صدر كتاب جديد للدكتور الهادي التيمومي عن دار محمد علي الحامي للنشر وهو جزء أول من موسوعة الربيع العربي في تونس خصصه لسنة 2011  التي وصفها بأنها سنة كل المخاطر.

الدكتور التيمومي في كتابه أهتم في بداية الكتاب بالظروف التي أدت إلى انهيار النظام في 14جانفي 2011 وقد قسم الكتاب إلى ماقبل 14 جانفي او كما سماه ما قبل العاصفة مستعرضا أزمة الحوض المنجمي التي أثبتت عجز النظام عن إيجاد حلول للأزمة الأجتماعية والأقتصادية المستفحلة في علاقة بالتحولات الدولية  وأزمة الراسمالية

في هذا الفصل الأول توقف التيمومي عند أزمة الحوض المنجمي وتقارير ويكليكس ثم أستعرض تفاصيل ويوميات الحراك الأجتماعي بين 17 ديسمبر و14جانفي في الفصل وخصص الفصل الثالث  للأستعداد المتعثر لانتخابات 23 أكتوبر 2011 التي أنتهت بفوز حركة النهضة بالنسبة الأولى من مقاعد مجلس نواب الشعب بعد ترشح 109 أحزاب و80 قائمة مستقلة وغاب عن المشاركة في الانتخابات 75 بالمائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18و25 عاما ويقول الدكتور التيمومي عن فوز حركة النهضة "إن عدد الذين صوتوا لحزب حركة النهضة 17٪ من التونسيين فقط من بين 11مليون نسمة تقريبا وهي نسبة محدودة لم يستنتج منها هذا الحزب الدرس اللازم عندما سيحكم البلاد وإنما أعتقد أن الشعب التونسي فوّضه" لإعادة أسلمة"المجتمع التونسي وإرساء" الخلافة السادسة ".

وأهتم الدكتور الهادي التيمومي في خاتمة الكتاب بأسباب أستفراد حركة النهضة بالبلاد رغم أنها لا تمثل إلا نسبة قليلة ويعود ذلك حسب رأيه إلى قدرتها على العمل القاعدي وتغلغلها في الارياف والفئات الفقيرة والمهمشة وتوظيفها للدين وطرح نفسها كمنقذ للأسلام لكن السبب الأساسي هو تشتت القوى اليسارية والقومية والدستورية رغم أن مشروعها في الدفاع عن الدولة المدنية والجمهورية واحد.

أهمية هذا الكتاب الذي يندرج ضمن تاريخ الزمن الراهن هي توثيقه الدقيق لسنة 2011 التي كانت سنة فارقة في تاريخ تونس المعاصر مازالت تداعياتها متواصلة خاصة في صياغة الدستور والنظامين الانتخابي والسياسي.