مع الشروق : ازدواجية المعايير والإنسانية المهدّدة
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/10/27
في عالم اليوم ، تتحرّك القوى الكبرى بمنطق القوة والمصلحة بأسلوب انتقائي لا يراعي سوى مصالحها الاقتصادية والسياسية ، لتدفع بقية الشعوب ثمن قرارات تُصاغ في الغرف المغلقة وتُنفذ بعيدًا عن قسوة الواقع .
ما دفعنا إلى هذا الحديث هو العقوبات الأمريكية والأوروبية الأخيرة المفروضة على روسيا، هذه العقوبات لا تمثل مجرد فصل جديد في مسلسل الضغط السياسي المتبادل فقط ، بل أداة تمس حياة ملايين البشر في كل القارات، كاشفة عن ازدواجية فاضحة في التعامل مع الأزمات، وعن سقوط أخلاقي مستمر منذ عقود تحت شعار “القانون الدولي”.
فأسواق الطاقة العالمية، ومنذ إعلان هذه الحزمة الجديدة من العقوبات على روسيا خلال الأسبوع الفارط، سجلت اضطرابات فورية تمثلت في ارتفاع أسعار الغاز والنفط بشكل حاد، مما اضطر الدول التي تعتمد على الاستيراد إلى مراجعة سياساتها الاقتصادية وربما اصطفافاتها الدولية.
هذه القرارات سيدفع ثمنها لا محالة المواطن البسيط الذي لا علاقة له بأسبابها ولا بخلفياتها، فالتضخم الذي ينهش أغلب الدول الفقيرة سيضاعف التهام دخل الناس، والفقر سيتوسع، والقلق من المستقبل سيزداد وهو ما يدفعنا للتساؤل عن جدوى هذا الضغط الصارم على روسيا التي لم تتأثر من عقوبات مماثلة، مقابل التساهل المريب مع كيان يسجل يوميا انتهاكات يومية مرعبة في حق فلسطين الحبيبة.
الأمن الغذائي العالمي، المهدد أصلًا، ازداد هشاشة، فروسيا وأوكرانيا من أهم الدول المصدّرة للقمح والزيوت النباتية، والعقوبات المفروضة مع الحرب المستمرة تسببت في اضطرابات حادة بتوريد الغذاء، وبدأت موجات ارتفاع الأسعار تضرب بعض الدول، والغريب والمؤسف في ذات الآن ، أن من يتباكى على مواطني اكرانيا لا يرف له جفن أمام مجاعة تهدد ملايين الأطفال في غزة، وفلسطين المحتلة، وبلاد عربية أخرى، وكأن الجوع العربي قدر مكتوب لا يستحق اهتمامًا دوليًا ولا تفاعلا من الأنظمة العربية المكتفية بالصمت المريب في تماه مع السياسات الغربية بمعاييرها المزدوجة.
العالم اليوم يعيش أزمة حقيقية في قيم العدالة والإنسانية. فحين تتحول المصالح السياسية والاقتصادية إلى المعيار الوحيد للعمل الدولي، تتلاشى المبادئ التي تقوم عليها حقوق الإنسان والحماية الدولية المزعومة.
وبما ان الدول العربية لا يرجى منها بل ولا ينتظر منها خير ، فان هذه الحالة تفرض ضرورة إعادة النظر في آليات العمل الدولي والمؤسسات الدفاعية عن حقوق الشعوب، لتكون أكثر تمثيلاً ونزاهة، بعيداً عن الانتقائية والازدواجية التي تفتت شعور الثقة والعدل ، فغياب موقف دولي موحد وقوي يدين الظلم ويقف بصلابة إلى جانب الضحايا، يؤدي إلى مزيد فقدان مصداقية المؤسسات الأممية، ويهدد السلام المزعوم والاستقرار العالمي الكاذب على المدى ا لطويل.
إن ما يحدث في فلسطين اليوم يكشف زيف الخطاب الدولي ويفضح الصمت العربي الرسمي أمام الجرائم اليومية من حصار يمنع وصول الغذاء والدواء، إلى قصف المباني المدنية والمستشفيات، إلى اعتقال الأطفال والنساء الثكالى في عالم يفرض عقوبات صارمة على دول تُهدد مصالحه، لكنه يغض الطرف عن الاحتلال المستمر، بل ويدعمه مما يجعل الفلسطينيين يعيشون مأساة مضاعفة..
