الدكتور الطيب الطويلي في تصريحه ل"الشروق اون لاين" ان
التونسي يجد نفسه للمرة الاولى منذ قرن ونصف في مواجهة وباء جارف مخترق للعالم،اذ كانت ردة فعله شبيهة لمختلف ردود افعال المجتمعات الاخرى وهي التفكير في ضمان القوت اولا. فالخوف من الجوع بدا أشد من الخوف من الوباء. خاصة مع المعطيات الإحصائية التي بينت أن فيروس"كورونا" يقتل بنسب ضئيلة المرضى مقارنة بالجوع
ولاحظ المتحدث ان الحجر الصحي الشامل كان في أيامه الاولى ناجحا تماما الى حين إقرار المنحة الحكومية للعائلات المعوزة بطريقة متسرعة ،خرج معها طيف كبير من الفئات المحدودة الدخل والتعليم إلى الشوارع لكي يذكروا أنهم يخافون الجوع أكثر من الوباء.
وشدد محدثنا على ان التعويل على وعي المواطن لا يمكن أن يكون ناجحا بشكل مثالي في أزمة كبرى كهذه. باعتبار ان المواطن ليس واحدا وانما مواطنون باختلاف ثقافاتهم وتعليمهم ومستوياتهم المادية والفكرية وأننا لا يمكن أن نطلب من شعب بأكمله أن يكون على نفس درجة الوعي. وخلص الطيب الطويلي الى ان المجهودات المبذولة في مواجهة وباء كورونا شعبا وحكومة ومؤسسات وهياكل مرضية عموما وفي حاجة الى مزيد الحرص والى الاستئناس بالراي الطبي لتجنب حدوث النتائج الوخيمة.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

أفاد وزير البيئة، الحبيب عبيد، أن مشروع ميزانية مهمة البيئة ضمن مشروع ميزانية الدولة لسنة 2026 شه
17:42 - 2025/11/10
تبلغ ميزانية وزارة التربية المقترحة ضمن مشروع ميزانية الدولة لسنة 2026 نحو 8.7 مليار دينار، مسجلة
14:42 - 2025/11/10
أعلنت الشركة الوطنية العقارية بالبلاد التونسية (سنيت)عن شروعها بداية من يوم الأربعاء 12 نوفمبر ال
12:35 - 2025/11/10
سيتمّ إدخال تحوير على مسلك خطي الحافلة رقم 104 و 30 بداية من يوم غد الثلاثاء 11 نوفمبر 2025، تبعا
11:30 - 2025/11/10
أعلنت جمعية "نكهة بلادي"، عن فتح باب الترشح لمسابقة " أفضل خباز في تونس لسنة 2025"، التي تنتظم ضم
11:21 - 2025/11/10
أكد وزير السياحة سفيان تقية أهمية التعاون بين تونس ومنظمة الأمم المتحدة للسياحة والدول الشقيقة وا
10:51 - 2025/11/10
شهدت ال24 ساعة الماضية هطول كميات متفاوتة من الامطار تركزت خاصة في الشمال وبلغ اقصاها في ولاية جن
10:16 - 2025/11/10
تكون السماء خلال اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025، مغشاة بسحب أحيانا كثيفة مع أمطار متفرقة بالمناطق ا
08:21 - 2025/11/10