مدينة النساء للأمين السعيدي والمسكوت عنه في الرواية العربية
تاريخ النشر : 21:04 - 2025/12/12
من أرض شمال إفريقيا ومن تونس. تبدأ الأحداث ويخصى أنور البطل في زحمة الوعي العامي الباحث عن الرغيف...ازمة المثقف العربي في بيئة ثقافية لا تقرأ ولا تكتب ولا تترجم ولا تنتج...
تنتحل نصوصها ومعانيها وتسرق معانيها...ضيعت خطواتها وتعاظمت أناتها...
أنور يقطع قضيبه السجان في لوحة تعذيبية تلخص نهاية الفرسان في أرض عالية وصحراء خالية من كل شيء إلا من كوابيسها ومٱسيها...
يفر أنور بسبب تمرد المساجين بمناسبة ثورات الربيع العربي ولا يعلم كيف رمت به أقدار الرواية إلى الأراضي السورية لتصاحبه تلك العجوز الماكثة في محطات الإنتظار... تنتظر إبنها وتتأمل وجوه العابرين. يلتقي زهور الفتاة السورية الجميلة في أرض تركية في نزل فاخر...وتفرح بفكرة زواجه منها لتكتشف عمق المأساة حين يصارحها بأن السجان قد قطع عضوه التناسلي ويقطع الطبيب حيرتهما حين يعلن أن أنور يستطيع إنجاب الأطفال عن طريق المخابر الطبية. هكذا تتعقد الحيرة وتحتج الحيرة في الرواية بالحيرة وتتحرك مواجع وفواجع الأنثى في الديار العربية المعاصرة في بوح عاطفي صارخ حين تشتهي الأنثى الزواج وتختار بعلها فتجد الرجل قد صيرته أقدار الرواية مخصي فاقد لعضوه التناسلي بفعل التعذيب والقهر المخفي عن عالم الناس...
يدون الراوي راسخات المعاني ويتمنع النص الروائي في مدينة النساء غير عابئ بنفسية القارئ من عواصف الاحداث وتقلباتها .. الراوي وشكواه من سذاجة الوعي العامي الذي يفرح ويزهو حينما ينكل بالمثقف في أرض عربية جدباء، بور...تنتج نبتة الصبار وتتفنن في زركشة فاخر القبور ! تلوح رباب المتحكمة في واقع الناس بنفوذها ومالها وجبروتها...لتكشف قسوة المجتمع وصنميته في صناعة من يتلذذ بمعاناته وتعلم إبنها عادل فنون التحيل والخبث والسرقة، سرقة جهد العمال في البداية وسرقة كبار البنوك في تخوم الغاية...
الروائي الأمين السعيدي في حياته ويومياته الفعلية لا يشبه أبطاله في مدينة النساء في شيء...ولكنه يجعل صمتهم مسموعا... ورموزهم مقروءة...وفاطمة الرواية فاتنة في الفضيلة والحب العذري...تفتقد المدينة تشبثها بتقوى الأجساد...فالابدان متشابهة ومتهالكة في زحام طوابير المدينة الباحثة عن الماء والخبز والحليب واللحوم في أجواء الكورونا... تمكث فاطمة بعطرها في عمق الصحراء في الجنوب وتحكم رباب مجون المدينة فتفتقد الصحراء حياة المدينة وحركية مواطنيها وتضيع المدينة هدوء ونقاوة المعاني في الصحراء العربية غير الملوثة بدنيء العبارة وعابر الإثارة...فيتخفى المسكوت عنه واللامقال في الرواية في مرويات العجوز في الأراضي السورية وزهور في النزل التركية ورباب في صخب المدن التونسية... وفاطمة في صحراء الثقافة العربية وتنتصر فحولة عادل غير المكترث بالقراءة والكتابة والثقافة...ويعيش أنور المثقف المغوار غريبا في الأراضي التركية بحزن سوري...وبألم تونسي بسبب فقدانه لرجولته في عنفوان الإندفاع الثوري...
جاهل ثري... ومثقف يعيش على أعتاب الفقر والشعور البغيض بفقدان الرجولة...
يفضح الروائي الأمين السعيدي في رواياته مدينة النساء الممارسات المخفية التي تحدث في حجب الظلام، بعيدا عن أنوار الوعي والفكر...
المستنير يعيش في ثنايا أعماقنا الشعور المرير بالغبن والتهميش...فينشأ بيننا مجتمع النقمة والإنتقام...على شاكلة ما كان يحدث في ساحات روما من صراعات ما بين الأسود وكبار الشجعان...أو حلبة صراع الثيران في إسبانيا القديمة...
تجد الرواية من قارئ لها كزوج الصدفة لزهور وحب الصدفة لفاطمة...في مدينة النساء كشف ونبش ونفش في دفاتر معاناة المرأة العربية عامة والمرأة التونسية خاصة...
حرة وغير متحررة من سلاسل الجهل والجدب في وعي إجتماعي متهالك يمتهن السباب ويعيش حياة الذباب...في وعي القطيع...
تنسد ٱفاق الرواية وتحافظ النساء في مدينة النساء عن الأمين السعيدي... قصة كل واحدة منهن...وتصبح قضية النساء في مدينة النساء هي قضية اوطان...ويتكثف النص وينشد القارئ لهذه الشذرات باحثا عن قراءة جديدة لمدينة النساء للروائي التونسي لأمين السعيدي.
