مع الشروق..لتونس... شعب يحميها» !

مع الشروق..لتونس... شعب يحميها» !

تاريخ النشر : 08:00 - 2021/08/25

مازالت أفعى الإرهاب تطل برأسها القبيح من ليبيا الشقيقة، ومازال الدواعش يضعون التسلّل إلى داخل التراب التونسي أولوية الأولويات بالنسبة إليهم.
فالأوضاع الجديدة في تونس والتي أعقبت قرارات الرئيس سعيد يوم 25 جويلية الماضي وما أفضت إليه من تحجيم لدور الإسلام السياسي في تونس ومن إقصاء لحركة النهضة وأتباعها من دفة الحكم... هذه الأوضاع أججت نيران الحقد لدى طيف المليشيات المتطرفة وحرّكت لدى مشغليهم رغبة الانتقام ومحاولة التحرك لإعادة الأوضاع كما كانت قبل 25 جويلية... ورد الاعتبار للإسلام السياسي ومحاولة إعادة تثبيته في الساحة التونسية التي تعدّ آخر الساحات التي كان يتحكم فيها.
والواقع أن ورقة الدواعش ليست ورقة طائرة تحركها الرياح والأهواء. بل إن هذه الورقة تتحكم فيها و توظفها  وتشغلها إرادات وتحركها قوى إقليمية ودولية بعد أن عقد الإسلام السياسي «زواج متعة»  مع عديد الأطراف تأتي تركيا وإسرائيل وأمريكا في مقدمتها... زواج تتحول بمقتضاه الحركات المتطرفة المتدثرة زورا وبهتانا بالإسلام إلى بنادق للإيجار تتحرك وفق أجندات محددة بغية تحقيق أهداف واضحة ومعروفة.
ونحن نرى ماذا فعلت هذه المليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا مثلا وما ألحقته من خراب ودمار داخل الجغرافيا السورية... ونرى كذلك ما فعلته هذه المليشيات في الجغرافيا الليبية عندما قرر السلطان أردوغان نقلهم من سوريا وزرعهم كمخلب قط في ليبيا خاضوا مواجهات دامية بالنيابة ومكنوا تركيا من تثبيت موطئ قدم لها على تراب ليبيا التي يعتبرها أحفاد الخلافة العثمانية أرضا للأجداد وامتدادا طبيعيا لحلم عثماني أيقظه أردوغان وبات يتلمس طريقه إلى أرض الواقع انطلاقا من الجوار السوري والعراقي ووصولا إلى الساحة الليبية وحتى إلى أبعد منها بما يضع الساحة التونسية وحتى الجزائرية في صلب الأحلام العثمانية.
هذا المشروع الذي يسعى للتمدد في شمال إفريقيا والذي بات يتطلع للتمطط إلى الساحة التونسية تلقى ضربة قاصمة بتحرك الرئيس سعيد يوم 25 جويلية الماضي... حيث اعتبرت الخطوة بمثابة إعلان النهاية لطموحات التمدد والتمطط في قلب الشمال الإفريقي وهو أمر من الطبيعي أن يثير غضب الدواعش وسخط مشغليهم ليحاولوا التحرك في محاولة لإعادة عقارب الساحة إلى الوراء. تحرك يبدأ بمحاولات التسلل داخل التراب التونسي وكذلك بمحاولات استهداف الرئيس سعيد في محاولة بائسة ومكشوفة لإعادة خلط الأوراق وإشاعة أجواء من الفوضى التي تمكّن من تحقيق هذا الهدف.
فات هؤلاء ومشغليهم إدراك حقيقة مدوية وهي أن عقارب الساعة لا يمكن أن تعود إلى الوراء وبأن مخططاتهم المشبوهة مكشوفة للقيادة التونسية وللجيش الوطني وللأمن التونسي حيث يقف جيشنا ورجال أمننا سدا منيعا في وجه هذه المخططات العدوانية وأيديهم على الزناد للضرب على كل محاولات النيل من تراب تونس ومن سيادة تونس.
والأيادي التي عرفت كيف توقف تدهور الدولة وانهيار مؤسساتها ستعرف بالتأكيد كيف توقف كل المؤامرات وكيف تئد كل النزعات العدوانية في مهدها، وعجلة إنقاذ الدولة التي انطلقت يوم 25 جويلية سوف لن توقفها مثل هذه المحاولات الجبانة واليائسة لأن للدولة التنوسية جيشا وأمنا يذودان عنها، وللدولة التونسية شعب يحميها.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك