مع الشروق .. هدف نتنياهو البقاء في السلطة مهما كلّف الثمن

مع الشروق .. هدف نتنياهو البقاء في السلطة مهما كلّف الثمن

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/04/06

باتت حيلة رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مكشوفة أمام الجميع سواء امام الرأي العام الداخلي او الدولي ، وهي حيلة تقوم على  تصعيد العدوان الغاشم على قطاع غزة وتوسيع الصراع ليصل لبنان وسوريا واليمن وايران ومصر من اجل ضمان البقاء في كرسي الحكم ، وهي خطط سوف تفشل عاجلا ام آجلا أمام بسالة المقاومة الفلسطينية وصمودها الأسطوري في غزة ، وقدرتها على تأليب الرأي العام الدولي ضد مخططات الاحتلال القائمة على ابادة اهل غزة وتهجير من تبقى منهم .
مخطّط نتنياهو يقوم على محاولة توظيف هذا العدوان لصالح مصالحه الحزبية وتمتين ائتلافه اليميني المتطرف وكسب مزيد من التعاطف الشعبي وتصوير نفسه على أنه مخلص الصهاينة من المخاطر الخارجية ، لكن هذه الأهداف فشلت فشلا ذريعا وانقلب السحر على الساحر مع بروز انقسامات سياسية عميقة وتسجيل استقالات داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية فضلا عن تصاعد الغضب الشعبي ضدّ سياسات نتنياهو القائمة على مواصلة القتل وصم الآذان عن الدعوات الدولية والقرارت الأممية الداعية الى وقف الحرب والدخول في مفاوضات لتبادل الأسرى والرهائن .
الصهاينة أنفسهم عبّروا عن غضبهم من نتنياهو ودعوا صراحة الى غزله لأنهم تأكدوا أنه كلما استمر العدوان الغاشم على الشعب الأعزل في غزة كلما زادت الحرب بعدها عن تحقيق أهداف نتنياهو المعلنة، مثل تصفية المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم حركة حماس  وإطلاق سراح المحتجزين الصهاينة.
 فاليوم ، وبعد مرور ستة أشهر على بداية العدوان على غزة تزايد الشعور في المجتمع الإسرائيلي بعدم قدرة جيشه على تحقيق أي تقدم عسكري و بات المجتمع الصهيوني على يقين بأن كيانهم المحتل يواجه عزلة اقليمية و دولية غير مسبوقة منذ زرع هذا الكيان المركب في قلب الامة العربية ، فحتى حلفاء اسرائيل أصبحوا اليوم يواجهون ضغوطا عالية لوقف دعمهم للعدوان على غزة   .
وآخر مؤشر على الغضب الدولي من تصرفات نتنياهو الطائشة هو توجيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لأقوى توبيخ علني للاحتلال منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، وحذّرت من أن السياسة الأمريكية بشأن غزة ستتحدد بناء على ما إذا كانت إسرائيل ستتخذ خطوات لضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين وعمال الإغاثة. هذا الغضب الامريكي من نتنياهو تزامن مع تبنّي مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة امس الجمعة قرارا بحظر تصدير السلاح إلى الكيان المحتل على خلفية استمرار حربه على قطاع غزة، وهو أول موقف يتخذه المجلس حيال العدوان على غزة.
كل هذه المؤشرات والغضب الدولي والداخلي تؤكد أن بنيامين نتنياهو المهووس بالحكم ، والذي تولّى منصب رئيس الوزراء بشكل متواصل منذ عام 2009 وحتى عام 2021، ثم عاد للحكم مجدداً في نهاية عام 2022، سيجد نفسه خلال الفترة المقبلة معزولا وربما سيجد نفسه داخل السجن خاصة بعد  المطالبات الاخيرة بإسقاط ولايته كرئيس للوزراء ووضعه في السجن بسبب تضارب المصالح واستخدامه المزعوم للحرب لتأجيل وتأخير محاكمته الجنائية في قضايا الفساد.
نتنياهو اليوم انخرط في معركة شخصية ولا يعنيه الثمن الذي سيدفعه الاحتلال الصهيوني في المستقبل ، ولا يأبه بتداعيات هذا العدوان  الذي قد تشعل حربا شاملة في المنطقة، بل همه الوحيد البقاء في السلطة ليسجله التاريخ كأكبر سفاح وقاتل للأطفال في العالم .
ناجح بن جدو

تعليقات الفيسبوك