فرضتها أزمة كورونا ...«تضامن حكومي» وتنسيق بين كل السلطات

فرضتها أزمة كورونا ...«تضامن حكومي» وتنسيق بين كل السلطات

تاريخ النشر : 09:00 - 2020/04/21

من أبرز ما جاء في  الحوار الاخير لرئيس الحكومة الياس الفخفاخ ، الاقرار بتكريس مبدأ التعاون بين مختلف السلط ونبذ الخلافات وهو تقدم مهم في العلاقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية براسيها.
تونس الشروق:  
شهدت الساحة السياسية التونسية تطورا كبيرا في كيفية التعامل بين مختلف السلط ومكونات كل منها حيث وبمرور الوقت شاهدنا كيف تراجعت الخلافات ليحل محلها خطاب  التعاون والتضامن الحكومي في مواجهة وباء كورونا.
وفي هذا الاطار فان حوار رئيس الحكومة الياس الفخفاخ الاخير يعتبر مؤشرا على  تراجع منسوب الخلاف خاصة مع مجلس نواب الشعب، فبعد ان بلغت العلاقة أقصى درجات التوتر والصراع انقلبت إلى منح الفخفاخ تفويض برلماني يمكنه من اصدار المراسيم ومن جزء هام من صلاحيات البرلمان . ولعل من ايجابيات الازمة هو انها اظهرت عدم جدوى تواصل الخلافات او الاستثمار في الازمة على حساب حياة االناس، وبالتالي كان من الضروري الابتعاد عن الانتماءات الضيقة والمساهمة في  تكريس التضامن في مواجهة غدو مشترك. يمكن ان نكتشف الفرق او التطور الحاصل عندما نعود الى خطابات رئيس الحكومة او حواراته السابقة، إذ كانت تنطوي نبرة تحدي وتؤشر على عمق الصراع والخلاف  بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية.


ومثل التطور في العلاقة بين السلطتين ضرورة حتمية، بعد أن تأكد الجميع انه لا مجال لكسب نقاط في معاركهم السياسية في ظل ازمة تهدد الجميع وتجاوز مخاطرها الصحية على الشعب ،خاصة وأنه من المنتظر ان تكون لنا جولات أخرى مع هذا الوباء ، لعل اهمها الاثار السلبية التي ستتركها على اقتصادنا الهش والذي لم يتعافى بعد الازمات التي مر بها خلال السنوات الماضية. الاطراف التي كانت تتصارع قبل شهرين ورأينا جولات صراعها في البرلمان وفي المنابر الاعلامية، خاصة عند تشكيل الحكومة وكذلك الصراع الذي ولد خلال عملية تشكيل الحكومة، اكتشفت تلك الاطراف انها لن تتمكن من تحقيق اي نقاط من مواصلة الصراع في ظل ازمة جعلت كل البلاد في حالة حرب حقيقية بل هي اخطر من الحروب التقليدية فالعدو لا يرى ولا يمكن ان يفرق بين الاحزاب والوزراء او بين الساكن في قصر والساكن في كوخ.
لم تتوصل الاطراف السياسية الى تلك القناعة بسهولة وانما بعد صراع كبير خاصة بين البرلمان والسلطة التنفيذية براسيها حيث ان البرلمان حسم امر تاجيل خلافاته منذ بداية الازمة في حين ان خلافاته مع رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية تواصلت الى غاية تمرير قرار تفويض الحكومة باصدار المراسيم.


ما جاء في حوار رئيس الحكومة اكد ان السلطة التنفيذية تجاوزت خلافاتها مع البرلمان بل انه كانت هناك اشادة بالدور الذس قام به المجلس وهو ما يفتح المجال امام تجاوز فعلي للخلافات السابقة من تدعيم الوحدة الوطنية في مواجهة ازمة الكورونا والتعاون بين مختلف الاطراف كل من موقعه من اجل انقاذ البلاد من هذا الخطر.


وبالرغم من ان الخلافات لم تنتهي الا ان تاجيلها وفتح صفحة للتعاون بين الجميع قد يساهم فيما بعد في تجاوز الخلافات خاصة اذا ادت تلك العملية الى الانتصار في الحرب وحماية الشعب.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

بمناسبة اليوم العالمي للصحافة توجه سعادة الدكتور هلال بن عبد الله السناني سفير سلطنة عمان بتونس ب
07:00 - 2024/05/03
من وطّن هذا العار في " معرض الكتاب " باسم الدين والعروبة والعرب ؟
07:00 - 2024/05/03
نقلت تقارير إعلامية مصرية أمس الخميس عن مصدر مصري رفيع المستوى القول إن المفاوضات الرامية للتوصل
07:00 - 2024/05/03
في خطوة أثارت غضبا واسعا ، اغتال أمن السلطة الفلسطينية  ، التي يقودها  الرئيس محمود عباس، أحد الم
07:00 - 2024/05/03
نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، عن مسؤولين أن الاحتلال يبدي استعدادا لبحث الانسحا
07:00 - 2024/05/03
حالة رعب حقيقية يعيش على وقعها الكيان الصهيوني وغلاة الصهاينة في ظل تقارير إعلامية دولية وحتى من
07:00 - 2024/05/03
تواصل مختلف الصحف العربية والدولية تسليط الضوء على مجريات العدوان الصهيوني على قطاع غزّة .
07:00 - 2024/05/03
ستكون سنة الاستقلال استقلال تونس (1956) سنة مفرحة لسي الحبيب بن يحيى ولكل العائلة بما أنه حصل على
07:00 - 2024/05/03