رحلة بحث عن الذات... بكل متناقضاتها

"جرائم زوجية" في عرضها الأول بمسرح "كورتينا":

رحلة بحث عن الذات... بكل متناقضاتها

تاريخ النشر : 22:18 - 2019/01/13

شهد الفضاء المسرحي الخاص "كورتينا" بالقلعة الكبرى مساء اليوم العرض الأول لمسرحية "جرائم زوجية" وهي من إنتاج "مسرح كورتينا لشركة رؤى للإنتاج الفني" وتولى إخراجها الفنان المسرحي محمد علي سعيد.
المسرحية المقتبسة عن نصّ لإيريك إيمانويل شميت ، وتمثيل توفيق البحري ومريم القبودي أعادت الجمهور الحاضر إلى نسق المسرح الكلاسيكي المفعم بالهدوء ولحظات الصمت ولغة الجسد بعيدا عن الصخب والتهريج.
وعلى امتداد هذا العمل قاد توفيق البحري ومريم القبودي الجمهور الحاضر إلى رحلة بحث عن الذّات كانت مشحونة بالمعاني والتساؤلات التي ترافق 15 سنة من الحياة الزوجية، تساؤلات عن معاني الحبّ والاهتمام والعيش المشترك وأيضا عن معاني العنف والعذاب الذي وصل حدّ محاولة القتل...
وتنطلق المسرحية من لحظة خروج الزوج من المستشفى بعد 15 يوما قضاها هناك بعد تعرّضه لحادثة محاولة القتل من طرف زوجته، يزعم بعدها أنه فقد الذاكرة ويبدأ رحلة البحث عن ذاته التي كانت قبل الحادثة، في مسعى إلى استدراج زوجته للإفصاح عن الأسباب التي دفعتها إلى ذلك، وهو ما وفّر للزوجة مساحة واسعة للبوح بما كانت تختزنه طيلة تلك السنوات من عذابات وما تعرّضت له على يد زوجها الذي تحبّه ولا ترغب في مفارقته من عنف لا بمفهومه التقليدي (الجسدي واللفظي) بل في بعده النفسي، العنف الذي يُترجم إهمالا وانعدام اهتمام، العنف الذي تستشعره المرأة حين تقف أمام المرآة وترى رأي العين كيف يتقدّم بها العمر فتذبل زهرتها، والأزهار من حولها تتفتّح وتزداد ألقا وجمالا وإغراء لزوجها، العنف الذي تستقرئه في عيني زوجها التي تقول غير ما تُضمر...
في المقابل ظلّ الزوج، وهو كاتب روايات بوليسية، يواري سوءاته وغلظته تجاه هذه الزوجة التي أفرطت في حبّه وفي الغيرة حدّ محاولة القتل، بل إنّه أنكر عليها هذا الوجع الذي تدّعيه وبلغ به التذبذب حدّ اعتبار أنّ يوم الحادثة كان أصدق يوم عاشه مع زوجته وأنّ ما حصل يومها كان ينبغي أن يحصل وما نشأ عن ذلك كان نتيجة حتميّة لما كان يجب أن تكون عليه حياته الزوجية ولما كان ينبغي أن يُقال وأن يُستقرأ، فكانت الحادثة لحظة فارقة ومفصلية في البناء الدرامي للمسرحية التي تبدو قابلة للتطوّر والنضج مع تتالي العروض واستيعاب خصوصية كلّ دور والتمكّن من الرّسالة التي يُراد إيصالها إلى كلّ فرد متابع سيجد نفسه أو بعضا منها حتما في هذا العمل.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

منها التي تجاوز عمرها النصف قرن ورغم عراقتها الضاربة في عمق التاريخ  لم يشفع لها ذلك ولم يبق منها
07:00 - 2024/04/27
ينتظم غدا السبت 27 أفريل 2024 حفل توقيع رواية "أحبها بلا ذاكرة" للروائي التونسي الشاب الامين السع
23:54 - 2024/04/26
قد تمثَّل المملكة العربية السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون هذا العام، حسبما أفادت
11:52 - 2024/04/26
قامت الدنيا ولم تقعد صباح أمس على مواقع التواصل الاجتماعي حول توزيع جناح منظمة الأمم المتحدة بمعر
07:00 - 2024/04/26
تحتضن دار الثقافة بالقلعة الكبرى أيام 26 و27 و28 أفريل الجاري الدورة الثانية من “ملتقى أحباء الكا
19:22 - 2024/04/25
توج الفيلم التونسي "بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية بثلاث جوائز في الدورة الثامنة لمهرجان أسوان ا
18:02 - 2024/04/25
افتتح اليوم الخميس 25 أفريل الجاري ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية في دورته الرابعة والأولى في
16:43 - 2024/04/25