راشد شعور
في عالم اليوم ، تتحرّك القوى الكبرى بمنطق القوة والمصلحة بأسلوب انتقائي لا يراعي سوى مصالحها الاقتصادية والسياسية ، لتدفع بقية الشعوب ثمن قرارات تُصاغ في الغرف المغلقة وتُنفذ بعيدًا عن قسوة الواقع .
ما دفعنا إلى هذا الحديث هو العقوبات الأمريكية والأوروبية الأخيرة المفروضة على روسيا، هذه العقوبات لا تمثل مجرد فصل جديد في مسلسل الضغط السياسي المتبادل فقط ، بل أداة تمس حياة ملايين البشر في كل القارات، كاشفة عن ازدواجية فاضحة في التعامل مع الأزمات، وعن سقوط أخلاقي مستمر منذ عقود تحت شعار “القانون الدولي”.
فأسواق الطاقة العالمية، ومنذ إعلان هذه الحزمة الجديدة من العقوبات على روسيا خلال الأسبوع الفارط، سجلت اضطرابات فورية تمثلت في ارتفاع أسعار الغاز والنفط بشكل حاد، مما اضطر الدول التي تعتمد على الاستيراد إلى مراجعة سياساتها الاقتصادية وربما اصطفافاتها الدولية.
هذه القرارات سيدفع ثمنها لا محالة المواطن البسيط الذي لا علاقة له بأسبابها ولا بخلفياتها، فالتضخم الذي ينهش أغلب الدول الفقيرة سيضاعف التهام دخل الناس، والفقر سيتوسع، والقلق من المستقبل سيزداد وهو ما يدفعنا للتساؤل عن جدوى هذا الضغط الصارم على روسيا التي لم تتأثر من عقوبات مماثلة، مقابل التساهل المريب مع كيان يسجل يوميا انتهاكات يومية مرعبة في حق فلسطين الحبيبة.
الأمن الغذائي العالمي، المهدد أصلًا، ازداد هشاشة، فروسيا وأوكرانيا من أهم الدول المصدّرة للقمح والزيوت النباتية، والعقوبات المفروضة مع الحرب المستمرة تسببت في اضطرابات حادة بتوريد الغذاء، وبدأت موجات ارتفاع الأسعار تضرب بعض الدول، والغريب والمؤسف في ذات الآن ، أن من يتباكى على مواطني اكرانيا لا يرف له جفن أمام مجاعة تهدد ملايين الأطفال في غزة، وفلسطين المحتلة، وبلاد عربية أخرى، وكأن الجوع العربي قدر مكتوب لا يستحق اهتمامًا دوليًا ولا تفاعلا من الأنظمة العربية المكتفية بالصمت المريب في تماه مع السياسات الغربية بمعاييرها المزدوجة.
العالم اليوم يعيش أزمة حقيقية في قيم العدالة والإنسانية. فحين تتحول المصالح السياسية والاقتصادية إلى المعيار الوحيد للعمل الدولي، تتلاشى المبادئ التي تقوم عليها حقوق الإنسان والحماية الدولية المزعومة.
وبما ان الدول العربية لا يرجى منها بل ولا ينتظر منها خير ، فان هذه الحالة تفرض ضرورة إعادة النظر في آليات العمل الدولي والمؤسسات الدفاعية عن حقوق الشعوب، لتكون أكثر تمثيلاً ونزاهة، بعيداً عن الانتقائية والازدواجية التي تفتت شعور الثقة والعدل ، فغياب موقف دولي موحد وقوي يدين الظلم ويقف بصلابة إلى جانب الضحايا، يؤدي إلى مزيد فقدان مصداقية المؤسسات الأممية، ويهدد السلام المزعوم والاستقرار العالمي الكاذب على المدى ا لطويل.
إن ما يحدث في فلسطين اليوم يكشف زيف الخطاب الدولي ويفضح الصمت العربي الرسمي أمام الجرائم اليومية من حصار يمنع وصول الغذاء والدواء، إلى قصف المباني المدنية والمستشفيات، إلى اعتقال الأطفال والنساء الثكالى في عالم يفرض عقوبات صارمة على دول تُهدد مصالحه، لكنه يغض الطرف عن الاحتلال المستمر، بل ويدعمه مما يجعل الفلسطينيين يعيشون مأساة مضاعفة..
راشد شعور