التخييل والذاكرة والبعد العجائبي في رواية أحبها بلا ذاكرة للأمين السعيدي

التخييل والذاكرة والبعد العجائبي في رواية أحبها بلا ذاكرة للأمين السعيدي

تاريخ النشر : 21:31 - 2025/01/16

رواية احبها بلا ذاكرة للروائي التونسي الأمين السعيدي تعكس رحلة إنسانية تتشابك فيها الذاكرة مع الواقع وتتمحور حول تأثير التجارب الأولى على تشكيل الهوية
 الكاتب التونسي الأمين السعيدي يبحر في أعماق النفس البشرية مسلطًا الضوء على الصراعات العاطفية التي تنشأ من ارتباط الإنسان بماضيه وحبه الأول
إلى أي مدى يمكن أن تسيطر الذكريات على حياتنا؟ 
وهل يمكن للإنسان أن يتحرر من ثقلها ليعيش بلا ذاكرة؟"
عدنان هو إنسان محكوم بالذاكرة طفولته التي عاشها تحت تأثير المعلمة جعلته أسيرًا لصورة مثالية لم يجدها في النساء الأخريات مما جعله يعيش صراعًا داخليًا دائمًا بين الحنين والمواجهة
سارة المعلمة التي تركت أثرًا أبديًا
فهي لم تكن مجرد معلمة بل شخصية محورية صنعت ملامح عدنان العاطفية والنفسية
بل هي نقطة انطلاق للحب الأول الذي يحمل نقاءً ووجعًا من خلالها يفقد عدنان البراءة ليواجه تعقيدات الحياة
عفاف الحاضر الذي يعاني من الماضي
عفاف تمثل الضحية غير المباشرة لذاكرة عدنان إنها تعيش صراعًا مع ما لا يمكن تغييره مما يجعل غربتها مضاعفة
 فهي ليست فقط غريبة في قلبه بل أيضًا في مواجهة واقع يطاردها
الذاكرة: نعمة أم عبء؟
هل يمكن للإنسان أن يتحرر من ثقل الذكريات..؟
النص يطرح تساؤلًا فلسفيًا عميقًا هل يمكن أن نعيش بلا ذاكرة؟ 
عدنان نفسه يتوق لذلك لكنه في الوقت ذاته لا يستطيع الانفصال عن ماضيه 
الذكرى تصبح هنا عبئًا يتغذى على الحاضر ويصعب التخلص منه
الحب: ارتباط أم هروب..؟
الحب في النص ليس ارتباطًا صحيًا بقدر ما هو هروب من الواقع إلى صورة مثالية رسمتها الذاكرة 
عدنان لا يحب النساء اللواتي يقابلهن بل يبحث فيهن عن انعكاس لسارة
النص يشير ضمناً إلى دور المجتمع والأسرة في تكوين شخصية الفرد
 عائلة عدنان رغم حنان أمه لم تستطع انتشاله من تأثير المعلمة مما يعكس ضعف البنية الاجتماعية في حماية الطفل من علاقات قد تترك آثارًا طويلة الأمد
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

 ظاهرة التدهور الوجودى لأقطار عربية متصلة من سنوات وعقود، والمآسى متوالية من الصومال وليبيا وسوري
07:00 - 2025/12/15
تعلّمنا دروس التاريخ أنّ المصلحة العليا للوطن هي أسمى القيم وأنبل المبادئ التي من أجلها ضحّت الأج
07:00 - 2025/12/15
لماذا يوم الأربعاء17 ديسمبر 2025؟:
07:00 - 2025/12/15
في بِداية الستينات، و قبل  وصول تجربة التعاضد إلى ريفنا،  وبعد أقلّ من عشر  سنوات من تاريخ استقلا
07:00 - 2025/12/13
يعتبر الأرشيف ركيزة الذاكرة الجماعيّة ودعامة السيادة الوطنيّة وهو أداة للعمل إذ به نحفظ الحقوق ون
07:00 - 2025/12/13
تنتقل بنا الأحداث من شمال إفريقيا إلى عمق الأراضي السورية وعلى الحدود التركية، أنور البطل القادم
20:02 - 2025/12/10
لطالما شهد قطاعُ التعليم العالي في تونس برامجَ إصلاحيةً تنوّعت أهدافُها وأساليبُها وسرديّاتها بتن
07:00 - 2025/12/10