المسرحي الدكتور نزار السعيدي: فنون العرائس في العراق

المسرحي الدكتور نزار السعيدي: فنون العرائس في العراق

تاريخ النشر : 18:36 - 2025/07/01

صدر للمخرج المسرحي والاكاديمي نزار السعيدي كتاب جديد في العراق بعنوان "فنون العرائس من المقدس الى الدنيوي " تحديدا في مدينة البصرة جنوب العراق وهذا الكتاب الذي يمثل إضافة مهمة الى المكتبة العربية هو في الاصل اطروحة دكتورا دولة تمت مناقشتها في المعهد العالي للفن المسرحي وحازت على ملاحظة حسن جدا اواخر سنة 2023 وتركبت اللجنة من :

الأستاذ سمير بشّة         : أستاذ تعليم عال      رئيسا                    (جامعة تونس)

الأستاذ محمد لسعد قريعة : أستاذ تعليم عال      مؤطرا                   (جامعة تونس)

الأستاذ أنيس المؤدّب      : أستاذ محاضر        مقرّرا                    (جامعة تونس) 

الأستاذ عماد صولة        : أستاذ تعليم عال      مقرّرا                    (جامعة تونس) 

الأستاذ علي الفريوي      : أستاذ محاضر       عضوا مناقشا            (جامعة صفاقس) 

وكتب الناشر عن هذا الكتاب "

يقترح هذا الكتاب العودة إلى فنون العرائس لا باعتباره فنًا طفوليًا، أو بديلًا تقنيًا، بل بوصفها مدخلًا نظريًا وجماليًا إلى مستقبل المسرح. مستقبل لا تنبع فيه الحقيقة من الجسد، بل من قشّة تتحرّك، من خيط يرتجف، من جماد يتنفّس باسم كلّ ما لم يُقَل.

عندما يتأزّم الجسد البشري على الركح، ويعجز عن حمل الذاكرة الجمعية وثقل الطقس، تنهض العروسة. ليست امتدادًا للممثل، ولا محاكاة له، بل كيان مستقل يولد من الرماد، من طقوس الاحتفال، من الرغبة القديمة في استحضار الغائب وتطويع اللامرئي. إنّ فنون العرائس ليس شكلًا تزيينيًا على هامش العرض المسرحي، بل تمرّد صامت على مركزيّة الجسد البشري، وعلى وهم الحقيقة المتجسدة فيه.

لقد مهّدت الحداثة المسرحية، منذ أواخر القرن التاسع عشر، لهذا الانقلاب. ففي مقاله الشهير "عن مسرح العرائس" (1810)، كتب هاينريش فون كلايست أن الممثل لا يستطيع بلوغ الحُسْنِ "La grâce "إلا إذا تحرّر من وعيه المزيّف. وهو ما وجده في العروسة: ذلك الكائن الصامت، المحايد، الذي يتحرّك خارج الإرادة الإنسانية، ويجسّد "البراءة الثانية"*، تلك التي فقدها الإنسان منذ لحظة سقوطه. أما موريس ميترلينك، فقد رأى في العروسة نموذجًا للوجود المسرحي النقي: كائنٌ خفيّ لا يحمل رغبة، لا يعكس الواقع، بل يشير إلى اللامرئي والميتافيزيقي. وفي سياق موازٍ، أعلن إدوارد غوردن كريغ عن "ممثله الخارق"، ذلك الكائن-العروسة الذي يتجاوز نزوات الإنسان ومحدودية جسده، نحو حضور تجريدي مطلق، لا يخضع للصدفة أو العاطفة.

إنّ العروسة، في ضوء هذه الرؤى، ليست مجرد تقنية مسرحية، بل أداة جذرية لإعادة التفكير في معنى التمثيل ذاته. إنها تفتح فجوة في قلب المسرح: فجوة تساءل الجسد، والهوية، والسلطة، وتحرّر الفُرجة من سلطتها العضوية، ومن تمركزها حول "أنا" الممثل. فهي لا تتكلم، لكنها تقول؛ لا تشعر، لكنها تُجسّد؛ لا تعيش، لكنها تُمثّل الحياة في أكثر صورها صفاءً أو قسوة.

* الـ"براءة الثانية" (die zweite Unschuld) مصطلح شاع من خلال نص هاينريش فون كلايست "عن مسرح العرائس" ، ويُقصد به حالة من الحسن أو الصفاء الوجودي يستعيدها الإنسان بعد المرور بتجربة السقوط أو فقدان البراءة الأولى"

يذكر ان نزار السعيدي من ابرز المخرجين الذين برزوا في السنوات الاخيرة وتميزوا بجدية طرحهم وحداثة مقارباتهم الجمالية.

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

قدّمت العرائسيّة أحلام ميسار وزوجها العرائسيّ محمّد نوير(مسرحيان محترفان ) رسالة تظلّم إلى وزيرة
20:45 - 2025/07/01
في الأيام الممتدة بين 15 و 27جويلية 2025 تكون فعاليات معرض مدينة قليبية للكتاب بمشاركة العديد من
20:34 - 2025/07/01
كشف الدكتور نبيل عبد المقصود، الطبيب المعالج لشيرين عبد الوهاب مستجدات الحالة الصحية التي تعرضت ل
18:00 - 2025/07/01
 هدى بوسيف، هي واحدة من مئات التونسيين الذي حولوا اقامتهم في الخارج الى جسر تواصل مع البلد الام م
15:33 - 2025/07/01
تصادف بداية شهر جويلية هذا العام الذكرى الـ 64 لميلاد الأميرة ديانا.
13:52 - 2025/07/01
 تحتضن مدينة الثقافة الشاذلي القليبي سهرة فنية استثنائية بعنوان "نغمات 3"، وذلك مساء الخميس 3 جوي
10:55 - 2025/07/01
أطلقت مؤخرا الفنانة زازا أحدث أعمالها الغنائية المصوّرة بعنوان "صبّ المال وهات"، وهي أغنية مستوحا
10:39 - 2025/07/01
في أجواء إحتفالية بهيجة وسط فضاء جميل شاعري بدار الثقافة مساكن وبحضور المندوب الجهوي للشؤون الثقا
07:00 - 2025/07/01