مع الشروق ..حرب دينيّة بلا حدود

مع الشروق ..حرب دينيّة بلا حدود

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/03/14

يصبّ الصهاينة كل بشاعتهم وتجرّدهم من أبسط قيم الإنسانية في حرب الإبادة الجماعية التي يشنونها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل منذ أكتوبر الماضي حيث يسجل التاريخ فصول الإجرام غير المسبوق في استهداف البشر والحجر من القصف المباشر والقتل بدم بارد إلى التدمير والتهجير إلى التجويع الذي لو عدنا إلى أشنع الحروب لن نجد له مثيلا وكله يحدث بدعم غربي وأمريكي رغم محاولات التنصل التي لا تتجاوز سياق الحملات الانتخابية وحسابات الفوز والهزيمة في الانتخابات المقبلة.
و رغم كل ذلك الحديث الأجوف عن إمكانية التوصل إلى هدنة إنسانية مع حلول شهر رمضان المبارك إلا أن تصعيد الإجرام الصهيوني سفّه كل تلك الشعارات البائسة الكاذبة التي لا تصب إلا في خانة الضحك على العقول و محاولة ربح الوقت لإفساح المجال للكيان الغاصب لممارسة المزيد من القتل و التدمير و تحقيق أهدافه التي رسمها  والتي لن يتمكن من تحقيقها و لو استمرت الحرب أشهرا إضافية.
ولم تكن هذه النتيجة لتتحقق لولا الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية و احتفاظها بأوراق متعددة أهمها ورقة الأسرى و الجنرالات منهم بالتحديد و هو ما يضيّق الخناق يوما بعد آخر على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو و سيعجّل بكنسه من سدّة الحكم و سينهي مستقبله السياسي هو و من يسنده و يدعمه من الحكام الغربيين في ظلّ انهيار السرديات الزائفة التي لطالما زيّف بها اللوبي الصهيوني وعي المجتمعات الغربية و انكشاف أمر إسرائيل ككيان مجرم يقتل الأطفال والنساء و الشيوخ ويدوس على كل الأعراف و التشريعات والقوانين الدولية بتواطؤ من داعميه ممن يلقون حالة معارضة و ضغوط غير مسبوقة من شعوبهم في ظل المسيرات الحاشدة التي تشهدها كبريات المدن و العواصم الأوروبية و الأمريكية.
 و لم يكتف الكيان المحتل باستهداف البشر و الحجر بل أبان عن جانب آخر في هذه الحرب البشعة من خلال استهدافه للمساجد حيث هدم بشكل جزئي أو كلي ألفا من ضمن ألف و مائتي مسجد في غزة ليحرموا الغزاويين لا فقط حقهم في الحياة و في الأكل و الشرب بل و أبسط حقوقهم الروحية في القيام بشعائرهم و ليتبيّن مجددا أن حرب الإبادة الجماعية غير المسبوقة هي في جوهرها حرب حضارية دينية يثبت من خلالها الصهاينة حقدهم و غلّهم و مخططهم الإجرامي القميء.
وقد أبرز تقرير نشره موقع "ميديابارت" الفرنسي ابتهاج الجنود الصهاينة و سعادتهم كلّما تم تدمير مسجد في غزة و هو ما يثبت مجددا الطبيعة الإجرامية المتأصلة و الحقد الديني و الحضاري الذي يقود حملة الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني بدعم و مباركة من القوى الاستعمارية في إطار مشروع كامل يستهدف لا فقط تصفية القضية الفلسطينية بل ابتلاع كل الدول العربية.
هاشم بوعزيز

تعليقات الفيسبوك