مع الشروق : مادورو وصدام المجيد  

مع الشروق : مادورو وصدام المجيد  

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/10/26

عندما رحل الرئيس هوغو شافيز وهو يقارع مرض السرطان والهجمات الأمريكية لمنع الاستقرار في البلد تساءل كثيرون عمّن يكون قادرا على ملء الفراغ وتعويض شخصية شافيز الكاريزمية؟ وعندما أطل نيكولاس مادورو في العام  2013 ليكون الرئيس الجديد لفنزيولا كان يحمل ملامح شرقية ويعيد إلى الأذهان صورة الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين المجيد شكلا ومضمونا. 
فبرغم الضغوط والتهديدات لم يبدّل مادورو نهج الثورة البوليفارية أي تبديل بل حافظ على ثوابت الأسلاف المناهضين للاستعمار وللهيمنة الإمبريالية حتى وإن كان سيلقى نفس مصير زعماء الثورات اليسارية المناهضة للولايات المتحدة. فمادورو لا يخشى أن يلقى مصير شي غيفارا ولا يخشى مصير صدام حسين وغيرهما من الزعماء الذين وضعت أمريكا أموالا طائلة من أجل القبض عليهم. فهي منحت أموالا قبل نحو نصف قرن للقبض على شي غيفارا وهي فعلت الأمر ذاته عندما وضعت مبلغ 25 مليون دولار لقاء معلومات للقبض على صدام وهي ترفع المكافأة اليوم لتصل إلى 50 مليون دولار للقبض على مادورو. ونظام رعاة البقر يعتمد على الرعاة في مكافأة الوشاة فمن وشى بغيفارا كان راعيا ومن فعل بصدام حسين كان كذلك وهم يعتقدون أنهم قادرون على استنساخ ذات السيناريوهات حتى  ينفذوا مخططاتهم. ولكن الشعب الفنزويلي الذي يدرك أن أمريكا لا تريد له الخير قادرون على إحباط المؤامرات ضدّ وطنهم مثلما استطاعوا أن يعيدوا شافيز في يوم من الايام إلى كرسي الحكم وتحدوا إرادة نظام رعاة البقر. 
الولايات المتحدة لا تريد أن تتخلى عن نهج السيطرة والتحكم في مصير الشعوب وهي تريد فرض منطقها على جميع الشعوب وتعتقد أن النسخة العربية يمكن استخدامها في مناطق اخرى من العالم ولكنها تنسى دائما أن فيتنام لقنتها درسا في المقاومة لا ينسى. والشعب الفنزويلي مستعد لأن يعيد الدرس مرة ثانية للقوة المتغطرسة وأحفاد الثورة البوليفارية جاهزون للتصدي لمثل هذه المشاريع الاستعمارية.  
كمال بالهادي
 

تعليقات الفيسبوك