مع الشروق.. حي الشيخ جراح ومعادلة المقاومة

مع الشروق.. حي الشيخ جراح ومعادلة المقاومة

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/01/18

من جديد، يعود الكيان الصهيوني للبطش بسكان حي الشيخ جراح واجبارهم على مغادرة منازلهم وهدمها ومنحها لاحقا للمستوطنين أو بناء مؤسسة صهيونية على أنقاضها كتعلّة واهية.
هذه المرة وبعد هدوء طويل في الحي "الجريح" فرضه الضغط الدولي، ابتدع الكيان الصهيوني رواية "إنشاء مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة" لطرد عائلة المقدسي محمود صالحية من بيته.
وأخذ الجنود الصهاينة عائلة صالحية على حين غرة لإخلائهم من المنزل لكن محمود تحصّن بقارورة غاز مهددا بحرق نفسه وحرق المكان وهبّ لنجدته بقيّة المرابطين بالحي المهدّدين هم أنفسهم بالتهجير.
في العادة، ولمقاومة الترصّد الصهيوني للانقضاض عليهم وتهجيرهم، يفرض سكان حي الشيخ جراح على أبنائهم حظر التجول مع حلول الظلام، ولا يخرجون نهارا إلا للضرورة، كما أنهم يتناوبون على حماية المنازل من أي اقتحام أو اعتداء مفاجئ.
هذا الأمر حوّل الحي الى سجن كبير ضحاياه عزّل لا ذنب لهم سوى أن الأرض أرضهم، وسجّانوه يمينيون متطرفون غرباء، يدّعون كذبا وبهتانا أن الأرض أرضهم ويمارسون كل أنواع الجرائم من الحرق الى القتل والسلب والنهب في سبيل ذلك. قبل سنة تقريبا وعندما اندلعت أحداث إخلاء كبيرة في الحي، أدان العالم أجمع تقريبا الجريمة الصهيونية،  ولكن المقاومة خاصة كانت ادانتها فريدة من نوعها عبر انارة سماء الاحتلال بالصواريخ المباركة التي ركّعت الصهاينة لاحقا.
قد يتكرّر الأمر نفسه الآن إذا تصاعدت الأمور وخرجت عن السيطرة، ولكن أي مواجهة جديدة هذه المرة ستكون بنكهة مختلفة وبوضع اقليمي مغاير يقف على حافة المواجهة الشاملة بسبب الملف النووي الايراني.
فحلفاء إيران من اليمن الى لبنان وسوريا وقطاع غزة متعطّشون لتأديب الكيان الصهيوني ووأد بطشه وغطرسته واستفراده بالشعب الفلسطيني الأعزل ويريدون التعويض له بعشرات آلاف الصواريخ التي ستدخل الصهاينة  في جحورهم.
وكما هو معلوم، المقاومة (حزب الله خاصة) في حرب تموز 2006، ليست كما هي عليه الآن بعد تعاظم قدراتها العسكرية  من قوات هائلة العدد وصواريخ طويلة المدى وطائرات بلا طيار وعمل استخباراتي دقيق.
لكل ذلك أصبح الكيان الصهيوني يحسب ألف حساب قبل القيام بأي خطوة تصعيدية تجاه الداخل الفلسطيني او تجاه ايران وحلفائها خاصة حزب الله الذي لا يفوّت أي فرصة لتهديد الكيان بجحيم لم يره من قبل.
وعندما يهدّد أمين عام حزب الله حسن نصرالله ويتوعّد، فإن التنفيذ يكون مسألة وقت فحسب وحينها يختبئ نصف الصهاينة كالفئران تحت الأرض والنصف الآخر يحجز كل التذاكر للفرار جوّا.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك