إشترك في الشروق
في حوار صريح لـ«الشروق»: الأسعد اليعقوبي يتّهم حزبا سياسيا بافتعال الأزمة
تاريخ النشر : 11:06 - 2023/05/25
أزمة جديدة خلقها الاتفاق المبرم بين وزارة التربية وجامعة التعليم الثانوي في صفوف المدرسين الذين امتنع بعضهم عن الافراج عن اعداد التلاميذ متهمين اليعقوبي بالخيانة وبـ" التضحية "بمطالب القطاع
تونس-الشروق:
ردود افعال غاضبة وانتقادات لاذعة في صفوف المدرسين اثارها الاتفاق الذي ابرمته امس الاول الجامعة العامة للتعليم الثانوي مع وزارة التربية وصلت حد التهديد بالانسلاخ من الاتحاد العام التونسي للشغل وتقديم شكاوى للمحكمة الادارية لابطال هذا الاتفاق الذي وصفوه بـ"الهزيل "الى جانب حملات شتم وتخوين على صفحات التواصل الاجتماعي وجهت للكاتب العام الاسعد اليعقوبي الذي كان لنا معه الحوار التالي :
اثار الاتفاق مع وزارة التربية غضب المدرسين الذين اعتبروه مؤامرة ضدهم ، ما هو ردكم على ذلك ؟
اشاطرهم الراي في ان الاتفاق الذي ابرم مع وزارة التربية لا يرتقي الى مستوى انتظاراتهم ، هذا لو وضعت نفسي مكانهم ، فهم لا يعلمون الظروف التي احاطت بإبرامه ويجهلون كواليس الحوارات والمفاوضات الماراطونية حول مختلف المطالب القطاعية ، ففي بداية المفاوضات حدثت اشياء نعتبرها غريبة حيث ان الحكومة استجابت لمطلب صرف المتخلد بالذمة واقترحت تاجيل المفاوضات الى شهر اوت وجدولتها في سقف زمني وهو ما رفضه المدرسون الذين ادانوا فكرة ترحيل مطالبهم ، فتم اسقاط هذا السيناريو وعملنا على دفع المفاوضات والضغط اكثر من اجل التوصّل الى اتفاق فيه مقادير مالية وفيه تسقيف زمني وللاسف فان هذا المسار لم تكن فيه خيارات كثيرة باعتبار انه قد يمس من الباكالوريا والامتحانات الوطنية وبالتالي نجد انفسنا في صراع كبير مع الرأي العام .
بقطع النظر عن المفاوضات فان الهيئة الادارية لها قناعة جماعية انه ومهما كانت الظروف والملابسات فان نضالنا النقابي لا يجب ان يكون على حساب ابناء شعبنا وهذه مسألة مبدئية ، وبالتالي فان المسار الذي اتبعته فيه ورقات ضغط محدودة الزمن حاولنا الضغط بها قدر المستطاع وتقدمنا في المفاوضات المتعلقة بالجانب المالي الى حدود 300 دينار وهو الحد الادنى الذي رأت الهيئة الادارية ضرورة التفاعل الايجابي معه وتم امضاء الاتفاق الذي لا يمكن فهمه الا في ظل الظروف التي احاطت به .
ردود الافعال تراوحت بين التهديد بالانسلاخ والشكاوى لابطال الاتفاق ، كيف تفسرون ذلك ؟
مسألة الانسلاخ لا يمكن اعتبارها بأي شكل من الاشكال رد فعل ارادي من المدرسين .و ما يجب التفطن اليه من قبل الاساتذة والنقابيين على وجه الخصوص هو ما حدث مباشرة في اليوم الموالي لقرار الهيئة الادارية - الذي تم اتخاذه بالتوافق - حيث تم العثور داخل قاعات الاساتذة بالعديد من المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية على مطبوعة موحدة حملت نفس الاخطاء اللغوية والتركيبية تدعو الى الانسلاخ ، وهذا لا يمكن ان يكون رد فعل ارادي من المدرسين بل انه فعل منظم ومرتب.
كما ان رموز احد الاحزاب السياسية التي كان من المفترض ان تكون محل تتبعات قضائية ، سارعت في ذات اليوم الى تقديم شكاوى ادارية لدى المحكمة الادارية لابطال الاتفاق الى جانب حملة شتم وتخوين كبيرة وجهت ضد الجامعة العامة واعضاء الهيئة الادارية وبالتالي وتحت كل هذا الضغط فان المدرسين لا يمكن لهم ان يفهموا ويتفاعلوا ايجابيا مع مضمون الاتفاق وما حصل ليس الا رد فعل مدبر ومحاولة في الساعات الاخيرة لافشال الاتفاق والدفع نحو عدم الامضاء .
علينا ان ننتبه ، فالمفاوضات لم تكن سهلة خضناها عين عليها واخرى على الانزلاقات التي حاولت بعض الاطراف دفعنا نحوها .
محصلة الاتفاق ضعيفة فعلا لو نخرجه من السياق الذي ابرم فيه ولكن علينا ان نؤمن جميعا انه اتفاق الحد الادنى والمفاوضات مستمرة .
هل يهدّد غضب القاعدة الاستاذية صعودك في المؤتمر القادم للتعليم الثانوي ؟
الاسعد اليعقوبي اعلن منذ ثلاث سنوات انه لن يترشح للمؤتمر القادم الذي سيكون مع بداية السنة الدراسية ، والمسالة الانتخابية الشخصية لا تعنيني ولكنني معني بالقطاع وبامانة استلمتها واريد ان اسلمها الى من يؤتمن عليها .
يتردّد ان علاقتك بالبوغديري (النقابية والسياسية) هي التي جعلتك "تضحي" بمطالب القطاع ، فان لم يكن البوغديري على راس وزارة التربية هل كنت ستقبل بهذا الاتفاق ؟
لا منفعة شخصية لي في علاقتي بالبوغديري تجعلني اضحّي بتاريخي النقابي وبمسؤوليتي وبعلاقتي الاخلاقية بالمدرسين هذا في الجانب الذاتي ، من جهة اخرى فإن قرار رفع حجب الاعداد وامضاء الاتفاق مع وزارة التربية لم يكن شخصيا بل هو قرار هيئة ادارية متنوعة ومختلفة في داخلها ، وبالتالي تشخيص الاتفاق يبقى تحليلا خاطئا لان القطاع له هياكله .
وبالنسبة لي ان كان محمد علي البوغديري او غيره على راس وزارة التربية ، فان الظرف والملابسات هي التي تفرض نفسها ، لان المعادلة التي تعمل لاجلها الجامعة العامة للتعليم الثانوي هي مصلحة القطاع ومصلحة ابنائنا التلاميذ ليس الا ، وبالتالي فان كل تحرك نقوم به كانت دائما المراوحة بين هذا وذاك دون تغليب واحد منها على حساب الآخر .
ان معركتنا قد تكون مع السلطة ومع الحكومات ومع الخيارات ولكنها لن تكون مع الشعب الذي تمس تحركاتنا الاحتجاجية احيانا من بعض فئاته ولكنها تبقى تحركات من اجل الدفاع عن مطالب مشروعة .
أزمة جديدة خلقها الاتفاق المبرم بين وزارة التربية وجامعة التعليم الثانوي في صفوف المدرسين الذين امتنع بعضهم عن الافراج عن اعداد التلاميذ متهمين اليعقوبي بالخيانة وبـ" التضحية "بمطالب القطاع
تونس-الشروق:
ردود افعال غاضبة وانتقادات لاذعة في صفوف المدرسين اثارها الاتفاق الذي ابرمته امس الاول الجامعة العامة للتعليم الثانوي مع وزارة التربية وصلت حد التهديد بالانسلاخ من الاتحاد العام التونسي للشغل وتقديم شكاوى للمحكمة الادارية لابطال هذا الاتفاق الذي وصفوه بـ"الهزيل "الى جانب حملات شتم وتخوين على صفحات التواصل الاجتماعي وجهت للكاتب العام الاسعد اليعقوبي الذي كان لنا معه الحوار التالي :
اثار الاتفاق مع وزارة التربية غضب المدرسين الذين اعتبروه مؤامرة ضدهم ، ما هو ردكم على ذلك ؟
اشاطرهم الراي في ان الاتفاق الذي ابرم مع وزارة التربية لا يرتقي الى مستوى انتظاراتهم ، هذا لو وضعت نفسي مكانهم ، فهم لا يعلمون الظروف التي احاطت بإبرامه ويجهلون كواليس الحوارات والمفاوضات الماراطونية حول مختلف المطالب القطاعية ، ففي بداية المفاوضات حدثت اشياء نعتبرها غريبة حيث ان الحكومة استجابت لمطلب صرف المتخلد بالذمة واقترحت تاجيل المفاوضات الى شهر اوت وجدولتها في سقف زمني وهو ما رفضه المدرسون الذين ادانوا فكرة ترحيل مطالبهم ، فتم اسقاط هذا السيناريو وعملنا على دفع المفاوضات والضغط اكثر من اجل التوصّل الى اتفاق فيه مقادير مالية وفيه تسقيف زمني وللاسف فان هذا المسار لم تكن فيه خيارات كثيرة باعتبار انه قد يمس من الباكالوريا والامتحانات الوطنية وبالتالي نجد انفسنا في صراع كبير مع الرأي العام .
بقطع النظر عن المفاوضات فان الهيئة الادارية لها قناعة جماعية انه ومهما كانت الظروف والملابسات فان نضالنا النقابي لا يجب ان يكون على حساب ابناء شعبنا وهذه مسألة مبدئية ، وبالتالي فان المسار الذي اتبعته فيه ورقات ضغط محدودة الزمن حاولنا الضغط بها قدر المستطاع وتقدمنا في المفاوضات المتعلقة بالجانب المالي الى حدود 300 دينار وهو الحد الادنى الذي رأت الهيئة الادارية ضرورة التفاعل الايجابي معه وتم امضاء الاتفاق الذي لا يمكن فهمه الا في ظل الظروف التي احاطت به .
ردود الافعال تراوحت بين التهديد بالانسلاخ والشكاوى لابطال الاتفاق ، كيف تفسرون ذلك ؟
مسألة الانسلاخ لا يمكن اعتبارها بأي شكل من الاشكال رد فعل ارادي من المدرسين .و ما يجب التفطن اليه من قبل الاساتذة والنقابيين على وجه الخصوص هو ما حدث مباشرة في اليوم الموالي لقرار الهيئة الادارية - الذي تم اتخاذه بالتوافق - حيث تم العثور داخل قاعات الاساتذة بالعديد من المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية على مطبوعة موحدة حملت نفس الاخطاء اللغوية والتركيبية تدعو الى الانسلاخ ، وهذا لا يمكن ان يكون رد فعل ارادي من المدرسين بل انه فعل منظم ومرتب.
كما ان رموز احد الاحزاب السياسية التي كان من المفترض ان تكون محل تتبعات قضائية ، سارعت في ذات اليوم الى تقديم شكاوى ادارية لدى المحكمة الادارية لابطال الاتفاق الى جانب حملة شتم وتخوين كبيرة وجهت ضد الجامعة العامة واعضاء الهيئة الادارية وبالتالي وتحت كل هذا الضغط فان المدرسين لا يمكن لهم ان يفهموا ويتفاعلوا ايجابيا مع مضمون الاتفاق وما حصل ليس الا رد فعل مدبر ومحاولة في الساعات الاخيرة لافشال الاتفاق والدفع نحو عدم الامضاء .
علينا ان ننتبه ، فالمفاوضات لم تكن سهلة خضناها عين عليها واخرى على الانزلاقات التي حاولت بعض الاطراف دفعنا نحوها .
محصلة الاتفاق ضعيفة فعلا لو نخرجه من السياق الذي ابرم فيه ولكن علينا ان نؤمن جميعا انه اتفاق الحد الادنى والمفاوضات مستمرة .
هل يهدّد غضب القاعدة الاستاذية صعودك في المؤتمر القادم للتعليم الثانوي ؟
الاسعد اليعقوبي اعلن منذ ثلاث سنوات انه لن يترشح للمؤتمر القادم الذي سيكون مع بداية السنة الدراسية ، والمسالة الانتخابية الشخصية لا تعنيني ولكنني معني بالقطاع وبامانة استلمتها واريد ان اسلمها الى من يؤتمن عليها .
يتردّد ان علاقتك بالبوغديري (النقابية والسياسية) هي التي جعلتك "تضحي" بمطالب القطاع ، فان لم يكن البوغديري على راس وزارة التربية هل كنت ستقبل بهذا الاتفاق ؟
لا منفعة شخصية لي في علاقتي بالبوغديري تجعلني اضحّي بتاريخي النقابي وبمسؤوليتي وبعلاقتي الاخلاقية بالمدرسين هذا في الجانب الذاتي ، من جهة اخرى فإن قرار رفع حجب الاعداد وامضاء الاتفاق مع وزارة التربية لم يكن شخصيا بل هو قرار هيئة ادارية متنوعة ومختلفة في داخلها ، وبالتالي تشخيص الاتفاق يبقى تحليلا خاطئا لان القطاع له هياكله .
وبالنسبة لي ان كان محمد علي البوغديري او غيره على راس وزارة التربية ، فان الظرف والملابسات هي التي تفرض نفسها ، لان المعادلة التي تعمل لاجلها الجامعة العامة للتعليم الثانوي هي مصلحة القطاع ومصلحة ابنائنا التلاميذ ليس الا ، وبالتالي فان كل تحرك نقوم به كانت دائما المراوحة بين هذا وذاك دون تغليب واحد منها على حساب الآخر .
ان معركتنا قد تكون مع السلطة ومع الحكومات ومع الخيارات ولكنها لن تكون مع الشعب الذي تمس تحركاتنا الاحتجاجية احيانا من بعض فئاته ولكنها تبقى تحركات من اجل الدفاع عن مطالب مشروعة .
