مع الشروق: عالــــم...بوجهيـــــن
تاريخ النشر : 06:44 - 2023/09/14
هي الكارثة والفاجعة بكل المقاييس الإنسانية تلك التي ضربت المغرب الشقيق من خلال سقوط أكثر من ألفي ضحية نتيجة الزلزال المدمر ووفاة أكثر من خمسة آلاف من الأشقاء الليبيين نتيجة السيول العارمة الناتجة عن عاصفة دانيال وهي أرقام مفزعة تهزّ وجدان من له ذرة من المشاعر النبيلة فما بالك بنا كتونسيين نتقاسم معهم المصير والتاريخ والحضارة والدين وتربطنا بهم الوشائج مهما حاول أهل السياسة إفسادها.
وسط تلك المشاهد المأساوية لآلاف الجثث التي يتم انتشالها من تحت الأنقاض في المدن المغربية التي مرّ عليها الزلزال برز التضامن الإنساني الواسع سواء شعبيا أو على المستوى الرسمي وهو أمر محمود ومطلوب لشدّ أزر الأشقاء في مصابهم الجلل الذي يستحق بالفعل التضامن الدولي والدعم الكبير الذي عبرت عنه عديد الدول والمؤسسات بإسم المبادئ الإنسانية السامية.
وتشاء الأقدار أن تشهد المنطقة في ذات الأسبوع مأساة أخرى مروعة هي تلك السيول الجارفة بسبب إعصار دانيال والتي التهمت البشر والبيوت في ليبيا الجارة والشقيقة مخلفة أكثر من خمسة آلاف من الضحايا ومسحت جزءا كبيرا من مدينة درنة وحوّلتها إلى مجرد أطلال شاهدة على جبروت الطبيعة ولكن أيضا على نفاق العالم.
فليبيا المنكوبة في ضحاياها ومدنها كانت إلى أمد قريب ضحية لذات المجتمع الدولي المنافق الذي حرّك جيوشه الجرارة وأسراب طائراته لنشر الفوضى والسيطرة على مواردها بإسم الدفاع عن الديمقراطية وتركها بلدا تسوده الصراعات والتناحر السياسي وهو يتركها اليوم تواجه مصيرها بعد ما خلّفه الإعصار من دمار لوحدها دون تلك الهبّة الإنسانية التي نباركها ونجلّها في المصاب المغربي الأليم.
هذا العالم الذي يكرر خطيئته ويكشف عن وجهه القبيح للمرة الثانية في تعاطيه مع المآسي الإنسانية كما وقع سابقا في علاقة بزلزالي تركيا وسوريا يترك اليوم ليبيا تواجه مصيرها الغامض ولا يهب لشدّ أزرها بالتعاطف والمساندة اللذين أصبحا مشروطين بالسياسة وبالمصالح الاقتصادية والاستراتيجية قبل المعايير والمُثُل الإنسانية السامية التي أصبحت مجرد شعارات جوفاء تثير القرف.
يجب على العالم أن يعلم بوضوح أن الاستجابة إلى نداء الإنسانية لا يجب أن يرتكز إلى الاعتبارات السياسية الضيقة أو المصالح الاقتصادية الموهومة بقدر ما يجب أن يعلي من شأن الأخلاق وإلى المبادئ السامية التي نتقاسمها التي ينبغي أن تشمل الجميع على قدم المساواة ولا تبقى مجرد أوراق يتم استخدامها وفق المصلحة.
هاشم بوعزيز
هي الكارثة والفاجعة بكل المقاييس الإنسانية تلك التي ضربت المغرب الشقيق من خلال سقوط أكثر من ألفي ضحية نتيجة الزلزال المدمر ووفاة أكثر من خمسة آلاف من الأشقاء الليبيين نتيجة السيول العارمة الناتجة عن عاصفة دانيال وهي أرقام مفزعة تهزّ وجدان من له ذرة من المشاعر النبيلة فما بالك بنا كتونسيين نتقاسم معهم المصير والتاريخ والحضارة والدين وتربطنا بهم الوشائج مهما حاول أهل السياسة إفسادها.
وسط تلك المشاهد المأساوية لآلاف الجثث التي يتم انتشالها من تحت الأنقاض في المدن المغربية التي مرّ عليها الزلزال برز التضامن الإنساني الواسع سواء شعبيا أو على المستوى الرسمي وهو أمر محمود ومطلوب لشدّ أزر الأشقاء في مصابهم الجلل الذي يستحق بالفعل التضامن الدولي والدعم الكبير الذي عبرت عنه عديد الدول والمؤسسات بإسم المبادئ الإنسانية السامية.
وتشاء الأقدار أن تشهد المنطقة في ذات الأسبوع مأساة أخرى مروعة هي تلك السيول الجارفة بسبب إعصار دانيال والتي التهمت البشر والبيوت في ليبيا الجارة والشقيقة مخلفة أكثر من خمسة آلاف من الضحايا ومسحت جزءا كبيرا من مدينة درنة وحوّلتها إلى مجرد أطلال شاهدة على جبروت الطبيعة ولكن أيضا على نفاق العالم.
فليبيا المنكوبة في ضحاياها ومدنها كانت إلى أمد قريب ضحية لذات المجتمع الدولي المنافق الذي حرّك جيوشه الجرارة وأسراب طائراته لنشر الفوضى والسيطرة على مواردها بإسم الدفاع عن الديمقراطية وتركها بلدا تسوده الصراعات والتناحر السياسي وهو يتركها اليوم تواجه مصيرها بعد ما خلّفه الإعصار من دمار لوحدها دون تلك الهبّة الإنسانية التي نباركها ونجلّها في المصاب المغربي الأليم.
هذا العالم الذي يكرر خطيئته ويكشف عن وجهه القبيح للمرة الثانية في تعاطيه مع المآسي الإنسانية كما وقع سابقا في علاقة بزلزالي تركيا وسوريا يترك اليوم ليبيا تواجه مصيرها الغامض ولا يهب لشدّ أزرها بالتعاطف والمساندة اللذين أصبحا مشروطين بالسياسة وبالمصالح الاقتصادية والاستراتيجية قبل المعايير والمُثُل الإنسانية السامية التي أصبحت مجرد شعارات جوفاء تثير القرف.
يجب على العالم أن يعلم بوضوح أن الاستجابة إلى نداء الإنسانية لا يجب أن يرتكز إلى الاعتبارات السياسية الضيقة أو المصالح الاقتصادية الموهومة بقدر ما يجب أن يعلي من شأن الأخلاق وإلى المبادئ السامية التي نتقاسمها التي ينبغي أن تشمل الجميع على قدم المساواة ولا تبقى مجرد أوراق يتم استخدامها وفق المصلحة.
هاشم بوعزيز