ٱنها فن حكاية واعجب رواية.
من أرض شمال إفريقيا ومن تونس. تبدأ الأحداث ويخصى أنور البطل في زحمة الوعي العامي الباحث عن الرغيف...ازمة المثقف العربي في بيئة ثقافية لا تقرأ ولا تكتب ولا تترجم ولا تنتج...
تنتحل نصوصها ومعانيها وتسرق معانيها...ضيعت خطواتها وتعاظمت أناتها...
أنور يقطع قضيبه السجان في لوحة تعذيبية تلخص نهاية الفرسان في أرض عالية وصحراء خالية من كل شيء إلا من كوابيسها ومٱسيها...
يفر أنور بسبب تمرد المساجين بمناسبة ثورات الربيع العربي ولا يعلم كيف رمت به أقدار الرواية إلى الأراضي السورية لتصاحبه تلك العجوز الماكثة في محطات الإنتظار... تنتظر إبنها وتتأمل وجوه العابرين. يلتقي زهور الفتاة السورية الجميلة في أرض تركية في نزل فاخر...وتفرح بفكرة زواجه منها لتكتشف عمق المأساة حين يصارحها بأن السجان قد قطع عضوه التناسلي ويقطع الطبيب حيرتهما حين يعلن أن أنور يستطيع إنجاب الأطفال عن طريق المخابر الطبية. هكذا تتعقد الحيرة وتحتج الحيرة في الرواية بالحيرة وتتحرك مواجع وفواجع الأنثى في الديار العربية المعاصرة في بوح عاطفي صارخ حين تشتهي الأنثى الزواج وتختار بعلها فتجد الرجل قد صيرته أقدار الرواية مخصي فاقد لعضوه التناسلي بفعل التعذيب والقهر المخفي عن عالم الناس...
يدون الراوي راسخات المعاني ويتمنع النص الروائي في مدينة النساء غير عابئ بنفسية القارئ من عواصف الاحداث وتقلباتها .. الراوي وشكواه من سذاجة الوعي العامي الذي يفرح ويزهو حينما ينكل بالمثقف في أرض عربية جدباء، بور...تنتج نبتة الصبار وتتفنن في زركشة فاخر القبور ! تلوح رباب المتحكمة في واقع الناس بنفوذها ومالها وجبروتها...لتكشف قسوة المجتمع وصنميته في صناعة من يتلذذ بمعاناته وتعلم إبنها عادل فنون التحيل والخبث والسرقة، سرقة جهد العمال في البداية وسرقة كبار البنوك في تخوم الغاية...
الروائي الأمين السعيدي في حياته ويومياته الفعلية لا يشبه أبطاله في مدينة النساء في شيء...ولكنه يجعل صمتهم مسموعا... ورموزهم مقروءة...وفاطمة الرواية فاتنة في الفضيلة والحب العذري...تفتقد المدينة تشبثها بتقوى الأجساد...فالابدان متشابهة ومتهالكة في زحام طوابير المدينة الباحثة عن الماء والخبز والحليب واللحوم في أجواء الكورونا... تمكث فاطمة بعطرها في عمق الصحراء في الجنوب وتحكم رباب مجون المدينة فتفتقد الصحراء حياة المدينة وحركية مواطنيها وتضيع المدينة هدوء ونقاوة المعاني في الصحراء العربية غير الملوثة بدنيء العبارة وعابر الإثارة...فيتخفى المسكوت عنه واللامقال في الرواية في مرويات العجوز في الأراضي السورية وزهور في النزل التركية ورباب في صخب المدن التونسية... وفاطمة في صحراء الثقافة العربية وتنتصر فحولة عادل غير المكترث بالقراءة والكتابة والثقافة...ويعيش أنور المثقف المغوار غريبا في الأراضي التركية بحزن سوري...وبألم تونسي بسبب فقدانه لرجولته في عنفوان الإندفاع الثوري...
جاهل ثري... ومثقف يعيش على أعتاب الفقر والشعور البغيض بفقدان الرجولة...
يفضح الروائي الأمين السعيدي في رواياته مدينة النساء الممارسات المخفية التي تحدث في حجب الظلام، بعيدا عن أنوار الوعي والفكر...
المستنير يعيش في ثنايا أعماقنا الشعور المرير بالغبن والتهميش...فينشأ بيننا مجتمع النقمة والإنتقام...على شاكلة ما كان يحدث في ساحات روما من صراعات ما بين الأسود وكبار الشجعان...أو حلبة صراع الثيران في إسبانيا القديمة...
تجد الرواية من قارئ لها كزوج الصدفة لزهور وحب الصدفة لفاطمة...في مدينة النساء كشف ونبش ونفش في دفاتر معاناة المرأة العربية عامة والمرأة التونسية خاصة...
حرة وغير متحررة من سلاسل الجهل والجدب في وعي إجتماعي متهالك يمتهن السباب ويعيش حياة الذباب...في وعي القطيع...
تنسد ٱفاق الرواية وتحافظ النساء في مدينة النساء عن الأمين السعيدي... قصة كل واحدة منهن...وتصبح قضية النساء في مدينة النساء هي قضية اوطان...ويتكثف النص وينشد القارئ لهذه الشذرات باحثا عن قراءة جديدة لمدينة النساء للروائي التونسي لأمين السعيدي.
ٱنها فن حكاية واعجب رواية.