…كشفت قضية المدرسين النواب عمق الأزمة التي يعيشها التعليم في بلادنا وهشاشة المنظومة التربوية التي تعاني منذ عقود من الزمن من إشكاليات مزمنة إصلاحها قد يحتاج الى سنوات من العمل والجهد …
إصلاح التعليم في بلادنا أصبح ضرورة قصوى في الوقت الذي أعلن فيه وزير التربية أن السنة الماضية سجلت انقطاع أكثر من 60 ألف تلميذ وهو رقم مفزع ورهيب …
قضية المدرسين النواب صارت قضية مركزية في تعليمنا المشلول والمتأزم ، لا يعقل أن تعتمد وزارة التربية على آلاف النواب لتغطية الشغورات الحاصلة، المدارس والمعاهد تحتاج الى مدرسين متكونين وقارين ويتمتعون بكل حقوقهم المالية والمعنوية حتى يتسنى لهم القيام بواجبهم التربوي كاملا …
هل يمكن لمنظومة تعليمية أن تعتمد على مدرسين نواب يعملون طيلة سنة دراسية كاملة دون أن يحصلوا على حقوقهم وأجورهم ، إضطرار المدرسين النواب الى إعلان الإعتصامات والتحرك والتهديد بعدم التدريس وإجراء الإمتحانات مما يعني أننا سنكون أمام سنة دراسية ساخنة ومتوترة وصعبة في وقت نتطلع فيه الى إقرار إصلاحات في المنظومة التربوية …
لن يستقيم حال الوطن ولن نسجل أي تقدم في ظل منظومة تعليمية فاشلة في كل المستويات وفي ظل غياب إرادة حقيقية للإصلاح …
اليوم نقابات التعليم في صراع مع وزراة التربية، النقابات تطالب بحقوق ولن تتنازل عنها والوزارة عاجزة وتتخبط والمنظومة التعليمية تعاني الخراب…
علينا الإنتظار سنوات أخرى حتى نقتنع أن إصلاح التعليم هو الأولوية القصوى الآن قبل توفير المواد الأساسية المفقودة في الأسواق …
إصلاح التعليم يجب أن ينطلق الآن بأقصى سرعة حتى نختزل الزمن ونتجنب الخسارة الكبرى …
إقرار بعث مجلس أعلى للتربية أمر صائب لكن يجب تفعيله بأقصى سرعة ، هذا المجلس ستكون مهمته كبيرة جدا وسيكون من أهم المؤسسات في الدولة ويجب أن تكون تركيبته متنوعة وتضم ممثلين عن الأولياء بإعتبارهم إحدى أهم الحلقات في العملية التربوية ….
كل شيء صار قابلا للمراجعة، البرامج والزمن المدرسي ووضعية المدرسين المادية والمعنوية وحالة المدارس والمعاهد …
لا أولوية الآن قبل أولوية الإصلاح التربوي …
سفيان الاسود