مع الشروق ..صفعة جديدة لنتنياهو
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/05/14
منذ إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية لعملية طوفان الأقصى و الصهاينة يتلقون الصفعة تلو الأخرى بعد أن عرّت هذه العملية كلّ سوأة للكيان الغاصب و أبانت نقاط ضعفه و أسقطت كل سردياته التي لطالما تدثّر بها و أعلنها للعالم علّه يستدرّ عطفه و يضمن أسس بقائه و هو من يسوّق لنفسه كواحة للديمقراطية في الشرق الأوسط و يبني كلّ سياقات وجوده على خطاب المظلومية الذي يجد هوى في الأوساط و الحكومات الغربية التي وضعته في المنطقة كأداة لخدمة مصالحها و إجهاض كلّ نهضة عربية ممكنة.
فمن نافلة القول الحديث عن صمود المقاومة و ما ألحقه ذلك من خسائر غير مسبوقة على جميع الأصعدة بالكيان المحتل بدءا من الناحية العسكرية التي عجز معها نتنياهو و زمرته الفاشية عن فكّ شيفرة الفصائل الفلسطينية التي أسرت جنوده و دمّرت آلياته و كبّدته هزائم أدخلته التاريخ من أصغر أبوابه كأول رئيس وزراء تشهد إسرائيل في عهده إذلالا لن يمحى من ذاكرة كل من واكب طوفان الأقصى مرورا بالانهيارات الاقتصادية المتتالية و إسقاط ما بنيت عليه دولة الاحتلال جوهر وجودها ككيان مزدهر يستقطب المرتزقة من الصهاينة للعيش فيه على جثث الأبرياء من الفلسطينيين الذين افتكّت أراضيهم غصبا و عدوانا.
غير أن الخسارة الفادحة التي ستلاحق الصهاينة هي ما أصاب صورتها من تلطيخ غير مسبوق حيث سقط خطاب المظلومية و كل تلك السرديات الغبية التي ترافقه لتحلّ محلّها الصورة الحقيقية البشعة التي تتغافل القوى الاستعمارية عن النظر إليها و هي صورة الكيان المجرم الذي لا يتورّع عن قتل الأبرياء من الأطفال و النساء و الشيوخ و ارتكاب أبشع أنواع الإبادة الجماعية و التهجير و استهداف المستشفيات و دور العبادة تحت ذرائع واهية لا يقبلها عقل بشري سويّ و هو ما جعل الرأي العام الغربي ينقلب عليه بعد أن سانده بداية نتيجة حملات التضليل و تزوير الوعي التي مورست عليه قبل أن تسطع أمامه الحقائق جليّة.
فالكيان الصهيوني يجد نفسه اليوم منبوذا مقادا إلى المحاكم الدولية في حركة نادرة بفضل الضمائر الحية و قوى الحق فإذا به ملاحق أمام محكمة العدل للنظر في وقائع ارتكابه لجرائم الإبادة الجماعية التي لطالما تحدث عن معاناته منها فإذا به اليوم يمارسها بطريقة بشعة على المدنيين العزّل و إذا بقادته ترتعد فرائصهم و هم ينتظرون بين الفينة و الأخرى صدور مذكرات اعتقال بحقهم من محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب و هو ما جعلهم يستنفرون حُماتهم من العواصم الغربية لممارسة كل الضغوط الممكنة لتجنب هذا السيناريو الذي سيجعلهم محاصرين في إسرائيل لا يقوون على مغادرتها.
ولم تكن تلك آخر سطور معاناة الصهاينة بل انتفض ضدهم طلاب كبريات الجامعات العالمية و أرقاها التي يتخرج منها السياسيون و القادة الغربيون إدانة لإجرام الكيان الغاصب و طلبا لقطع العلاقات معه و هي الحركة التي تتوسع يوما بعد آخر رغم كل القمع الذي تواجهه و الذي لن يتمكن مطلقا من انتزاع قناعة لدى قادة المستقبل في الولايات المتحدة و أوروبا مفادها أن هذا الكيان مجرم و مارق و بالتالي فإن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء و لن يحظى الكيان بتلك الحظوة التي كان عليها حتى و إن كان ذاك تدريجيا.
أحدث السطور و الذي ستكون له تبعاته و ملاحقه في ما سيحصل للصهاينة هو ذلك التصويت في رحاب الأمم المتحدة الذي يدعو للاعتراف بالدولة الفلسطينية و الذي يعدّ صفعة لنتنياهو رأسا و هو الذي بنى سرديته السياسية على منع قيامها و لكنه يجد الأغلبية الغالبة من العالم تناهض مساعيه بل إن دولا أوروبية و غربية عديدة تستعد لإعلان الاعتراف بها و هو ما يشكّل ضربة في الصميم و خسارة استراتيجية كبرى للحكومة الصهيونية الفاشية تنضاف لسجل خسائرها المتلاحقة.
