مع الشروق .. هل تتخلّى أمريكا عن الكيان الغاشم ؟

مع الشروق .. هل تتخلّى أمريكا عن الكيان الغاشم ؟

تاريخ النشر : 07:10 - 2024/01/22

تعكف إدارة الرئيس الأمريكي بايدن الحليف العضوي للكيان الصهيوني على صياغة "صفقة إقليمية كبرى " لوقف الحرب في قطاع غزة وخفض التوتر بالمنطقة، ووفق بعض التسريبات تتضمن هذه الصفقة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى وإرساء نظام جديد في قطاع غزة..طبعا مع تطبيع العلاقات بين الكيان المحتل والعالم العربي..
ولئن لم يصدر إلى حد الآن أي تعليق رسمي من الأطراف المعنية بشأن هذه التسريبات التي نشر بعضها في صحيفة تابعة للكيان ، فإن موقف  بنيامين نتنياهو واضح ، فقد أبلغ الولايات المتحدة مجددا معارضته إقامة دولة فلسطينية في إطار أي سيناريو لمرحلة ما بعد الحرب على غزة ، بل عبر مجددا عن إصراره على استمرار الحرب في القطاع حتى الانتصار على حركة حماس وفق تعبيره .
هذا الموقف المتعنت من صهيوني متغطرس  بات يخالف الرغبة الأمريكية التي دعت الكيان إلى تقليص هجومه على غزة معتبرة أن  إقامة دولة فلسطينية يجب أن تكون جزءا من مرحلة ما بعد الحرب، وهو ما يرفضه نتنياهو متمسكا  بالسيطرة الإسرائيلية الكاملة على القطاع. 
الإدارة الأمريكية التي تدعم الكيان في حربه على غزة دعما مطلقا ، تجد نفسها في حرج كبير في ظل الضغط الشعبي في أغلب دول العالم تقريبا ، واستنادا إلى نتائج هذه الحرب التي أتت على العزّل الأبرياء ولم تتمكن من البواسل الذين يشنون هجومات مباغتة أتت على عدد كبير من جنود الكيان الغاشم في سابقة من نوعها .
أمريكا تعلم جيدا أن الكيان تجاوز كل الأعراف في هذه الحرب ، وتعي بشكل تام أن الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الكيان أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة قد تنصف أهالينا وتصدر أمرا قضائيا ضد المحتل .
محكمة العدل الدولية التي تفاجأت بضعف مرافعات فريق الدفاع عن الكيان ، قد تصدر حكمها العادل الملزم للكيان ، وفي صورة رفض الإذعان للحكم الدولي ، وهو المنتظر طبعا ،  فإنه بالإمكان  تقديم طلب إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفي هذه الحالة هناك احتمال أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لحماية حليفتها وهو أمر ممكن للغاية لكنه مستبعد لأن الولايات المتحدة ستتعرض حتما إلى مزيد الضغوط وسيُنظر إليها على أنها متواطئة مع ممارسات الكيان  وهي التي تستعد لانتخابات رئاسية ينتظر أن تزيح بايدن وتضعه في مزبلة التاريخ بسبب مواقفه الداعمة للكيان المتغطرس.
لكن قبل ذلك ،ووفق القوانين الدولية  إذا لم يتحرك مجلس الأمن لإلزام إسرائيل بالامتثال للقرار إذا صدر، فقد يذهب ملف القضية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد يوصي قرار الأخيرة الدول باتخاذ إجراءات دبلوماسية ضد الكيان قد تصل إلى سحب السفراء أو فرض عقوبات اقتصادية والامتناع عن التعامل مع الكيان السائر حتما إلى الزوال ..
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك