مع الشروق .. معادلة جديدة... فرضتها المقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر : 07:00 - 2021/05/26
تبقى القدس عنوان القضية ويبقى الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عنوان انتماء ثابت ورمز قضية عادلة. في القدس تذوب الفصائل والأحزاب وتختفي الألوان السياسية. في القدس تغيب الحسابات السياسية والتجاذبات الحزبية والفصائلية.
في القدس يتكلم الوجدان ويتكلم الانتماء وتتوحد وتتجلى عناوين القضية.
وعبثا حاول ويحاول الصهاينة طمس معالم المدينة وتغيير هويتها. وعبثا يحاولون بالحفريات وبهز الأساسات وبسعيهم المحموم تغيير ملامح الملامح والمواقع الدينية والأثرية بغية إلغاء الطابع العربي ـ الإسلامي للمدينة وإخضاعها لمشرط التشويه والتهويد. وعبثا حاول ـ ترامب ـ بصفقة القرن تارة وبنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة تارة أخرى لتكريسها كعاصمة أبدية للكيان الصهيوني، عبثا حاول هو الآخر إعطاء ما لا يملك إلى من لا يستحق. وعبثا حاول الصهاينة التضييق على سكانها الأصليين من مسلمين ومسيحيين بغية تهجيرهم واقتلاعهم من مساكنهم ومن أرضهم. وعبثا يحاولون إطلاق أيدي قطعان المستوطنين القادمين من الأفق البعيدة للسطو على دور السكان الأصليين بغطرسة القوة حينا وبغطرسة قضاء منحاز للصهاينة أحيانا أخرى.
القدس تبقى عصية على التهويد وتأبى بدورها وبمساجدها وبكنائسها وبشوارعها وبأزقتها وحتى بهوائها تأبى إلا أن تتكلم بلسان عربي فصيح.
وتأبى أن تغيّر ثوبها الأصيل ثوبها العربي الإسلامي والمسيحي بثوب آخر صُمّم لتغيير ملامحها وعلى مقاس أطماع حركة صهيونية تخطط منذ البداية لتهويد القدس وابتلاعها تمهيدا لابتلاع كل فلسطين.
وفي كل مرة يحاول الصهاينة وتحاول قطعان المستوطنين بدعم وتواطؤ بيّن ومكشوف من سلطات الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى واستباحة حرمته والتأسيس لفرض تقسيمه تمهيدا لتهويده، في كل مرة يهبّ المقدسيون ويهب الفلسطينيون من كل أرجاء فلسطين الحبيبة للذود عن مسرى رسولهم وعن عنوان قضيتهم وعن رمز هويتهم.
وكل مرة يتصدون للغطرسة الصهيونية ويضربون للعالم أروع مثال في التضحية والفداء دفاعا عن الأرض والعرض.
ليس هذا فقط، بل أن المنازلة الأخيرة بين المقاومة وجيش الاحتلال والتي كسرت شوكة الصهاينة وقهرت «الجيش الذي لا يقهر»، هذه المنازلة أكدت للمقدسيين أولا وللصهاينة ثانيا ولكل من يدعمون غطرسة الصهاينة ثالثا بأن أهل القدس والمرابطين في القدس ليسوا وحدهم في ميدان النزال والمواجهة.
بل لهم مقاومة تدعمهم وتشد أزرهم وتذود عنهم عند الاقتضاء.
وهذا السيناريو الذي فرضته المقاومة في المنازلة الأخيرة هو بمثابة التحوّل الجذري في سيرورة الصراع الفلسطيني ـ الصهيوني.
تحوّل سوف يجبر الصهاينة وقد كسرت شوكتهم وانهار حاجز الخوف والخشية من بطش آلتهم الحربية على وضع عامل الردع الذي فرضته المقاومة في ميزان أي خطوة تصعيدية يقدمون عليها.
لقد بات الصهاينة يدركون من الآن فصاعدا أن المقاومة عائدة إن عادوا. وبات المقدسيون يدركون أنهم لم يعودوا وحدهم في الميدان وبأن للأقصى أيضا مقاومة تحميه وتذود عنه وتنصر المدافعين عنه بأجسادهم وبعدالة قضيتهم....
إنّه درس كبير من دروس المنازلة الأخيرة على الصهاينة التوقف عنده والتأمل في تفاصيله مليا واستخلاص العبر اللازمة منه. وفي طليعتها درس نهاية زمن غطرسة القوة الصهيونية التي تضرب وتبطش وتعربد بلا حسيب ولا رقيب وأن مطلب الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف سيتحقق لا محالة.
