مع الشروق.. رسائل الجزائر إلى قوى الشرّ والاستكبار

مع الشروق.. رسائل الجزائر إلى قوى الشرّ والاستكبار

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/07/06

احتفال الجزائر الشقيقة يوم أمس بعيدها الوطني الستين لم يكن احتفالا عاديا بل كان احتفالا لافتا أرادت الجزائر من خلاله ارسال عديد الرسائل مفادها أن الجزائر عائدة بقوّة للعب دورها الاقليمي والدولي.. وبأن الجزائر تملك ما يكفي وزيادة من مقومات القوة التي ترفد هذا الدور وتجعل المتربصين يدركون بأن مؤامراتهم سوف تتكسر على صخرة الصمود الجزائري الذي كسر بالأمس شوكة امبراطورية استعمارية غاشمة وكنسها خارج أرض الجزائر الطاهرة... والذي بات جاهزا الآن لكسر شوكة قوى الشرّ والاستكبار التي تتربص بالجزائر.
الذكرى الستون لاستقلال الجزائر (5 جويلية 1962) هي مناسبة للتوقف عند تفاصيل ملحمة الجهاد الجزائري ملحمة دفع فيها الشعب الجزائري الشقيق طوابير الشهداء ليبلغ تعدادهم أزيد من مليون ونصف المليون مجاهد ولتصبح الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد.. وهي ملحمة أكد فيها الشعب الجزائري وثواره كيف يمكن للارادة المصممة وللصمود المستند إلى يقين بضرورة طلوع شمس الحرية أن تكنس احدى أعتى قوتين استعماريتين في تلك الحقبة.. قوة لم تتردد في سياق سعيها المحموم لطمس الهوية الثقافية والحضارية للجزائر وتحويلها إلى «الجزائر الفرنسية» (L'Algérie Française) في استخدام أبشع وأفظع أساليب القوة.. حقد جعلها لا تتردد في قصف المواطنين العزل بالطائرات الحربية ما خلف عشرات آلاف الشهداء في يوم واحد..
بهذه الروح وبهذه الارادة مضت وتمضي الجزائر منذ تحصيل استقلالها.. وانخرطت في معارك التنمية الشاملة داخليا كما انخرطت في كل معارك أمتها العربية وأبعد من ذلك في العالم الثالث وحركة عدم الانحياز. انخراط جعل الجيش الوطني الجزائري أحد الأرقام الصعبة في المواجهات العربية ـ الصهيونية مثل حرب العبور (أكتوبر 1973) حيث أبلى الجيش الجزائري بلاء مشهودا على الجبهة المصرية ـ بلاء تحفظه ذاكرة التاريخ ويحفظه الوجدان العربي المقاوم والمتأهب دوما للعب أدوار متقدمة في منازلة الصهيونية وقوى الاستكبار وفي نصرة القضية الفلسطينية العادلة التي تجعل منها الجزائر قضية وطنية وتسعى لرفدها بكل الوسائل.
ولأن الجزائر بهذا الدور وبهذا الاصرار على التمسك بسيادتها الوطنية وعلى الانخراط في كل القضايا العادلة فإن قوى الشر والاستكبار لا تتوقف عن محاولات استهدافها ومحاولات تطويقها في سبيل منعها من لعب دورها اقليميا ودوليا. والتحركات الصهيونية في هذا المجال لا تخفى على أحد ومعها تحركات من وراء الحجب لـ«ربيع خراب عربي» يريد أن يجد له موطئ قدم على أرض الجزائر علاوة على تحرشات قوى استكبار دولية تستكثر على الجزائر سيادتها وتحكمها في ثرواتها من النفط والغاز ولم تعد تخفي ضيقها من سياسات الجزائر في هذا المجال بعد أن ضاقت عليها السبل نتيجة تداعيات الحرب الروسية ـ الأوكرانية وتوقف تدفق النفط والغاز إلى أوروبا الغربية.
لأجل كل هذه التحديات وغيرها كانت احتفالات الجزائر بمثابة استعراض للعضلات وطفحت بالرسائل في كل الاتجاهات.. رسائل يزيدها قوة وقوف الجزائر على أرض صلبة وارتباطها بصداقات دولية متينة تجعل أعداء الجزائر يفكرون ألف مرّة قبل اطلاق العنان لشرورهم ولمخططاتهم الشيطانية.
عبد الحميد الرياحي
 

تعليقات الفيسبوك