مع الشروق..«اغتيـــال الـــرئـــيس» !

مع الشروق..«اغتيـــال الـــرئـــيس» !

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/08/23

فجر رئيس الجمهورية قيس سعيد قنبلة بشظايا حارقة لدى إشرافه على موكب توقيع اتفاقية توزيع مساعدات اجتماعية على المتضررين  من جائحة كورونا لما تحدث " عن المحاولات اليائسة التي تصل إلى التفكير في الاغتيال " .
الرئيس توجه لمن اتهمهم ''بالكذب ويقولون إنّ مرجعيتهم الإسلام" ، وهم - والكلام دائما له- ليسوا من الإسلام ومن مقاصده .. يتعرضون لأعراض النساء والرجال ويكذبون... والكذب عندهم من أدوات السياسة".
إليهم توجه الرئيس في خطاب ناري قائلا "اعرف ما تدبّرون.. أنا لا أخاف إلا الله رب العالمين، لا أخاف إلا الله رب العالمين ، لا أخاف إلا الله رب العالمين .. قالها ثلاثا ليضيف " سأنتقل شهيدا إن مت اليوم أوغدا إلى الضفة الأخرى من الوجود عند أعدل العادلين ". 
في ذات الجلسة تحدث رئيس الدولة عن الذين وصفهم بـ "المتآمرين داخل الدولة في كل المستويات..الذين اعتادوا العمل تحت جنح الظلام ودأبوا على الخيانة وتأليب دول أجنبية على رئيس الجمهورية وعلى وطنهم ..والذين باعوا ضمائرهم في سوق النخاسة" ليختم قائلا " لا عودة إلى الوراء "، والكلام دائما له .
دون مبالغة هو أخطر تصريح لرئيس الدولة ، فقيس سعيد وضَح لأول مرة أكثر من العادة من يقصد حين كان يتحدث في وقت سابق وبشكل متكرر عن "المتآمرين والأطراف" والذين هم في تقديره حسب هذه الكلمة  من " يقولون إنّ مرجعيتهم الإسلام ..وأصحاب المحاولات اليائسة في التفكير في القتل والدماء ..المتآمرين على الدولة ..الخائنين الذين دأبوا على تأليب الدول الأجنبية ضد وطنهم ..".
سعيد الذي اختلطت في ذهنه الآيات القرآنية بالأحاديث النبوية الشريفة في ذات الخطاب ، أشار إلى "خصومه " بقوله "انهم يعيشون بفكر تجاوزه الزمن.. ويقدمون أنفسهم فقهاء وأصحاب فكر ، لكنهم في حالة غيبوبة ويحتاجون إلى علاج نفسي لا أمل من ورائه ..
بهذا التوصيف وضع الرئيس هذه المرة خصومه في "مرمى منصاته " بأكثر وضوح ، ولأنه لا عودة إلى الوراء حسب مقولته المعتادة منذ 25 جويلية ، ستحمل الأيام القادمة لنا أخبارا ساخنة  تتجاوز الحرب على المضاربين والمحتكرين - وهي الحرب التي بدت تسير بخطى بطيئة - إلى الحرب على الذين يفكرون في القتل والدماء والمتآمرين على الدولة ..لكن من هم ؟ 
كل المؤشرات تقول إننا مقبلون على مرحلة أخرى ساخنة حارقة وصعبة ، مرحلة تتجاوز الحرب على المضاربين والمحتكرين إلى الحرب عمن يقف وراءهم من  "حيتان كبيرة" من السياسيين لـ" التصدّي للمتاجرين والمضاربين بحقوق التونسيين في أسواق النخاسة والبتّات السياسية.." والكلام دائما للرئيس الذي بات يمسك بمفرده بخيوط اللعبة السياسية بعد تجميده للبرلمان وإقالته لعدد من المسؤولين ووضع البعض الآخر تحت الإقامة الجبرية. 
إن صح "وعيد" الرئيس ، فإن الحرب خلال الساعات المقبلة ستكون على عدد من السياسيين وأصحاب "البتات" والبيع والشراء في سوق النخاسة السياسية على حساب الوطن والشعب كما قال ..وقد تم التمهيد لهذه المرحلة بغلق مقرات الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ، وما تحمله هذه المقرات من معطيات شخصية ، وبتغييرات وتحويرات في صلب وزارة الداخلية ..أو الصندوق الأسود للبلاد .. 
راشد شعور  
 

تعليقات الفيسبوك