هاشم بوعزيز
منذ إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية لعملية طوفان الأقصى و الصهاينة يتلقون الصفعة تلو الأخرى بعد أن عرّت هذه العملية كلّ سوأة للكيان الغاصب و أبانت نقاط ضعفه و أسقطت كل سردياته التي لطالما تدثّر بها و أعلنها للعالم علّه يستدرّ عطفه و يضمن أسس بقائه و هو من يسوّق لنفسه كواحة للديمقراطية في الشرق الأوسط و يبني كلّ سياقات وجوده على خطاب المظلومية الذي يجد هوى في الأوساط و الحكومات الغربية التي وضعته في المنطقة كأداة لخدمة مصالحها و إجهاض كلّ نهضة عربية ممكنة.
فمن نافلة القول الحديث عن صمود المقاومة و ما ألحقه ذلك من خسائر غير مسبوقة على جميع الأصعدة بالكيان المحتل بدءا من الناحية العسكرية التي عجز معها نتنياهو و زمرته الفاشية عن فكّ شيفرة الفصائل الفلسطينية التي أسرت جنوده و دمّرت آلياته و كبّدته هزائم أدخلته التاريخ من أصغر أبوابه كأول رئيس وزراء تشهد إسرائيل في عهده إذلالا لن يمحى من ذاكرة كل من واكب طوفان الأقصى مرورا بالانهيارات الاقتصادية المتتالية و إسقاط ما بنيت عليه دولة الاحتلال جوهر وجودها ككيان مزدهر يستقطب المرتزقة من الصهاينة للعيش فيه على جثث الأبرياء من الفلسطينيين الذين افتكّت أراضيهم غصبا و عدوانا.
غير أن الخسارة الفادحة التي ستلاحق الصهاينة هي ما أصاب صورتها من تلطيخ غير مسبوق حيث سقط خطاب المظلومية و كل تلك السرديات الغبية التي ترافقه لتحلّ محلّها الصورة الحقيقية البشعة التي تتغافل القوى الاستعمارية عن النظر إليها و هي صورة الكيان المجرم الذي لا يتورّع عن قتل الأبرياء من الأطفال و النساء و الشيوخ و ارتكاب أبشع أنواع الإبادة الجماعية و التهجير و استهداف المستشفيات و دور العبادة تحت ذرائع واهية لا يقبلها عقل بشري سويّ و هو ما جعل الرأي العام الغربي ينقلب عليه بعد أن سانده بداية نتيجة حملات التضليل و تزوير الوعي التي مورست عليه قبل أن تسطع أمامه الحقائق جليّة.
فالكيان الصهيوني يجد نفسه اليوم منبوذا مقادا إلى المحاكم الدولية في حركة نادرة بفضل الضمائر الحية و قوى الحق فإذا به ملاحق أمام محكمة العدل للنظر في وقائع ارتكابه لجرائم الإبادة الجماعية التي لطالما تحدث عن معاناته منها فإذا به اليوم يمارسها بطريقة بشعة على المدنيين العزّل و إذا بقادته ترتعد فرائصهم و هم ينتظرون بين الفينة و الأخرى صدور مذكرات اعتقال بحقهم من محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب و هو ما جعلهم يستنفرون حُماتهم من العواصم الغربية لممارسة كل الضغوط الممكنة لتجنب هذا السيناريو الذي سيجعلهم محاصرين في إسرائيل لا يقوون على مغادرتها.
ولم تكن تلك آخر سطور معاناة الصهاينة بل انتفض ضدهم طلاب كبريات الجامعات العالمية و أرقاها التي يتخرج منها السياسيون و القادة الغربيون إدانة لإجرام الكيان الغاصب و طلبا لقطع العلاقات معه و هي الحركة التي تتوسع يوما بعد آخر رغم كل القمع الذي تواجهه و الذي لن يتمكن مطلقا من انتزاع قناعة لدى قادة المستقبل في الولايات المتحدة و أوروبا مفادها أن هذا الكيان مجرم و مارق و بالتالي فإن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء و لن يحظى الكيان بتلك الحظوة التي كان عليها حتى و إن كان ذاك تدريجيا.
أحدث السطور و الذي ستكون له تبعاته و ملاحقه في ما سيحصل للصهاينة هو ذلك التصويت في رحاب الأمم المتحدة الذي يدعو للاعتراف بالدولة الفلسطينية و الذي يعدّ صفعة لنتنياهو رأسا و هو الذي بنى سرديته السياسية على منع قيامها و لكنه يجد الأغلبية الغالبة من العالم تناهض مساعيه بل إن دولا أوروبية و غربية عديدة تستعد لإعلان الاعتراف بها و هو ما يشكّل ضربة في الصميم و خسارة استراتيجية كبرى للحكومة الصهيونية الفاشية تنضاف لسجل خسائرها المتلاحقة.
هاشم بوعزيز
