مع الشروق ..نقترب من الشرق دون الابتعاد عن الغرب !
تاريخ النشر : 07:00 - 2023/10/02
زيارة وزير الخارجية التونسي نبيل عمار إلى روسيا خلال هذا الأسبوع تحمل أكثر من رسالة ..فلئن بدت في الظاهر بهدف الحصول على القمح الروسي الذي يحتاجه بلدنا ، فإنها تجاوزت ذلك لتشير إلى مزيد الاقتراب من "الشرق" دون الابتعاد عن "الغرب" في هذا الظرف السياسي الدولي المتحوّل والمتجه لا محالة إلى تعدد الأقطاب ..
فقد تمسّك وزير الخارجية التونسي في كل تصريحاته الصحفية على أن هذه الزيارة تندرج في سياق الانفتاح على جميع الشركاء وليست توجها نحو الشرق ، وهو ما كشفه بوضوح خلال حديثه الصحفي لقناة "روسيا اليوم " عقب الندوة الصحفية المشتركة مع نظيره الروسي "سيرغي لافروف".
وبالرغم وضوح هذه التصريحات ورفضها المطلق لقبول تأويلات وتفسيرات متعددة ومختلفة ، فإن وسائل الإعلام العالمية وخاصة الغربية منها حرصت على قراءة هذه الزيارة على انها تصب في رافد مزيد اقتراب تونس من "الشرق" على حساب "الغرب" .
هذه القراءات الصحفية لها ما يبررها خاصة وان الزيارة إلى موسكو جاءت في ظرف حساس للغاية ، ففي الوقت الذي تحرص فيه روسيا على حشد المزيد من العلاقات لكسر " الحصار الغربي " ، المضروب عليها ، تبحث تونس عن قرض " غربي " لا يريد الاستقرار في خزينتها إلا بشروط يرفضها الرئيس قيس سعيد رفضا قاطعا.
ومن هنا يتجلى الاهتمام الغربي بل وحتى الروسي بهذه الزيارة وحرصه على فهم وتعقب تصريحات وزير الخارجية التونسي التي ولئن لم تخل من الديبلوماسية ، فإنها حرصت على توجيه رسائل مشفرة تحمل معنيين اثنين على الأقل، المعنى الأول مفاده انه بإمكاننا الاقتراب أكثر من روسيا والشرق عموما ، والثاني يهدف إلى طمأنة الغرب ، " إنا ها هنا قاعدون " .
وتأكيدا لهذين المعنيين، قال نبيل عمار " ليس من تقاليد تونس الدبلوماسية رفض شريك لحساب شريك آخر " مضيفا "لدينا قنوات اتصال وحوار مع شركائنا ولم نقل يوما إننا قطعنا جسور التواصل مع صندوق النقد الدولي " ، لكنه في المقابل أثنى على العلاقات التونسية الروسية وتحدث بإطناب شديد عن مزيد تطويرها لتشمل كل المجالات.
الدب الروسي المحاصر غربا والحريص على إحياء دوره السياسي العالمي ، يحرص في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى على مزيد الاقتراب من الدول التي توصف بالمحايدة أو على الأقل التي تتمتع بعلاقات " طيبة " مع "الفرقاء" ومن ضمنها تونس بوابة افريقيا التي يفترش الدب الروسي فروه داخلها على حساب فرنسا وغيرها من الدول الغربية التي تشن عليه حربا بالوكالة.
وبعيدا عن القراءات المختلفة والمتضاربة لمغزى هذه الزيارة التي جاءت في الظاهر من باب القمح ، نجحت الخارجية التونسية في فتح آفاق تعاون جديد مع روسيا أو على الأقل توطين هذه العلاقات التاريخية الجيدة وتأصيلها مع هذه القوة الدولية العائدة بقوة في ظرف جيوسياسي متحول يستوجب قراءة المستقبل وتعقب المصلحة العليا للبلاد.
راشد شعور
زيارة وزير الخارجية التونسي نبيل عمار إلى روسيا خلال هذا الأسبوع تحمل أكثر من رسالة ..فلئن بدت في الظاهر بهدف الحصول على القمح الروسي الذي يحتاجه بلدنا ، فإنها تجاوزت ذلك لتشير إلى مزيد الاقتراب من "الشرق" دون الابتعاد عن "الغرب" في هذا الظرف السياسي الدولي المتحوّل والمتجه لا محالة إلى تعدد الأقطاب ..
فقد تمسّك وزير الخارجية التونسي في كل تصريحاته الصحفية على أن هذه الزيارة تندرج في سياق الانفتاح على جميع الشركاء وليست توجها نحو الشرق ، وهو ما كشفه بوضوح خلال حديثه الصحفي لقناة "روسيا اليوم " عقب الندوة الصحفية المشتركة مع نظيره الروسي "سيرغي لافروف".
وبالرغم وضوح هذه التصريحات ورفضها المطلق لقبول تأويلات وتفسيرات متعددة ومختلفة ، فإن وسائل الإعلام العالمية وخاصة الغربية منها حرصت على قراءة هذه الزيارة على انها تصب في رافد مزيد اقتراب تونس من "الشرق" على حساب "الغرب" .
هذه القراءات الصحفية لها ما يبررها خاصة وان الزيارة إلى موسكو جاءت في ظرف حساس للغاية ، ففي الوقت الذي تحرص فيه روسيا على حشد المزيد من العلاقات لكسر " الحصار الغربي " ، المضروب عليها ، تبحث تونس عن قرض " غربي " لا يريد الاستقرار في خزينتها إلا بشروط يرفضها الرئيس قيس سعيد رفضا قاطعا.
ومن هنا يتجلى الاهتمام الغربي بل وحتى الروسي بهذه الزيارة وحرصه على فهم وتعقب تصريحات وزير الخارجية التونسي التي ولئن لم تخل من الديبلوماسية ، فإنها حرصت على توجيه رسائل مشفرة تحمل معنيين اثنين على الأقل، المعنى الأول مفاده انه بإمكاننا الاقتراب أكثر من روسيا والشرق عموما ، والثاني يهدف إلى طمأنة الغرب ، " إنا ها هنا قاعدون " .
وتأكيدا لهذين المعنيين، قال نبيل عمار " ليس من تقاليد تونس الدبلوماسية رفض شريك لحساب شريك آخر " مضيفا "لدينا قنوات اتصال وحوار مع شركائنا ولم نقل يوما إننا قطعنا جسور التواصل مع صندوق النقد الدولي " ، لكنه في المقابل أثنى على العلاقات التونسية الروسية وتحدث بإطناب شديد عن مزيد تطويرها لتشمل كل المجالات.
الدب الروسي المحاصر غربا والحريص على إحياء دوره السياسي العالمي ، يحرص في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى على مزيد الاقتراب من الدول التي توصف بالمحايدة أو على الأقل التي تتمتع بعلاقات " طيبة " مع "الفرقاء" ومن ضمنها تونس بوابة افريقيا التي يفترش الدب الروسي فروه داخلها على حساب فرنسا وغيرها من الدول الغربية التي تشن عليه حربا بالوكالة.
وبعيدا عن القراءات المختلفة والمتضاربة لمغزى هذه الزيارة التي جاءت في الظاهر من باب القمح ، نجحت الخارجية التونسية في فتح آفاق تعاون جديد مع روسيا أو على الأقل توطين هذه العلاقات التاريخية الجيدة وتأصيلها مع هذه القوة الدولية العائدة بقوة في ظرف جيوسياسي متحول يستوجب قراءة المستقبل وتعقب المصلحة العليا للبلاد.
راشد شعور