عبد الحميد الرياحي
تبقى القدس عنوان القضية ويبقى الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عنوان انتماء ثابت ورمز قضية عادلة. في القدس تذوب الفصائل والأحزاب وتختفي الألوان السياسية. في القدس تغيب الحسابات السياسية والتجاذبات الحزبية والفصائلية.
في القدس يتكلم الوجدان ويتكلم الانتماء وتتوحد وتتجلى عناوين القضية.
وعبثا حاول ويحاول الصهاينة طمس معالم المدينة وتغيير هويتها. وعبثا يحاولون بالحفريات وبهز الأساسات وبسعيهم المحموم تغيير ملامح الملامح والمواقع الدينية والأثرية بغية إلغاء الطابع العربي ـ الإسلامي للمدينة وإخضاعها لمشرط التشويه والتهويد. وعبثا حاول ـ ترامب ـ بصفقة القرن تارة وبنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة تارة أخرى لتكريسها كعاصمة أبدية للكيان الصهيوني، عبثا حاول هو الآخر إعطاء ما لا يملك إلى من لا يستحق. وعبثا حاول الصهاينة التضييق على سكانها الأصليين من مسلمين ومسيحيين بغية تهجيرهم واقتلاعهم من مساكنهم ومن أرضهم. وعبثا يحاولون إطلاق أيدي قطعان المستوطنين القادمين من الأفق البعيدة للسطو على دور السكان الأصليين بغطرسة القوة حينا وبغطرسة قضاء منحاز للصهاينة أحيانا أخرى.
القدس تبقى عصية على التهويد وتأبى بدورها وبمساجدها وبكنائسها وبشوارعها وبأزقتها وحتى بهوائها تأبى إلا أن تتكلم بلسان عربي فصيح.
وتأبى أن تغيّر ثوبها الأصيل ثوبها العربي الإسلامي والمسيحي بثوب آخر صُمّم لتغيير ملامحها وعلى مقاس أطماع حركة صهيونية تخطط منذ البداية لتهويد القدس وابتلاعها تمهيدا لابتلاع كل فلسطين.
وفي كل مرة يحاول الصهاينة وتحاول قطعان المستوطنين بدعم وتواطؤ بيّن ومكشوف من سلطات الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى واستباحة حرمته والتأسيس لفرض تقسيمه تمهيدا لتهويده، في كل مرة يهبّ المقدسيون ويهب الفلسطينيون من كل أرجاء فلسطين الحبيبة للذود عن مسرى رسولهم وعن عنوان قضيتهم وعن رمز هويتهم.
وكل مرة يتصدون للغطرسة الصهيونية ويضربون للعالم أروع مثال في التضحية والفداء دفاعا عن الأرض والعرض.
ليس هذا فقط، بل أن المنازلة الأخيرة بين المقاومة وجيش الاحتلال والتي كسرت شوكة الصهاينة وقهرت «الجيش الذي لا يقهر»، هذه المنازلة أكدت للمقدسيين أولا وللصهاينة ثانيا ولكل من يدعمون غطرسة الصهاينة ثالثا بأن أهل القدس والمرابطين في القدس ليسوا وحدهم في ميدان النزال والمواجهة.
بل لهم مقاومة تدعمهم وتشد أزرهم وتذود عنهم عند الاقتضاء.
وهذا السيناريو الذي فرضته المقاومة في المنازلة الأخيرة هو بمثابة التحوّل الجذري في سيرورة الصراع الفلسطيني ـ الصهيوني.
تحوّل سوف يجبر الصهاينة وقد كسرت شوكتهم وانهار حاجز الخوف والخشية من بطش آلتهم الحربية على وضع عامل الردع الذي فرضته المقاومة في ميزان أي خطوة تصعيدية يقدمون عليها.
لقد بات الصهاينة يدركون من الآن فصاعدا أن المقاومة عائدة إن عادوا. وبات المقدسيون يدركون أنهم لم يعودوا وحدهم في الميدان وبأن للأقصى أيضا مقاومة تحميه وتذود عنه وتنصر المدافعين عنه بأجسادهم وبعدالة قضيتهم....
إنّه درس كبير من دروس المنازلة الأخيرة على الصهاينة التوقف عنده والتأمل في تفاصيله مليا واستخلاص العبر اللازمة منه. وفي طليعتها درس نهاية زمن غطرسة القوة الصهيونية التي تضرب وتبطش وتعربد بلا حسيب ولا رقيب وأن مطلب الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف سيتحقق لا محالة.
عبد الحميد الرياحي
