بطاقة: عنف سبقه عنف
تاريخ النشر : 21:03 - 2020/09/21
احتجنا الى وباء كي نعرف كم نحن سيئون فالموجة الاولى من انتشار فيروس كورونا جعلناها واقعة السميد. حينها تسارعنا نحو اخفاء المؤونة وان جاع الآخرون. وأصبح السميد العملة النادرة التي يخفيها المسؤولون والمحتكرون وكل الفاسدين في هذه البلاد.
احتجنا الى وباء كي نعرف كم نحن سيئون حين يخرج الكثير منا للاحتجاج والتظاهر ضد دفن ميت بفيروس كورونا بل يدعو لحرق جثته. وبلغ الامر بالبعض حد ممارسة العنف ضدّ من ابتلاهم الله بهذه الجائحة فأسرة عاملة المخبزة بالعوينة والتي توفي والدها بفيروس كورونا خلال شهر افريل الماضي اجبروا على تناول الخبز وزيت الزيتون لمدة ثلاثة أيام بعد ان حاصرهم الأجوار ورفضوا خروج اي منهم لاقتناء حاجيات الاسرة. ولَم يكن للاسرة طيلة تلك الأيام العصيبة وقتا للحزن على الضحية وبكائه بقدر ما كانوا يتصارعون مع درجات الحرارة لمنع تعفن الجثة بعد ان تأخر تدخل السلطات الصحية في عملية دفنه وفقا للبروتوكول الخاص بضحايا كورونا.
نحن السيئون تعرضنا لضحايا كورونا والمخالطين لهم بالتنمّر والوصم وفجّرنا فيهم كل العنف الكامن فينا. يا لحظنا بكل هذا البؤس الكامن في أرواحنا. ربما يحق للبعض اليوم ان يفزع من إصابته ومن عداء المجموعة له فيندس بينهم غير آبه بانتقال العدوى إليهم وهو ما يحصل فعلا اليوم في كل شبر من هذه الارض. نحن السيئون الذين كان من السهل على فيروس كورونا الانتشار ما بيننا مستغلاّ فينا قبحنا ذاته الذي صنعنا منه واقعة السميد. هذا عنف سبقه عنف وعلى السلطة ان تلعب دورها في وضع حد لهذا النزيف المجتمعي. فلا تخجل من دعوة علماء الاجتماع الى مجالسك يا رئيس الحكومة واستمع الى تشخيصهم لعلّ ذلك يرفع عنّا كل هذا القبح ويساعدوك في البحث عن ملامح هذا المجتمع.

احتجنا الى وباء كي نعرف كم نحن سيئون فالموجة الاولى من انتشار فيروس كورونا جعلناها واقعة السميد. حينها تسارعنا نحو اخفاء المؤونة وان جاع الآخرون. وأصبح السميد العملة النادرة التي يخفيها المسؤولون والمحتكرون وكل الفاسدين في هذه البلاد.
احتجنا الى وباء كي نعرف كم نحن سيئون حين يخرج الكثير منا للاحتجاج والتظاهر ضد دفن ميت بفيروس كورونا بل يدعو لحرق جثته. وبلغ الامر بالبعض حد ممارسة العنف ضدّ من ابتلاهم الله بهذه الجائحة فأسرة عاملة المخبزة بالعوينة والتي توفي والدها بفيروس كورونا خلال شهر افريل الماضي اجبروا على تناول الخبز وزيت الزيتون لمدة ثلاثة أيام بعد ان حاصرهم الأجوار ورفضوا خروج اي منهم لاقتناء حاجيات الاسرة. ولَم يكن للاسرة طيلة تلك الأيام العصيبة وقتا للحزن على الضحية وبكائه بقدر ما كانوا يتصارعون مع درجات الحرارة لمنع تعفن الجثة بعد ان تأخر تدخل السلطات الصحية في عملية دفنه وفقا للبروتوكول الخاص بضحايا كورونا.
نحن السيئون تعرضنا لضحايا كورونا والمخالطين لهم بالتنمّر والوصم وفجّرنا فيهم كل العنف الكامن فينا. يا لحظنا بكل هذا البؤس الكامن في أرواحنا. ربما يحق للبعض اليوم ان يفزع من إصابته ومن عداء المجموعة له فيندس بينهم غير آبه بانتقال العدوى إليهم وهو ما يحصل فعلا اليوم في كل شبر من هذه الارض. نحن السيئون الذين كان من السهل على فيروس كورونا الانتشار ما بيننا مستغلاّ فينا قبحنا ذاته الذي صنعنا منه واقعة السميد. هذا عنف سبقه عنف وعلى السلطة ان تلعب دورها في وضع حد لهذا النزيف المجتمعي. فلا تخجل من دعوة علماء الاجتماع الى مجالسك يا رئيس الحكومة واستمع الى تشخيصهم لعلّ ذلك يرفع عنّا كل هذا القبح ويساعدوك في البحث عن ملامح هذا المجتمع.