مع الشروق: الفاسدون... والدولة...

مع الشروق: الفاسدون... والدولة...

تاريخ النشر : 07:18 - 2021/04/10

... لاتزال تونس من أكثر الدول التي يتحدث المسؤولون فيها عن الفساد والفاسدين يوميا وفي كل مناسبة.
كل نواب البرلمان وكل قادة ومنخرطي الاحزاب وكل المنابر الاعلامية وكل الشارع يتحدث عن الفساد بشكل يومي ومقلق ومقرف حتى طبع الجميع مع الفساد وصار الحديث عنه لا يثير أي فضول.
تونس ايضا من اكثر البلدان التي تضم هيئات ومنظمات لمقاومة الفساد لكن يبدو ان الفاسدين يرتدون في كل مكان.
القضاء على الفساد داخل دواليب الدولة وخارجها لايتم بالحديث فقط ولا يكون بهذه الترسانة من الهيئات بل يكون فقط بالقضاء العادل والنزيه والمستقل.
المعركة الحقيقية اليوم ليست محاربة الفساد والقضاء عليه بل هي معركة استقلال القضاء وإرساء قضاء عادل يضمن حقوق كل التونسيين، من غير المقبول اليوم ان يستمر التقاضي في قضية بسيطة سنوات دون صدور حكم ومن غير المعقول ان يقصي متهمين اشهر طويلة في السجون والايقاف التحفظي دون محاكمة ومن غير المنطقي ان يكون الزج في السجون لمتهمين ارتكبوا جرائم بسيطة وتافهة ولا تمثل خطرا على المجتمع فقد اصبح من الضروري اليوم الاتجاه نحو اقرار العقوبات البديلة وهي عقوبات معتمدة في بلدان كثيرة من العالم منذ عقود من الزمن.
نحتاج الى قضاء قوي وعادل ومستقل حينها سننجح في محاربة الفساد والقضاء على الفاسدين.
آلاف الملفات وقضايا الفساد احيلت على المحاكم ولكن لم يبت فيها ، ظلت مجرد ارقام في الرفوف.
الفساد يحتاج الى قضاء نزيه وليس الى هيئات ومنظمات تصدر التقارير فقط من الصعب ان نحارب الفساد بالتقارير والتصريحات فقط.
طيلة عشر سنوات وكل المسؤولين يتحدثون عن الاقتصاد الموازي لكن لا احد منهم اتخذ قرارا فقط الجميع اكتفى بالحديث عن الفساد.
التونسيون لا يعرفون الى الآن اسماء الفاسدين الذين يتحدث عنهم السياسيون كل يوم وكل حين محاربة الفساد صار اصلا تجاريا للراغبين في الترشح للانتخابات القادمة لكن الشعب وحده يدفع ضريبة الفساد ويكتوي بناره. هيئات ومنظمات تخصص لها ميزانيات ضخمة لمقاومة الفساد وكان الأجدر تكريس قضاء قوي وعادل ومستقل حينها سننجح في محاربة الفساد والقضاء على الفاسدين...
سفيان الأسود

تعليقات الفيسبوك