مع الشروق .. الخلافات الفرنسية الإيطالية... هل تصبّ في مصلحة تونس؟
تاريخ النشر : 07:00 - 2023/05/08
كشفت الخلافات الحاصلة بين الجارتين إيطاليا وفرنسا على خلفية تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا ، على تنزه بلدنا وتعففه على استغلال هذه الظاهرة لاقتلاع مكاسب مالية نتجاوز بها وضعيتنا الحالية الدقيقة .
فلئن ارتفع منسوب التوتّر بين البلدين ليبلغ مرحلة التراشق بالتهم ، فإن تونس اكتفت بمتابعة الملف الذي أشعل فتيل الخلافات بين الجارتين دون الاصطفاف مع هذه الدولة أو تلك رغم المجهودات الكبيرة والواضحة التي تقوم بها إيطاليا حاليا لفائدة تونس وتبدو أكثر أهمية من جارتها فرنسا .
فإيطاليا وكما معلوم تقود وبقوة في هذه الفترة جهودا لافتة للنظر للتوصل إلى اتفاق سريع لفائدة تونس مع صندوق النقد الدولي للحد من مزيد تدفق المهاجرين إلى شواطئها ، وكان بإمكان استغلال هذا الدفاع لفائدة تونس لـ" مساندة " إيطاليا لحثها على مزيد الرفع من مستوى دعمها المعنوي ، لكن الموقف التونسي الذي تجلّى من خلال وزير الخارجية الذي اقتصر على التعبير عن رغبة بلدنا في التعاون مع الحكومة الإيطالية لتحقيق تنمية حقيقية في تونس على حد تعبير الوزير نبيل عمار.
وفي تصريح له عقب لقائه مع نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاياني، اكتفى وزير الخارجية نبيل عمار بتوجيه الشكر لإيطاليا على "دعمها في عملية إنعاش الاقتصاد التونسي ، مؤكدًا أن "كل الرسائل المشككة في بلدنا تضرّ بالاقتصاد التونسي وتغذي بلاء الهجرة غير النظامية" .
النقطة الثانية التي يمكن إثارتها حول الموقف التونسي من موضوع الهجرة يمكن تلخيصها في تنزّهنا عن استغلال ملف المهاجرين غير الشرعيين لكسب الدعم والتأييد للحصول على قرض صندوق النقد الدولي الذي يراوح مكانه منذ أكثر من عام، فتونس لم تستغل البتة هذا الملف ولم تعتمده كورقة ضغط لإنقاذ اقتصادها وتمويل مشاريعها التنموية المعطلة بالرغم انه كان بإمكانها ذلك على غرار دول أخرى خاصة مع تأجج الخلافات بين الجارتين الأوربيتين فرنسا وإيطاليا .
الموقف التونسي من المهاجرين غير الشرعيين من دول جنوب الصحراء واضح رغم تلك الهزة التي نعاني منها دوليا إلى اليوم ، فأبوابنا مفتوحة لهم ، لكن شواطئنا مغلقة أمامهم للهجرة إلى أوروبا باعتماد جميع الموارد والوسائل المتاحة للحدّ من تدفقات المهاجرين غير النظاميين ، كل ذلك دون استغلال هذه الوضعية لانتزاع مكاسب من القارة العجوز المتضررة من الهجرة غير النظامية سواء بتأييد مالي أو بالضغط على صندوق النقد الدولي الذي يصر على إصلاحات حسب تعبيره ، لكنها عكس ذلك حسب واقعنا .
تونس ورغم كل ما قيل ويقال، تتعامل إنسانيا مع المهاجرين غير الشرعيين بعيدا عن ترسانة القوانين الدولية التي استبيحت في أكثر من مناسبة مع دول تدّعي الديمقراطية وتتشدّق بالإنسانية..
راشد شعور
كشفت الخلافات الحاصلة بين الجارتين إيطاليا وفرنسا على خلفية تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا ، على تنزه بلدنا وتعففه على استغلال هذه الظاهرة لاقتلاع مكاسب مالية نتجاوز بها وضعيتنا الحالية الدقيقة .
فلئن ارتفع منسوب التوتّر بين البلدين ليبلغ مرحلة التراشق بالتهم ، فإن تونس اكتفت بمتابعة الملف الذي أشعل فتيل الخلافات بين الجارتين دون الاصطفاف مع هذه الدولة أو تلك رغم المجهودات الكبيرة والواضحة التي تقوم بها إيطاليا حاليا لفائدة تونس وتبدو أكثر أهمية من جارتها فرنسا .
فإيطاليا وكما معلوم تقود وبقوة في هذه الفترة جهودا لافتة للنظر للتوصل إلى اتفاق سريع لفائدة تونس مع صندوق النقد الدولي للحد من مزيد تدفق المهاجرين إلى شواطئها ، وكان بإمكان استغلال هذا الدفاع لفائدة تونس لـ" مساندة " إيطاليا لحثها على مزيد الرفع من مستوى دعمها المعنوي ، لكن الموقف التونسي الذي تجلّى من خلال وزير الخارجية الذي اقتصر على التعبير عن رغبة بلدنا في التعاون مع الحكومة الإيطالية لتحقيق تنمية حقيقية في تونس على حد تعبير الوزير نبيل عمار.
وفي تصريح له عقب لقائه مع نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاياني، اكتفى وزير الخارجية نبيل عمار بتوجيه الشكر لإيطاليا على "دعمها في عملية إنعاش الاقتصاد التونسي ، مؤكدًا أن "كل الرسائل المشككة في بلدنا تضرّ بالاقتصاد التونسي وتغذي بلاء الهجرة غير النظامية" .
النقطة الثانية التي يمكن إثارتها حول الموقف التونسي من موضوع الهجرة يمكن تلخيصها في تنزّهنا عن استغلال ملف المهاجرين غير الشرعيين لكسب الدعم والتأييد للحصول على قرض صندوق النقد الدولي الذي يراوح مكانه منذ أكثر من عام، فتونس لم تستغل البتة هذا الملف ولم تعتمده كورقة ضغط لإنقاذ اقتصادها وتمويل مشاريعها التنموية المعطلة بالرغم انه كان بإمكانها ذلك على غرار دول أخرى خاصة مع تأجج الخلافات بين الجارتين الأوربيتين فرنسا وإيطاليا .
الموقف التونسي من المهاجرين غير الشرعيين من دول جنوب الصحراء واضح رغم تلك الهزة التي نعاني منها دوليا إلى اليوم ، فأبوابنا مفتوحة لهم ، لكن شواطئنا مغلقة أمامهم للهجرة إلى أوروبا باعتماد جميع الموارد والوسائل المتاحة للحدّ من تدفقات المهاجرين غير النظاميين ، كل ذلك دون استغلال هذه الوضعية لانتزاع مكاسب من القارة العجوز المتضررة من الهجرة غير النظامية سواء بتأييد مالي أو بالضغط على صندوق النقد الدولي الذي يصر على إصلاحات حسب تعبيره ، لكنها عكس ذلك حسب واقعنا .
تونس ورغم كل ما قيل ويقال، تتعامل إنسانيا مع المهاجرين غير الشرعيين بعيدا عن ترسانة القوانين الدولية التي استبيحت في أكثر من مناسبة مع دول تدّعي الديمقراطية وتتشدّق بالإنسانية..
راشد شعور
