"كورونا": رسالة سيئة من وزيريْ الفلاحة والتجارة

"كورونا": رسالة سيئة من وزيريْ الفلاحة والتجارة

تاريخ النشر : 17:08 - 2020/04/03

مليون و450 ألف تونسي يتابعون منذ بداية شهر مارس نشرة الثامنة للأخبار وفقا لآخر الأرقام المنشورة حول نسب المشاهدة على القنوات التلفزية التونسية. هذا العدد المهول من المشاهدين يلتقط بلا شك كل ما ينشر من اخبار وصور وينطبع بعضها في ذاكرته ويتسرّب بعضها إلى سلوكه خاصة في ظرفية استثنائية كهذه التي نعيشها منذ 22 مارس المنقضي واقصد الحجر الصحّي الشامل الذي يتواصل الى غاية شهر أفريل وغيره من أجراءات السلامة والوقاية التي تتخذها وزارة الصحة العمومية وبتوصية من مجلس علمي يضم أطباء مختصين للحول دون انتشار فيروس كوفيد 19 (كورونا).
هذا العدد المهول إذن من المشاهدين قد يكون التقط في نشرة الثامنة من مساء امس الخميس الصورة السيئة التي بدا عليها موكب وزيريْ التجارة والفلاحة وهما يتجولان في سوق الجملة لتفقّد حركة التزويد والتزوّد وأسعار المنتجات المعروضة.
موكب الوزيرين خلا كلّيا من أي من تلك الإجراءات التي تطالب وزارة الصحة العمومية والحكومة من المواطنين تنفيذها: في مقدمتها عدم التقارب أي ترك مسافة أمان بين الأشخاص لا تقل عن واحد متر إلاّ أن الوزيرين كانا يتنقلان وسط كوكبة من الأشخاص المتلاصقين في غياب تام لأي من مظاهر السلوك الحضاري والمتمدّن في التعامل مع توصيات وزارة الصحة العمومية للحول دون انتشار فيروس كورونا. وبدا بعض الأشخاص المرافقين لهما، لا يتجاوز عددهم اثنين او ثلاثة، يلبسون كمامات "واقية" وفقا لمفهومنا الشعبي في استخدام الكمامة (يلبسها السليم المعافى كي لا يمرض) و"عازلة" وفقا للمفهوم الطبّي لاستخدام الكمامة (يلبسها المريض كي لا يُعدي المخالطين له).
صورة الوزيرين كسرت بلا شكّ كلّ التوجيهات الوقائية التي تعمل وزارة الصحة العمومية على ترسيخها منذ أسابيع ولم يكن الوزيرين الأنموذج الذي يُمكن للمواطن الاقتداء به لتطبيق إجراءات السلامة والوقاية في التصدّي لعدوى كورونا. لم يكونا إذن خير سفيرين للتسويق لاستراتيجية حكومتهما في حربها ضد كورونا.
ومن قبل هذا المشهد كان المتابع لنشرة الثامنة قد التقط صورة أخرى لا يمكن اعتبارها الانموذج التقطتها عدسة كاميرا الاخبار من امام مبنى مقر ولاية تونس حيث تحدّث الوالي الى مراسل الاخبار وغير بعيد عنه كان المرافقين له يتجمعون في مشهد لا يحترم إجراءات الوقاية لتفادي انتشار العدوى. وغيرها مشاهد أخرى اكثر إثارة وتناقض مع القرارات الصحية الصارمة التي تصدرها الحكومة بتوصية من خبراء مختصين.
التليفزيون ينشر الخبر وينشر الصورة أيضا والصورة مهمّة جدا وأحيانا هي أبلغ من النص. فلو قدّم الوزراء والولاّة وكلّ المسؤولين في الدولة الانموذج في احترام إجراءات الوقاية حين يقفون امام عدسة الكاميرا (وأيضا خلفها) لخاف الناس وابتعدوا عن التدافع والاكتظاظ كما حصل اليوم في مكاتب البريد من قبل مئات المواطنين الذين تشملهم المساعدات الاجتماعية وأيضا لخاف الناس وابتعدوا عن أي تجمّعات تخرق الحجر الصحّي الشامل وتنشر العدوى. آنشروا الوعي والنموذج الجيّد سيعود عليكم ذلك بالفائدة وأيضا كسب الحرب.

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

وقّع المجمع الكيميائي التونسي، الاثنين، بالعاصمة، مذكرة تفاهم وعقد سنوي مع المؤسسة البنغالية الحك
16:41 - 2024/04/29
لم تمت الجامعة التونسية ومازال لطلبة قادرون على صنع الحدث، تلك كانت ابرز عناوين التحركات الطلابية
16:13 - 2024/04/29
صدر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية بتاريخ 26 أفريل 2024 قرار مشترك من وزيري الصحة والتعليم الع
16:10 - 2024/04/29
يقدّر عدد زوّار تونس لكامل سنة 2023 بـ 9،370 مليون سائح أي بزيادة بنسبة 45،5 بالمائة مقارنة بسنة
14:26 - 2024/04/29
يكون الوضع الجوي يوم غد الثلاثاء ملائما لنزول أمطار متفرقة ومؤقتا رعدية بالمناطق الغربية و بأقصى
13:24 - 2024/04/29
أطلق الاتحاد العام التونسي للطلبة مبادرة لنصرة الحق الفلسطيني تحت شعار "طوفان الجامعة"، التي كانت
13:13 - 2024/04/29
تشرع الإدارة العامة للحدود والأجانب بداية من 15 ماي المقبل، في تسليم وثائق السفر بصفة حينيّة، وذل
12:38 - 2024/04/29