مع الشروق...الوطن... وهجرة العقول...

مع الشروق...الوطن... وهجرة العقول...

تاريخ النشر : 08:00 - 2022/12/03

…لاتزال هجرة العقول والأدمغة التونسية مستفحلة ومستمرة ، واليوم آلاف الطلاب والباحثين والأطباء والمهندسين يفكرون جديا في الهجرة ومغادرة تونس دون رجعة …
ومن بين حوالي 20 الف باحث ودكتور تونسي شملهم أخيرا إستفتاء عبر 97 بالمائة منهم عن استعدادهم للهجرة في أول فرصة تتاح لهم …
أرقام مفزعة تؤكد أن 6500 مهندس يغادر تونس سنويا الى جانب الاف الأطباء الذين يعملون في مستشفيات أوروبا وكندا في حين تشكو المستشفيات التونسية من نقص فادح في الأطباء وغياب الخدمات الصحية وتأخر مواعيد العمليات الجراحية …
الهجرة لم تقتصر فقط على الأدمغة والباحثين والدكاترة بل شملت اليوم العمال من أصحاب الإختصاصات الحرفية والصناعية وخريجي مراكز التكوين المهني والممرضين ومعهم آلاف العاطلين الذين ركبوا القوارب بحثا عن فرصة جديدة بعيدا عن الوطن…
للأسف الدولة بكل أجهزتها لم تهتم بصفة جدية بهذا الملف ، كل يوم تشاهد آلاف الكفاءات تغادر الوطن دون أي تحرك أو مبادرة أو تقديم حلول لهذه الكارثة …
اذا استمرت هذه الظاهرة فبعد سنوات ستكون مستشفياتنا دون أطباء وجامعاتنا دون باحثين وأساتذة ، أيضا ستغلق مصانعنا لعدم وجود عمال مهرة ومختصين ….
الأمر يتطلب اليوم تدخلا عاجلا من السلطة ومن الحكومة وإيجاد حلول لمشكل بطالة الباحثين والدكاترة وخريجي الجامعات وأيضا لخريجي مراكز التكوين المهني الذين يعانون من البطالة وعدم إهتمام الدولة بهم …
تونس الآن للاسف صارت في المركز الثاني بعد سوريا في هجرة الأدمغة والعقول والأطباء والمهندسين والدولة صارت تنفق سنويا وطيلة عقود أموال المجموعة الوطنية ودافعي الضرائب لتكوين وتدريس خريجي الجامعات ومراكز التكوين ثم الدفع بهم نحو الهجرة والعمل في بلدان المهجر ….
وحسب المرصد الوطني للهجرة فإن أكثر من 36 ألف تونسي يغادرون البلاد سنويا في حين هناك توقعات بأن يرتفع عدد المهاجرين من الأطباء والمهندسين …
ينبغي اليوم التدخل وتحسين ظروف العمل وأنظمة التأجير وتقديم الحوافز والتشجيعات لكل الأطباء والمهندسين والباحثين والدكاترة من أجل العدول    عن قرار الهجرة …
تونس تحتاج اليوم لكل كفاءاتها وكل خريجي جامعاتها وكل مهندسيها وأطبائها وكل عمالها كي تنهض من جديد …
سفيان الاسود

تعليقات الفيسبوك