مع الشروق... مهرجانات الخلافــات

مع الشروق... مهرجانات الخلافــات

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/08/15

صائفة هذا العام ، خرجت أغلب مهرجاناتها عن خطها العام ودورها الرئيسي في تنظيم سهرات ثقافية ترفيهية هدفها التنشيط على جل المستويات : تنشيط ثقافي ابداعي ، تشجيع للفنانين ، تحريك للمشهد السياحي والتجاري والخدماتي وغيره .
خلافا لقرطاج والحمامات ، انطلقت مهرجاناتنا الصيفية متأخرة في أغلبها بـ " كاسات"  هزيلة ، فارغة ، واضطر عدد كبير من متعهدي الحفلات تبعا لذلك إلى المجازفة وقبول تنظيم سهرات على "الشباك" ، واضطرت هيئات المهرجانات إلى تنظيم سهرات دعواتها أكثر من تذاكرها ..
المشرفون على المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية " ندبوا " وجوههم عند التفاوض مع الجمعيات للدعم والعروض المدعومة الغائبة تقريبا ، والمشرفون على المهرجانات بكوا حظهم وحظ جماهير مهرجاناتهم بسبب قلة التمويل و"اليد السفلى" التي لم تعط أكلها لا مع وزارة الإشراف ولا مع المستشهرين ، إلا من رحم ربي ..
فضاءات بلا صيانة ، ومهرجانات تتوقف فيها العروض أو تلغى ، ونقابات أمنية تقاطع حفل ذاك الفنان ، وجمهور يغادر المسرح لأن العرض ليس في مستوى تطلعاته..عروض تلغى آخر لحظة ..هي فعلا فوضى المهرجانات في هذه الصائفة التي جاءت بعد سنتين من "الصيام المهرجاني" بسبب وباء كوفيد الذي لم يغادر إلا بعد أن عدل " مزاج " البعض ..
مهرجاناتنا بهذه الشاكلة في خطر ، وفضاءاتنا الترفيهية الصيفية تحتضر إن لم تتدخل الدولة وتعمل على تمويلها ودعمها وتبويبها وتأطيرها ورسكلة المشرفين عليها ..لكن قبل ذلك على الوزارة أن تعمل على الحد منها وخاصة تلك التي تتناسل وتتكاثر وتنجب مهرجانات صغيرة مماثلة في ذات المنطقة ، وبلا جمهور ، المهم مهرجان جديد ينضاف إلى قائمة المهرجانات الصيفية ..
هيئات الجمعيات والمهرجانات هي الأخرى في قفص الاتهام ، جمعيات "الشخص الواحد"  و"الرئيس الواحد" الذي يكابد ليلا ونهارا من أجل " جمع المال " لوضع برمجة صيفية بعضها لا يتجاوز الأيام الثقافية ..بعضهم بلا رؤية ، وبلا هدف ..اللهم إذا كان هدفهم " وهم الرئاسة "..
وزارة الإشراف بمندوبياتها الجهوية ودور الثقافة ، عليها أن تفتح ملف المهرجانات الصيفية بعمق ، وتستأنس بالمثقفين والناشطين في الحقل الثقافي من هيئات وجمعيات وتطرح السؤال : مالهدف من المهرجانات وأي دور لها ؟ ..من يشرف على المهرجانات ؟ أبواب التمويل ، طرق التمويل ، العروض المدعومة ، لمن تسند ..وغيرها من الأسئلة التي لن تعد تطرح " بالتقادم " في تنظيم المهرجانات ، وبتنا ننظم المهرجانات كما ظهرت في بدايتها وفي ظروفها تلك في  الستينات ..
الفشل الذريع الذي تعيش على وقعه بعض مهرجاناتنا في هذه الصائفة يستوجب منا فتح الملف بكل عناصره من التنظيم إلى الأمن والتأمين ، مرورا بالتمويل وصولا إلى الجمهور المستهدف ودور المهرجانات الذي يتجاوز في تقديرنا السهرات الفنية إلى التنشيط الثقافي والتجاري والخدماتي ..
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك