مع الشروق..الكتاب …والسيادة الوطنية …

مع الشروق..الكتاب …والسيادة الوطنية …

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/04/09

…بعد أكثر من نصف قرن على الإستقلال ونشر التعليم وبناء المدارس والمعاهد والجامعات ستضطر تونس الى طبع الكتب المدرسية لملايين التلاميذ في المطابع التركية …
في العام الدراسي الجديد سيدرس أكثر من مليوني تلميذ تونسي بكتب تركية طبعت في الأراضي والمطابع التركية  لأول مرة المطابع التونسية ستحرم من طبع الكتب المدرسية وستخسر تونس مليارات من العملة الصعبة ستضخ في البنوك التركية ….
من الضروري أن تراجع الحكومة الآن هذا القرار حتى لو كانت كلفة طبع الكتاب المدرسي في تركيا هي الأقل فالمسألة تتعلق بالسيادة الوطنية وتتعلق أيضا بتقاليد المدرسة التونسية العريقة …
من غير المعقول أن ندرس أبناءنا بعد أكثر من نصف قرن من الإستقلال بكتب تطبع في تركيا ونترك مطابعنا تعاني من الكساد والإزمات المالية وهي تدفع سنويا الملايين من الضرائب لخزينة الدولة …
من الضروري الآن التحرك واتخاذ قرار سيادي بطبع كتبنا المدرسية في تونس حتى لو كانت التكلفة عالية فالشركات التركية عند التصدير تعفى من دفع الضرائب في تركيا، قرار طبع الكتب المدرسية التونسية في تركيا يضرّ بالمؤسسة التونسية التي تعاني اليوم من صعوبات كبيرة ويعد ضربة قوية للنسيج الصناعي الوطني في الوقت الذي تسعى فيه كل دول العالم الى حماية مؤسساتها الاقتصادية ثم أن هذا الأمر سيتحول الى تقليد في السنوات القادمة فنحن اليوم نعاني من عجز تجاري كبير مع تركيا ونعيش ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة وانتشارا كبيرا للبطالة وهو ما يجعلنا نتساءل لمصلحة من هذه الصفقة ولماذا تتجرّأ الدولة التونسية على ضرب المؤسسات الوطنية ….
لا يمكن أن نقبل أن يدرس التلميذ التونسي بكتب مدرسية مطبوعة في الخارج بحجة أن التكلفة أقل فالكتاب المدرسي التونسي مدعوم بأموال المجموعة الوطنية وأموال دافعي الضرائب وهذه الأموال لا يمكن أن تنتفع بها المطابع الأجنبية على حساب التونسيين ….
قرار الإلتجاء الى المطابع الأجنبية لطبع الكتب المدرسية قرار غير صائب خاصة في هذا الوقت بالذات الذي نحتاج فيه الى دعم المؤسسة التونسية لذلك لابد من اتخاذ قرار بالغاء الصفقة وتمكين مطابعنا الوطنية من طبع كتبنا المدرسية ولايمكن أن نقبل بأن يدرس التلميذ التونسي بكتاب يطبع وراء البحار وفي مطابع أجنبية …
سفيان الاسود

تعليقات الفيسبوك