مع الشروق.. هل وقع «سيّد الكرملين» في الفخ الغربي؟

مع الشروق.. هل وقع «سيّد الكرملين» في الفخ الغربي؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/03/16

مع كل حديث عن تباطؤ "العملية الروسية الخاصة" في اوكرانيا، يعود الى الواجهة بقوة سؤال رئيسي هو هل جرّ الغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية فلاديمير بوتين الى مستنقع يصعب الخروج منه؟
للوهلة الأولى يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع في الفخ الغربي الذي نصب له في أوكرانيا وذلك باعتراف بوتين نفسه الذي قال إنه لم يعد هناك أي خيار سوى التدخّل عسكريا للقضاء على التهديدات التي تمثّلها كييف للأمن القومي الروسي.
ويدعم هذا التمشّي عنصران أساسيان وهما رفض الدول الغربية للضمانات الأمنية التي تطالب بها موسكو ولا تتعلّق بأوكرانيا فحسب بل بتوسّع حلف شمال الأطلسي في دول أوروبا الشرقية ودول البلطيق.
أما العنصر الثاني المهم فهو رفض الغربيين للصدام المباشر مع موسكو في اوكرانيا مرارا وتكرارا ورفضهم لطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفرض منطقة حظر جوي فوق بلاده وتزويده بأسلحة متطورة أبرزها الطائرات الحربية.
من هنا تبدو الخطة الغربية هي جرّ بوتين لحرب استنزاف عسكري واقتصادي تماما كما وقع سابقا في أفغانستان أيام الاتحاد السوفياتي أين مني بهزيمة مذلّة تسببت في حلّ حلف وارسو و تفكيك الاتحاد.
وفي ظلّ انشغال الولايات المتحدة بالمواجهة مع التنين الصيني، يبدو الخيار المرسوم هو "دعه يدمّر نفسه بنفسه" عبر العقوبات الاقتصادية و تزويد اوكرانيا بالأسلحة للصمود واطالة الحرب وبالتالي مضاعفة تكاليفها على موسكو.
على الجانب الآخر يبدو رجل المخابرات مدركا تمام الادراك لجوانب مغامرته في اوكرانيا، وهو الذي صرّح سابقا أنه ما زال يعتقد أن الولايات المتحدة ليست قلقة بشأن أمن أوكرانيا، على الرغم من أنها ربما تفكّر به على الهامش.
ويضيف "إن هدفها الرئيسي هو احتواء تطور روسيا ونموها ، أوكرانيا هي مجرد أداة للوصول إلى هذا الهدف، ويمكن القيام بذلك بطرق مختلفة، من خلال جرنا إلى بعض النزاعات المسلحة، أو إجبار حلفائها في أوروبا على فرض عقوبات صارمة علينا كما تتحدث الولايات المتحدة اليوم".
من جهة أخرى ، ينكر بوتين الى حد ما تباطؤ العملية الروسية في أوكرانيا ويصرّ على أنها تسير وفق المسار المخطّط لها زمنيا وكذلك من حيث الأهداف بل ويتحدّى الغرب أنه سيحقق هذه الأهداف إن بالقوة أو بالمفاوضات.
السؤال إذن، هل يعرف بوتين حجم و مآلات المغامرة في أوكرانيا وأعدّ لها نفسه وبلده جيّدا عسكريا واقتصاديا  في ظلّ قوله إن روسيا ستخرج أقوى من الأزمة؟.
قد تطول الأزمة في اوكرانيا، لكن معرفة نتائج ما أقدم عليه فلاديمير بوتين في أوكرانيا لن تتأخر كثيرا في الظهور الى العلن سواء كانت مستنقع استنزاف أو نصرا مظفّرا، وفي الحالتين لن تكون روسيا قبل أزمة أوكرانيا كما بعدها.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك