قام بواجب العزاء في ذروة التهديدات: «سعيد» يعلن من طهران عن تاريخ جديد

قام بواجب العزاء في ذروة التهديدات: «سعيد» يعلن من طهران عن تاريخ جديد

تاريخ النشر : 13:55 - 2024/05/24

رغم خصوصية  الحدث أبرقت زيارة الدولة التي أداها الرئيس قيس سعيد  إلى طهران برسائل  قوية تؤكد عدم التمفصل بين حرب التحرير في الداخل وملحمة الإنعتاق الإنساني في العالم. 

من الناحية العملية  أنهى الرئيس قيس سعيد مرحلة ما يعرف بـ «تونس الأطلسية»  التي استمرت قرابة 40  عاما حيث سبق وأن اعتذر الرئيس الراحل بن علي عن تلبية  7  دعوات لزيارة طهران لأن تونس في تلك المرحلة كانت تقرأ ألف حساب لكل من الرياض وواشنطن. 

وعندما يتجاوز رئيس  الدولة هذا الخط الأحمر  فإنه  يختزل  عمق التغيير  الحاصل في تونس يتحول شعار السيادة الوطنية ثابتة مركزية غير قابلة للمساومة تحت أي ظرف باعتبارها المدخل الطبيعي والوحيد لإكتساب «الدافع الحضاري»  بوصفه مفتاح التفوق في هذا السباق العالمي الجديد الذي يعطي الأسبقية للشعوب المتجذرة في التاريخ والقابلة  لمبدأ التضحية لكسب ورقة المستقبل. 

وفي خضم  هذه الأبعاء يمثل اللقاء الذي جمع رئيس الدولة بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية لقاء بين اثنين من كبار أحرار العالم يضطلعان بدور محوري في اجتثاث جذور الصهيونية العالمية التي طالما قسمت البشر  إلى آسياد  وعبيد وعبثت بمنظومة القيم  الإنسانية لحساب «دين المال»   الذي يمثل غاية العقيدة الصهيونية ومثلما تدفع إيران ضريبة الدم  كل يوم في سبيل تخليص  المنطقة من السرطان الصهيو أمريكي قدمت تونس تضحيات جسام لإسقاط أجندا الربيع العبري المدمرة  بما في ذلك ارتداداتها الخبيثة  منذ قيام مسار  25    جويلية كما اضطلعت بدور سياسي وإعلامي  وديبلوماسي بالغ الأهمية في فضح الحركة الصهيونية وإعلاء  راية الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني بوصفها حجر الرحى الذي يدور حوله مخاض  العالم الحر الجديد الذي يدرك  اليوم لحظاته الأخيرة. 

والواضح أيضا أن هذا اللقاء قد فسخ تداعيات التقسيم الإستعماري المنبثق عن وعد بلفور ومجمل الترتيبات التي سبقته على مدى قرن من الزمن والذي حول جسور التواصل بين أقطاب المنطقة إلى ألغام  فتنة  وذلك  من خلال تهميش  التاريخ وتشويه الجغرافيا. 

وعلى هذا الأساس غيبت التكتلات المنبثقة عن الحقبة الإستعمارية الحضارة الفارسية في الشرق كما عزل المغرب العربي عن الساحل الإفريقي  وهو ما يشكل تحديا للطبيعة والتاريخ أدى بالتراكم إلى وفاة الاتحاد المغاربي وتحول الجامعة العربية إلى مغازة صغيرة في السوبر  ماركت الأمريكي. 

وبالنتيجة  أعاد الرئيس قيس سعيد التاريخ إلى مجراه الطبيعي  فالقواسم المشتركة بين تونس وطهران تستمد قوتها من الإرث الحضاري لكل من «قرطاج» والحضارة  الفارسية بوصفهما حاضنتين للقيم الإنسانية  وصانعتين للتاريخ. 

واللافت أيضا أن رئيس  الدولة  قيس سعيد قد نسف بهذه الزيارة بالذات ما تبقى من تأثير التضليل الإعلامي الصهيوني  وذلك باحتساب  التهديدات الصهيو أمريكية التي تستهدف  تونس وكل أحرار العالم واختزلتها بكل وضوح محاولة اغتيال رئيس حكومة سلوفاكيا. 

وعندما يتوجه الرئيس قيس سعيد إلى طهران على رأس وفد رفيع المستوى  في ذروة تصاعد التهديدات الصهيو أمريكية فإنه يقول إن أحرار العالم هم من يقفون  اليوم في موقع الفصل وأن  المنظومة الصهيونية هي التي تقف في موقع رد الفصل متحملا بذلك  رسالة حضارية بالغة الأهمية تعفي البشرية من تضييع مزيد  من الوقت في ظرفية تاريخية حاسمة. 

وبالمحصلة تمثل أبعاد زيارة الدولة التي أداها  الرئيس قيس سعيد إلى طهران إعلانا عن  مرحلة جديدة سيتسارع   فيها الإصطفاف وراء العالم الحر الجديد بنفس النسق الذي ستتهاوى به الصهيونية العالمية. 

إن الإنفجار الحاصل  داخل أوروبا من خلال اعتراف ثلاث دول  دفعة واحدة  بدولة فلسطين وهرولة  ملك   البحرين إلى روسيا لإيجاد مخرج للمطبيعين من ورطة إسرائيل  هي مؤشرات تدلل بكل وضوح على أن  ملحمة بناء العالم الحر الجديد وصلت إلى محطتها الأخيرة. 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

جرت مساء هذا اليوم الأحد 16 جوان 2024 مكالمتان هاتفيتان بين رئيس الجمهورية قيس سعيّد وكل من رئيس
22:20 - 2024/06/16
جرت، مساء اليوم السبت 15 جوان 2024، مكالمة هاتفية بين رئيس الجمهورية قيس سعيّد ورئيس الجمهورية ال
22:06 - 2024/06/15
جرت، عصر هذا اليوم السبت 15 جوان 2024، مكالمة هاتفية بين رئيس الجمهورية قيس سعيّد و رئيس جمهورية
20:10 - 2024/06/15
تمّ بمناسبة منتدى تونس للاستثمار TIF 2024   المنعقد مؤخرا في تونس التوقيع على عدة اتفاقيات تمويل
07:00 - 2024/06/15
تشهد تونس منذ فترة محاولات عديدة لتمرير التطبيع بأشكال عديدة وبعد محاولات تمرير التطبيع الأكاديمي
07:00 - 2024/06/15
مع دخول حرب الابادة في غزّة شهرها التاسع ، مزال التضليل والخداع الامريكي سيد الموقف سواء في ما يت
07:00 - 2024/06/15
استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، بقصر قرطاج  نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين
07:00 - 2024/06/15
ما خفي على معهدنا الوطني للرصد الجوي هو هذا المناخ الجاف في الإدارات ، والانحباس عن الغيث الإداري
07:00 - 2024/06/15