مع الشروق .. قريبا استيراد مياه البحر !

مع الشروق .. قريبا استيراد مياه البحر !

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/06/14

منذ 10 أشهر تقريبا ، اعتمدت نفس العنوان في افتتاحية الشروق ( 21/9/2020) لأتوقف عند مهزلة استيراد الفسفاط في تلك الفترة من القطر الجزائري الشقيق ..منذ 10 أشهر والوضعية لم تتغير وتتحسن ، وها «مجلس شعبهم» الموقر يجتمع ليصادق على اتفاق ضمان لقرض يفوق الـ130 مليون دولار لاستيراد الفسفاط .
تونس ، المنتج الخامس للفسفاط ، تعجز عن توفير ونقل مليوني طن من مناطق الإنتاج إلى المجمع الكيميائي ، وبحثا عن الحلول السهلة كالعادة ، ولمزيد تثبيت ضعف الدولة ، يكون القرار "الصائب والحكيم "  في قرض جديد بفوائضه التي تزيد في تدمير ميزانية البلاد المدمرة أصلا .
ثروة طبيعية ضائعة بين سقف المطالب وارتباك الحكومات، وبينهما عمال بيئة وبستنة أرهقهم العمل وتصببت جباههم عرقا لتأكيد الصورة المعروفة عن تونس الخضراء التي « جاؤوها عاشقين وفي أيديهم زهرة وكتاب "..
وبين سقف المطالب وارتباك الحكومات المتعاقبة ، تراجع حجم انتاج الفسفاط بـ5 مليون طن مابين 2010 و 2020، وتراجعت معها نسبة مساهمة الفسفاط في الناتج الداخلي الخام من 12 بالمائة إلى 3 بالمائة فقط .
المجمع الكيميائي التونسي ، أو البقر الحلوب للتوظيف وضمان الاستقرار الاجتماعي في بعض مناطق انتاج الفسفاط ، بات مهددا بالإفلاس بسبب الوظائف الوهمية ومنح البطالة الكاذبة ، والجميع يكتفي بمشاهدة سقوط سقف الشركة بعد أن تشققت جدران القرار الذي يعيد للمجمع دوره الحقيقي في الإنتاج  ودعم ميزانية الدولة .
معضلة الفسفاط قديمة جديدة ، ورائحة " المينة"  أسقطت بن علي منذ 2008 ، ومنذ ذاك التاريخ ، يراوح الفسفاط مكانه في ذات المشاغل والمشاكل ، ولا أحد حاول أو يحاول النزول إلى عمق «الدواميس» بحثا عن حل جذري يعيد مكانة الشركة وهيبة الدولة ويضمن الرزق «الحلال» الطيب للعاملين في البستنة والبيئة وغيرها من التسميات المبتدعة والمستحدثة في دولة غابت في الخضرة وتسممت برا و بحرا و جوا .. 
حكامنا لا يحاولون الاقتراب من رائحة " المينة"  حتى لا تزكم أنوفهم وتعيقهم عن استنشاق رائحة الفوز في الانتخابات المقبلة ، ومن اقترب منهم من الموضوع على استحياء شديد ، قدم ربع حل في وثيقة وعود زائفة ، ليتحول هذا الجزء من الحل إلى مشكلة أعمق في قادم السنوات .
وأنا أقلب صفحات هذا الموضوع ، فهمت  "بالقوة لا بالفعل"  أن حكامنا واعون بما يفعلون ، لم يقرروا ويجتمعوا من أجل البحث عن الحلول لضمان عودة نسق الإنتاج ، بل اجتمعوا وقرروا الاقتراض ، ودعوا "مجلس شعبهم " للمصادقة محافظة على هذه الثروات الطبيعية للأجيال المقبلة وفق استراتيجية تؤمن أنه لا يمكن استنفاد كل ثرواتنا على حساب الخلف ..حكومتنا نست في إطار هذه الإستراتيجية العميقة ان تستورد مياه البحر في إطار المحافظة على الثروات الطبيعية لفائدة أجيالنا المقبلة.
راشد شعور

تعليقات الفيسبوك