مع الشروق: من دروس الصاروخ السوري قرب «ديمونة» !

مع الشروق: من دروس الصاروخ السوري قرب «ديمونة» !

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/04/25

الصاروخ السوري الذي سقط قبل أيام قليلة قرب مفاعل ديمونة النووي في عمق الكيان الصهيوني لم ينفجر وهو أطلق أصلا في إطار التصدي لمقاتلات العدو الصهيوني التي استباحت الأجواء السورية وباتت تتعمد منذ فترة تنفيذ عمليات قتالية في العمق السوري تستهدف بمقتضاها ما تزعم أنه مواقع عسكرية تابعة للجيش الايراني. ومع ان الصاورخ لم ينفجر ولم يكن أصلا مبرمجا لاستهداف المفاعل النووي، ومحيطه إلا أن العملية خلّفت رعبا كبيرا داخل الأوساط العسكرية الصهيونية التي أدركت أن شيئا ما قد تغيّر في قواعد الاشتباك وان ما تزعم أنه قبّة حديدية مصممة للتصدي لأية صواريخ تستهدف كيان الاحتلال وتدميرها قبل بلوغ أهدافها هو في نهاية المطاف قبّة من وهم وان بالامكان اختراقه بيسر وضرب أهداف عسكرية حساسة في العمق الصهيوني دون أن تحرك هذه القبة ساكنا أو تنجح في التصدي للصواريخ المهاجمة.
وبالفعل فإن مجرّد وقوع الصاروخ قرب المفاعل النووي، وعلى فرض أنه كان مبرمجا لاستهداف مقاتلة صهيونية ناورت بدقة لتتلافاه في اللحظات الأخيرة وانه كما قال الأمريكان والصهاينة انزلق لينحرف عن مساره ويقع في المكان الذي وقع فيه.. فإن مجرّد بلوغة ذلك المكان يعدّ تحولا نوعيا في قواعد الاشتباك ويشي بتحول جذري واستراتيجي في سياق الصراع الذي تخوضه سوريا ومعها معكسر المقاومة ضد الكيان الصهيوني.
العدو الصهيوني دأب على اعتبار الأجواء السورية ومعها الأجواء  اللبنانية مناطق مفتوحة بإمكانه اختراقها كلما أراد ضرب أهداف في العمق السوري أو رصد تحركات للجيش السوري والقوات الرديفة أو للمقاومة اللبنانية في الجنوب اللبناني.. أو كذلك اختراقها لمجرد «الفسحة» واستعراض العضلات وارسال رسائل الترهيب باتجاه القيادتين السورية والايرانية أو باتجاه قادة حزب الله اللبناني. وهذه العربدة الصهيونية سوف لن تكون مستقبلا بلا تبعات وبلا عقاب وبلا ردع. وقد سبق للرئيس السوري بشار الأسد أن خاطب الصهاينة منذ أشهر محذرا إياهم من استمرار عربدتهم واستهدافهم محيط دمشق أو العمق السوري بقوله: «الضربة بالضربة، والمطار بالمطار، والمدينة بالمدينة».. وهذه اشارة واضحة إلى قدرة الجيش السوري وسلاح الجو السوري والمضادات السورية أن تضرب هي الأخرى أهدافا في العمق الصهيوني، ولعل الصاروخ الأخير يأتي كإشارة أخيرة إلى الصهاينة بضرورة الانتباه إلى أن عهد العربدة بلا عقاب قد انتهى وبأن اليد السورية قادرة على أن تطال أهدافا في العمق الصهيوني.. وكذلك على ان الأهداف الاستراتيجية والجوية الصهيونية ليست في مأمن ولا في منأى عن الترسانة الصاورخية السورية.
فهل يستوعب الصهاينة رسالة دمشق التي حملها ذلك الصاروخ الذي تصوروا أنه تاه وأخطأ الهدف والحال أنه كان حامل رسالة؟ وهل يدركون ان قواعد اللعبة قد تغيّرت وبأن الأجواء السورية والتراب  السوري لها قدسيتها ولها حرمتها وأنها لن تكون مستقبلا مرتعا للعدو الصهيوني يستعرض فيها عضلاته متى أراد؟ وهل يدركون قبل فوات الأوان بأن الصاروخ الذي طال العمق الصهيوني ليقع قرب مفاعل ديمونة قادر في مرة قادمة على بلوغ أهداف أكثر بُعدا أو دقة؟ انها أسئلة تبقى برسم قادة الكيان الصهيوني الذين تمادوا كثيرا في العدوان على سوريا سواء عبر وكلائهم من الجماعات الارهابية أو عبر العدوان المباشر.. فهل يستوعبون الرسالة قبل أن يبلغ صبر القيادة السورية وصبر معسكر المقاومة حدوده ويقررون الردّ على الاستهداف بالاستهداف؟
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك