مع الشروق ..غزّة ... الكلّ سيدفع الثمن

مع الشروق ..غزّة ... الكلّ سيدفع الثمن

تاريخ النشر : 08:25 - 2024/03/19

عرّت حرب الإبادة في قطاع غزة الجميع، القريب قبل البعيد والصديق قبل العدو، وأكثر من ذلك أن الجميع سيدفع الثمن آجلا أو عاجلا، وكل من تورّط في استباحة دم الأبرياء ستطاله اللعنة.
إضافة الى الكيان الصهيوني الذي تلاحقه كل اللّعنات منذ عقود، فإن الغرب بدرجة ثانية وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية سيدفع ثمن المذبحة المتواصلة في قطاع غزة على جميع الأصعدة خاصة على مستوى القيم والمبادئ.
فعلى الجانب الصهيوني يكفي النظر إلى ما أحدثته أحداث غزة من صدمة ورعب، وما ستحدثه بعد انتهائها من انقسام وصدع وشرخ داخل هذا الكيان المجرم الذي يعتمد وجوده فقط على الإرهاب منذ تأسيسه.
وقد أثبتت معركة "طوفان الأقصى" أنه بالفعل أوهن من بيت العنكبوت، وقد أصبحت معالم كنسه من المنطقة تتشكّل بوضوح، وسينتهي زمن عيشه على الدم الفلسطيني ويبدأ زمن موته بالنار على يد المقاومة.
فهذا الكيان المتوحّش والدموي لم ولن ينفع معه الحوار والسلام، كيف يمكن ذلك وهو الذي أتى بالنار والحديد والمجازر والمذابح والتهجير؟ كيف يمكن استرجاع الحقوق التي سلبت بالقوة عبر الخنوع ووهم مفاوضات السلام؟
الكيان الصهيوني قبل "طوفان الأقصى" وحرب الإبادة المتواصلة، لن يكون كما بعده داخليا وخارجيا وعلى جميع الأصعدة، ويبدو أن ساعته الرملية بدأت في العمل والحق سيعود لأصحابه وإن طال الزمن وطال الظلم.
أما الغرب الشريك الرئيسي والاستراتيجي في حرب الإبادة على غزة فهو الآخر، دفع وسيدفع أثمانا باهظة سياسية واقتصادية وأمنية خاصة على المستوى الاستراتيجي أين اكتشف زيف مبادئه وقيمه وقوانينه ونظامه العالمي.
يكفي النظر اليوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية كمثال على لعنة غزة التي أصابت الادارة الديمقراطية ورئيسها جو بايدن الذي يسير نحو مغادرة البيت الأبيض لصالح خصمه الجمهوري دونالد ترامب.
أكثر من ذلك أيقظت حرب غزة الشعب الأمريكي وحررته من قبضة اللوبي الصهيوني السياسية والاعلامية، ولعلّ ما يجري اليوم من مساندة لغزة والشعب الفلسطيني في قلب أكبر بلد داعم للاحتلال هو خير دليل.
على المنوال ذاته، مزّقت حرب غزة العالم الأوروبي ومبادئه وقيمه التي صدّع بها رؤوس العالم ولكنّها سقطت في هذا الاختبار بل وصلبت على يد الصهاينة ودفنت تحت سابع أرض واتّضح أن "الحديقة" التي تحدّث عنها جوزيف بوريل ذات يوم هي خدعة كبيرة.
وبان بالكاشف أن كل ما يتعلّق بحقوق الانسان والديمقراطية والقوانين الدولية وغيرها من المثل والقيم الاوروبية هي فقط للأوروبيين وفي أقصى الحالات تعتمد وفق المصالح خارجيا لا وفق معيار إنساني خالص المعالم.
كما سيأتي الدور أيضا على كل من غدر بغزة من العرب والمسلمين، وستتهالك ممالك وأنظمة طال الزمن أو قصر، ففلسطين وحدها باقية أما الآخرون فهم مارّون عبر الأروقة السوداء للتاريخ كفاصل خزي وعار. 
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك