مع الشروق ..صفعة برازيلية للكيان ولعرب التطبيع !

مع الشروق ..صفعة برازيلية للكيان ولعرب التطبيع !

تاريخ النشر : 08:16 - 2024/02/21

فيما تتخبّط دول عربية عديدة في عسل التطبيع غير عابئة بدماء الأبرياء وبرائحة الموت والخراب المنبعثة من قطاع غزة.. وفيما يواصل بقية العرب مسلسل «الفرجة» بين عاجز ولا مبال.. في هذا الوقت تبرز بين الفينة والأخرى دول من أمريكا اللاتينية أو افريقيا بمواقف جريئة وشجاعة وصلت حد طرد سفير الكيان الصهيوني وسحب سفرائها لدى الكيان.. مثلما فعلت كولومبيا وتشيلي وهندوراس قبل شهور ومثلما فعلت البرازيل أول أمس حين تجرّأ رئيسها ـ لولا دا سيلفا ـ على اعطاء درس بليغ للصهاينة ووصف حربهم القذرة على قطاع غزة بأنها «إبادة جماعية» تقترفها آلة حربية مدججة بالسلاح ضدّ أطفال ونساء وشيوخ عزّل.. وذلك في مشهد يحيل رأسا على فظاعات النازية إبان الحرب العالمية الثانية.
الكيان الصهيوني الذي بوغت بهذه الصفعة المدوية فقد صوابه.. واندفع مسؤولوه في حملات مسعورة ضد دولة البرازيل وضد قيادتها التقدمية التي وقفت مع الحق ضد الباطل ومع العدل ضد الجور ومع القيم الإنسانية الكونية في مواجهة الهمجية وغطرسة القوة. لكن هذه الحملات لن تغيّر شيئا في المعادلة حيث أكد الموقف البرازيلي نهائيا سقوط الأقنعة والمساحيق التي كان يختفي وراءها الكيان ويغطي بها وجهه الدموي القبيح ككيان قام على المجازر والتخريب ويستمر بالمجازر والتخريب والشهوة إلى تهجير المزيد من الفلسطينيين لاغتصاب أراضيهم.. ولعل المظاهرات المليونية التي تشهدها يوميا مدن وعواصم وساحات في كل دول العالم خير دليل على انكشاف الخدعة الصهيونية وظهور حقيقة هذا الكيان المتعطش على الدوام لمزيد القتل والتدمير.
هذا الموقف البرازيلي الجريء والشجاع ينضاف إلى مواقف كولومبيا وهوندوراس وتشيلي.. وينضاف إلى الموقف التاريخي لجمهورية جنوب افريقيا التي وصلت حدّ مقاضاة الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية في خطوة عزلت الكيان على هامش المجتمع الدولي وجعلته يقف في موقف المتهم بارتكاب مجازر إبادة جماعية لتكون الادانة بذلك حاصلة مهما كان الحكم النهائي للمحكمة.. وكل هذه المواقف بقدر ما تجعلنا كشعوب عربية نشعر بالنخوة وبالاعتزاز لصحوة الضمير الانساني واقدام المزيد من الدول على كسر الاغلال التي تكبّل بها الصهيونية العالمية المجتمع الدولي وتحمي الكيان من كل ردّات الفعل، بقدر ما تجعلنا نشعر بالأسى والأسف على ما آلت إليه أوضاع الأنظمة العربية.. فهذه المواقف هي في نهاية المطاف عبارة عن مرآة تقف أمامها الدول والشعوب في لحظات تاريخية مفصلية لتسجّل لحظات عزّ ونخوة انسانية ولتدون مواقف سوف يخلدها التاريخ..
فماذا ستحفظ المرآة للعرب؟ وما الذي سيدونه التاريخ في حق أنظمة عربية باعت المبادئ وباعت القضية وباعت الدماء الطاهرة الزكية في أسواق التطبيع والانهزامية والخذلان وأثرت الوقوف مع الكيان المجرم.. بل ويتجرّأ العديد منها على تزويده بالسلع والبضائع لاجهاض الحصار الي يفرضه أبناء اليمن الشجعان على حركة السفن المتعاملة مع الكيان الصهيوني.
إنه «طوفان الأقصى» الذي كان بحق طوفانا جارفا.. جرف صلف الصهاينة وغطرسة «الجيش الذي لا يقهر».. وجرف أوراق التوت التي كان بعض العرب يسترون بها عوراتهم.. وكشف طينة أخرى من الدول ومن الشعوب المتمرّدة على الصهيونية، الرافضة للسطوة الأمريكية ـ الغربية.. دول وشعوب تنحاز للحق وللعدل وللحرية.. ليت العرب يرفعون رؤوسهم ليتطلّعوا إلى هذه الدول والشعوب.
عبد الحميد الرياحي 

تعليقات الفيسبوك