مع الشروق .. الكلمة للصندوق

مع الشروق .. الكلمة للصندوق

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/10/06

يتوجّه ملايين التونسيين اليوم الأحد في الداخل إلى صناديق الاقتراع لاختيار مرشّحهم في الانتخابات الرئاسية التي تأتي في ظروف داخلية و إقليمية ودولية شديدة الحساسية ما يتطلّب إقبالا مكثّفا ومسؤولا لأداء واجب وطني مقدّس. 
ليس أمام التونسيين إلا ترك عقلية التواكل واللامبالاة و التوجّه إلى صناديق الاقتراع ليمارسوا حقهم وواجبهم الانتخابي، بكل حرية ومسؤولية. فكلمتهم هي الوحيدة المعبرة عن المسار الديمقراطي الحقيقي والفعلي. إنّ تلك الكتلة الصامتة و العازفة عن أداء واجبها الوطني هي ذاتها الكتلة التي تنتقد المؤسسات التي وقع انتخابها و هي ذاتها التي تتذمر من سوء المعيشة، أو من الظروف الصعبة، وهذا هو عين التناقض في الممارسة الانتخابية. فمن يريد تغييرا جذريا و ممارسة ديمقراطية حرة فليس هناك من أو ما يمنعه من التوجه إلى صناديق الاقتراع. 
إنّ تخلف التونسيين اليوم عن التوجه إلى صناديق الاقتراع، هو تخلّ ذاتي عن القيام بواجب وطني، وهو ممارسة تسيء إلى الوطن و إلى الشهداء الذين سقطوا زمن التحرر من ربقة الاستعمار أو أولئك الذين ارتقوا في مواجهة الظاهرة الإرهابية الدخيلة بعد العام 2011. و المواطنة الحقيقية هي التي تتمثل في ممارسة سياسية عقلانية يكون بعدها من حقّ الناخبين الحكم على السلطة المنتخبة، ومحاسبتها على  منجزها في الفترة الانتخابية. 
إنّ السبيل الوحيد للنهوض بوطننا وتقدّمه، يتمثل في القيام بالواجب الانتخابي، فمن خلال ارتفاع نسبة المصوّتين و أيّا كانت اختياراتهم، فهم يعبرون عن اختيار سياسي واع و مسؤول، ويعطي مفهوم المواطنة معنى و قيمة. و أيّ اختيار سيتمكن من الفوز ستكون له مشروعية شعبية و دستورية و قانونية لا يمكن التشكيك فيها، وغير ذلك، فإنّه تراخ لا يمكن أن يقود إلى النتائج التي نريدها جميعا وعلى رأسها تونس مستقرة و آمنة ومزدهرة. 
لننظر إلى العالم من حولنا سنرى أن الممارسة الانتخابية هي خط الدفاع الذي يحمي أي بلد من هزات اجتماعية و سياسية. ولنقتنص هذه اللحظة التاريخية المهمة التي يحرم منه بعض الجيران بسبب الطوائف السياسية المتناحرة و التي منعت المواطن من الوصول إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسه أو سلطته التشريعية التي يمثلها. ومهما قيل عن هذه اللحظة التاريخية التونسية، فإنّ الناخب سيكون أمام لحظة اختيار حرة و سرّية و لن يجبره أي أحد على تغيير اختياره أو توجيهه. وعليه فإن الأصوات التي تشكك في المسار الانتخابي، ما عليها إلاّ أن تدفع التونسيين إلى التصويت لا أن تدعو إلى الفراغ و التدويل و غيرها من الحلول التي أوقعت بلدانا أخرى في مصيدة المافيات الدولية فبِيع البلد في مزادات القوى الإقليمية و الدولية وبيع حق المواطن في الاختيار. الكلمة للتونسيين، هذه هي الحقيقة التي لا يمكن التشكيك فيها او الاستنقاص من شأنها و وحدهم التونسيون سيكونون اليوم أمام اختبار الاختيار الحقيقي.         
كمال بالهادي

تعليقات الفيسبوك