مع الشروق .. ابحثوا عن النفط والغاز... في كل تحرّك أمريكي !!

مع الشروق .. ابحثوا عن النفط والغاز... في كل تحرّك أمريكي !!

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/03/13

بعد أكثر من ستة أشهر من التقتيل والتدمير والتنكيل.. وبعد أن بلغت حرب الإبادة الصهيونية لأهالي غزة أعلى درجات الوحشية.. وفي حين تتواصل هذه الحرب البشعة بلا هوادة تتظاهر إدارة بايدن بأن لها قلبا رقّ لمأساة أهالي غزة وجفنا رفّ لما يلاقونه من ويلات على أيدي حليفهم وطفلهم المدلل، الكيان الصهيوني..
ولأن إدارة  بايدن تريد أن تظهر للعالم أنها ليست شريكة في المجزرة تسليحا وتمويلا ومشاركة في الحرب وبالتغطية السياسية فقد انضمت إلى «مهرجان» إلقاء المساعدات من السماء.. وهو مهرجان موجّه  لترويج صورة معينة لأن المواد التي ترمى من الجو لا تسمن ولا تغني من جوع.. بل هي أيضا تقتل أحيانا حين تنعرج الشحنات عن مسارها وتقع على رؤوس المواطنين.
لم يقف الأمر عند هذا الحد.. بل ان إدارة بايدن طلعت بحكاية الرصيف العائم الذي هو في الواقع «حلم» صهيوني قديم تطوعت دولة الامارات بإخراجه من الرفوف وبتمويله لتنقضّ إدارة بايدن على هذا المشروع الذي هبط لها من السماء ولتضرب عصفورين بحجر واحد. فهي من جهة تواصل ترويج صورة «الحسّ الانساني المرهف» الذي يدفعها لمباشرة إنجاز هذا المشروع بغية انهاء معاناة سكان غزة مع الجوع والعطش والعراء بعيدا عن تعنّت حليفها الصهيوني الذي يحكم الطوق على معابر غزة يدفع باتجاه هذه الصيغة التي ستمكنه من مراقبة وتفتيش كل الشحنات في ميناء ـ لارناكا ـ بقبرص قبل إرسالها إلى ميناء غزة. وهي من جهة أخرى تتمكن من مفاتيح إضافية لترسيخ نفوذها في المنطقة وبالتالي وضع يدها على ثروات بحر غزة النفطية (حقل غزة مارين 1 و2) وهي ثروات من الغاز تناهز حوالي 1٫5 تريليون قدم مكعب من الغاز.. وهذه الثروات سبق للصهاينة أن وضعوا اليد عليها  وبدؤوا يتصرفون فيها من خلال فتح عروض دولية للتنقيب واستخراج الغاز.. وتعد أهم الأسباب للحرب الصهيونية الوحشية القذرة بغية إخلاء  قطاع غزة والسطو على هذه الثروة علاوة على تهيئة المجال لطريق الهند ـ أوروبا الذي سيمر عبر الكيان والذي تخطط من خلاله أمريكا لاحتواء وإجهاض مشروع طريق الحرير الصيني ومن ورائه تمدّد تجمع «بريكس» الذي بات يشكل أكبر تهديد لهيمنة أمريكا والمعسكر الغربي على النظام العالمي القائم.
وحين يتعلق الأمر بالسطو على الثروات النفطية والغازية فإن أمريكا ـ وهي الدابة النفطية بامتياز لا تملك إلا أن تنزل إلى الميدان استكمالا لمخططها الكبير والقديم الهادف إلى وضع اليد على الثروة النفطية للشرق الأوسط والتحكم فيها لنهبها أولا وللتحكم في إمدادات النفط والغاز للصين بصفة خاصة.. وهذه معارك استراتيجية لا تتخلف أمريكا عن خوضها حفاظا على مكانتها عالميا وعلى هيمنتها على النظام الدولي القائم.
وما بالعهد من قدم.. فقد غزت أمريكا العراق ودمرت شعبه وجيشه وقيادته الوطنية لوضع يدها على احتياطي العراق من النفط والذي تقول التقديرات انه ثاني احتياطي في العالم. وحين أخرجت أمريكا مسرحية الانسحاب فتح العراقيون عيونهم على قواعد ثابتة مزروعة بطول العراق وعرضه لتأمين السيطرة على العراق بلدا ومقدّرات.. كما شنّت حربا كونية على سوريا بواسطة الجماعات الارهابية  المستقدمة من 100 دولة. وحين انجلى غبار الحرب كانت أمريكا قد زرعت أكثر من عشرين قاعدة عسكرية تتحكم من خلالها  في حقول النفط والغاز السورية.. وكذلك الشأن في ليبيا التي دُمّر جيشها وأُسْقط نظامها الوطني للسيطرة على ثرواتها النفطية.. وحيثما وجد نفط وغاز بكميات كبيرة فإن ـ الدابّة الأمريكية ـ لن تتخلّف عن الحضور بالضغط السياسي والاقتصادي أو بالحرب وبالغزو العسكري..
لذلك فإن حرب غزة التي تتواصل بدعم وبغطاء أمريكيين هي في النهاية بمثابة «الهدية» التي نزلت على أمريكا من السماء لوضع اليد على نفط غزة وهو على مقربة من حقول ضخمة في المتوسط تابعة لمصر ولسوريا وللبنان.. وكلها ثروات طائلة تسيل لعاب الدابة الأمريكية وتستكثرها على أصحابها من شعوب المنطقة.
فمن يقول بعد هذا أن أسبابا إنسانية هي التي تدفع أمريكا للانخراط في انجاز الرصيف العائم على شواطئ غزة؟
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك