مع الشروق ..بايدن ونتنياهو... وجهان لسياسة واحدة

مع الشروق ..بايدن ونتنياهو... وجهان لسياسة واحدة

تاريخ النشر : 09:08 - 2024/02/22

مرة أخرى يغرق الرئيس جو بايدن في الورطة الأخلاقية التي نصبها لنفسه بإجهاضه للمشروع الجزائري الذي تقدمت به لمجلس الأمن الدولي والذي يطالب الكيان الصهيوني بوقف إطلاق النار الذي أحبطه الفيتو الأمريكي الذي يسارع ككل مرة إلى التورية والتغطية على الجرائم الصهيونية ويقدم لها كل الإسناد لمواصلة إرهابها ضد الشعب الفلسطيني كعقيدة لا تتزحزح بما يجعل واشنطن شريكا لا لبس فيه في العدوان الغاشم الذي تمارسه آلة الحرب الإسرائيلية.
وليست هذه المرة الأولى التي تسارع فيها الولايات المتحدة لعرقلة جهود وقف إطلاق النار وإيقاف المأساة الإنسانية الحاصلة في غزة تحت ذرائع شتى، فلم يكن رئيس الوزراء الصهيوني ليقدم على ارتكاب اعتداءاته الوحشية دون مباركة أمريكية انطلقت بالمسارعة إلى تقديم الدعم السياسي والعسكري عبر إرسال البوارج الحربية وإقامة جسر جوي لشحن الأسلحة والعتاد المتطور للكيان الغاصب لإنقاذه من هزيمة كانت محققة بعد عملية طوفان الأقصى التي رجّت إسرائيل وعرّتها.
فما قام به الفلسطينيون في الداخل الإسرائيلي  أسقط عن الكيان المحتل كل تلك المقولات الزائفة حول الجيش الذي لا يقهر والتفوق الاستخباراتي والأمني حيث تبيّن أنه ليس أكثر من نمر على ورق لم يكن ليصمد لولا تداعي القوى الاستعمارية التي زرعته في منطقتنا لنجدته من براثن فصائل المقاومة التي تواجهه بالأسلحة البدائية التقليدية وبإيمان لا يتزعزع بعدالة القضية الفلسطينية.
ورغم فشل الكيان البيّن والجلي في تحقيق أي من أهدافه التي أعلن عنها إبان عملية طوفان الأقصى وهي القضاء على حركة حماس واستعادة الرهائن المخطوفين وإصراره على توسيع حربه الظالمة على الشعب الفلسطيني وتحوّلها إلى مجرد رهان شخصي لنتنياهو لإنقاذ حكمه من السقوط المدوي و محاكمته على إخفاقاته في إدارة ما بعد 7 أكتوبر وعلى تورطه في الفساد ، إلا أن واشنطن تصرّ على تقديم دعمها الصارخ للكيان الغاصب حتى لو كان ذلك على حساب مصالحها الاستراتيجية في المنطقة وعلى حساب مستقبل بايدن السياسي الذي يواجه ضغوطات سياسية كبرى من الناخبين وحتى من حزبه نتيجة تورطه في هذه الحرب.
ورغم كل ما يتم تداوله إعلاميا عن وجود خلافات بين بايدن ونتنياهو حول طريقة إدارة اليوم التالي للحرب أو تبرّم واشنطن من استهداف المدنيين، فإن النظرة المتفحصة لطبيعة الأشياء تشير بوضوح إلى أن المسألة لا تتجاوز الاختلافات التكتيكية في تقدير الوضع ولا تمسّ جوهر الدعم غير المحدود للكيان الصهيوني الذي شكّل طوفان الأقصى ضربة استراتيجية وتهديدا لوجوده بما شكّل تهديدا حقيقيا لمصالح القوى الاستعمارية التي سارعت إلى نجدته لأنه الراعي الفعلي لتلكم المصالح وبالتالي فهي تفعل كل شيء من أجل الإبقاء على كيان قوي ومتماسك مقابل دول عربية ضعيفة ومفتتة تدور دوما في فلك ما ترسمه لها تلك العواصم من سياسات.
هاشم بوعزيز
 

تعليقات الفيسبوك