مع الشروق.ماذا وراء تصفية فخر العقول النووية الايرانية ؟!

مع الشروق.ماذا وراء تصفية فخر العقول النووية الايرانية ؟!

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/12/01

لايزال الغموض يكتنف دوافع عملية اغتيال العقل المدبّر للبرنامج النووي الإيراني في قلب طهران بالذات وإن كان الكيان الصهيوني هو المتّهم الرئيسي في ذلك باعتبار أن له تاريخا طويلا في هذه العمليات التي تستهدف العقول العلمية لخصومه.
وتعتبر عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده هي السادسة من نوعها التي تستهدف العقول العلمية الايرانية منذ 2012. حيث كانت أول عملية اغتيال قد استهدفت  العالم النووي مسعود علي محمدي بتفجير قنبلة عن بعد في طهران.
لكن هذا الاغتيال الأخير كان الأكثر صدى لكونه استهدف رأس العقول النووية الايرانية في قلب طهران بالذات بطريقة غير مسبوقة، وفي ظلّ وضع اقليمي ودولي منفجر ، قد يزيد هذا الاغتيال في تفجيره وهو ما يبدو أن هذا ما يريده الكيان الصهيوني تحديدا.
وتشير التحقيقات الايرانية الأولية إلى أن عملية الاغتيال تمت بطرق وآليات معقّدة جدا. حيث تم إطلاق الرصاص على زادة من مدفع رشاش آلي يجري التحكم به عن بعد مثبت على سيارة "نيسان" كانت متوقفة على بعد 150 متراً من سيّارته.
هناك عديد التفسيرات للدوافع الصهيونية وراء هذا الاغتيال. أولها هو قطع الطريق عن أي تحسّن محتمل في العلاقات بين إيران وإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الذي عبّر عن نيّته في العودة الى الاتفاق النووي مع طهران.
أما التفسير الثاني لهذا العمل الإجرامي فهو جرّ إيران الى القيام بعمل انتقامي قد يجرّها الى مواجهة مفتوحة. وسيؤلّب الرأي العالمي عليها. و يسرّع في عملية استقطاب المزيد من الدول الخليجية للانضواء تحت  ناتو عربي يقوده الكيان الصهيوني لمحاربة طهران.
ويخلص التفسير الأخير لهذا العمل بتوجيه ضربة موجعة الى قدرات إيران النووية والباليستية باعتبار أن فخري زادة هو المشرف الرئيسي على البرنامج النووي الايراني كما يعتقد أنه ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني.
وبالنسبة الى إيران فإن هذا الاغتيال هو ضربة مزدوجة وموجعة جدا. أولا لقيمة هذه الشخصية المحورية في تطوير قدراتها العسكرية وثانيا لأنه يحيل على اختراق أمني كبير وضرب لسمعة مؤسساتها الاستخباراتية.
السؤال الأبرز الآن والذي يطرحه محور المقاومة هو كيفية الردّ على هذه الضربة الكبيرة التي تأتي بعد أشهر من اغتيال قائد الحرس الثوري قاسم سليماني وإن كانت أمريكا هي التي أعلنت مسؤوليتها عنه ؟
يبدو أن إيران ستتريّث ولو مؤقتا في الردّ على هذه العملية الى حين معرفة نوايا الادارة الامريكية الجديدة. لكنّها في كل الحالات لن تتخلّى عن الرد سواء عبر الحرس الثوري أو عبر حلفائها الاقليميين من "حزب الله" الى "أنصار الله" الى حركتي "حماس" و"الجهاد".
فالردّ بالنسبة الى طهران أصبح أمرا ضروريا بعد كل الاغتيالات التي وقعت ضدّ علمائها. و أصبحت تنال من مصداقيتها وسمعتها داخليا واقليميا ومن هيبة محور المقاومة ككل الذي صمت كثيرا عن الغطرسة والجرائم الصهيونية.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك