مع الشروق :خطة ترامب ... سلام حقيقي أم تسوية مؤقتة؟

مع الشروق :خطة ترامب ... سلام حقيقي أم تسوية مؤقتة؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/10/21

رغم صمودها لحدّ الآن في وجه الانتهاكات الصهيونية الوحشية، فإن خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في غزة ،تبدو بلا أعمدة قوية و مبهمة وغامضة وأحيانا بلا آليات ولا سقف زمني.
من يقرأ تصريحات ترامب قبل صياغة وإعلان الخطة، فإن تصريحاته كانت متواترة حول مدى الضّرر الذي لحق بالكيان الصهيوني سواء في الداخل الأمريكي والصهيوني أو على مستوى الساحة الدولية حيث بات الكيان منبوذا ومعزولا بطريقة غير مسبوقة.
من هنا بدا وكأنّ خطة السلام الأمريكية لم تبن على أساس السلام الدائم والحقيقي تتبعها رؤية واضحة للسلام عمادها قيام دولة فلسطينية، بل بنيت رأسا على مصلحة الكيان الصهيوني سواء على جبهة المواجهة في القطاع أو على الساحة الدولية.
الكيان الصهيوني نفسه يبدو هو الآخر غير مقتنع بخطة ترامب ولكن قبلها بالإكراه، على اعتبار أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يعرف سوى سفك الدماء للبقاء في السلطة والتهرّب من المحاسبة.
وقد كشفت تقارير صحفية عبرية، أمس الاثنين، أن الولايات المتحدة تلعب الدور الأساسي في تهدئة الأوضاع بقطاع غزة، حيث باتت سلطات الاحتلال تتجنب تنفيذ عمليات عسكرية واسعة من دون موافقة  مسبقة من واشنطن.
يبرز تحكّم واشنطن في خيوط تطبيق خطة السلام بوضوح في آخر حادثة وقعت في رفح، حيث علم البيت الأبيض أن حادث رفح الذي أسفر عن مقتل جنديين صهيونيين كان نتيجة دهس جرافة تابعة لمستوطنين يهود لذخائر غير متفجرة، وليس كما ادعى بنيامين نتنياهو كذبا بأن عناصر "حماس" هاجموا عناصره أول أمس الأحد.
ففور وقوع الحادث بادر نتنياهو إلى الإعلان عن وقف دخول المساعدات إلى قطاع غزة، لكن البيت الأبيض حدّثه هاتفيا وأمره بالتراجع عن القرار لأنه على علم بحقيقة الحادث، الأمر الذي أجبر نتنياهو على التراجع والإعلان عن استئناف دخول المساعدات إلى القطاع.
بالعودة الى خطة السلام، فإن أمرين شديدي الأهمية وذات أولوية قصوى قد يفجّران حرب الابادة مجدّدا، وهما الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة، ونزع سلاح المقاومة في القطاع، وهو ما لم يتم وضع سقف زمني أو آليات تنفيذ له في الخطة.
فبينما تصرّ "حماس" على ضرورة انسحاب جيش الاحتلال من القطاع، يصرّ الاحتلال بدروه على أنه لا مرور للمرحلة الثانية من الخطة أي الانسحاب ، دون نزع سلاح المقاومة وهو أمر يبدو صعبا جدّا وتعتبره "حماس" خط أحمر، حتى أن الامريكيين أنفسهم يعترفون بصعوبة ذلك ويتركون الأمر للوقت والترتيبات الاقليمية.
يبدوا السلام إذن هشّا و قابلا للانفجار في أي لحظة، خاصّة مع وجود مجرم حرب مطلوب للجنائية الدولية و للقضاء الصهيوني وحياته السياسية على المحك، ومستعدّ في أي لحظة لمواصلة سفك الدماء.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك