الرئيس قيس سعيد بين الصورة المتخيلة والواقع
تاريخ النشر : 13:58 - 2020/01/09
"رجل قانون و مثقف و متواضع و متزهد وعبقري و عادل " هذه جميع الصفات التي ارتبطت بالرئيس التونسي قيس سعيد قبل الدور الثاني للانتخابات الرئاسية . هلل منتخبوه بالانتصار و توقعوا تحقيق معجزة تونسية سيقودها الرئيس الجديد . خطاب تسلمه الحكم يوم 23 أكتوبر رسم في مخيلة أنصاره صورة أقرب إلى بيريكليس الحاكم و المصلح الاجتماعي الإغريقي. و كان الخطاب إشباعا معنويا لتوافق توقعات أنصاره كمحاربة الفساد و تحقيق العدالة الاجتماعية و الدفاع عن المواطن التونسي و. كان الخطاب مليئا بالوعود و التعهدات. المواطن التونسي المصدق لوعوده توقع أنه حالما يدخل القصر سيبدأ في تنفيذ و عوده لصدقه و التزامه الديني لاستعماله القسم بالله لحمل الأمانة. لكن الواقع غير الأحلام و الخطابة و تفخيم اللغة لأن الرئيس قيس سعيد لا يملك رؤية للتغيير عبر مشاريع اقتصادية و اجتماعية و عاجز عن تدارك الأمر. منذ توليه السلطة لم يتخذ أي خطوة جدية و لو بداية للتغيير . الرئيس قيس سعيد يعطي الانطباع أنه سيضل يدور في الفراغ . لا يعي و لا يهتم بما يحدث في تونس .و الأدق أنه يجهل المعاناة الراهنة للشعب اليومية. بين خطابه يوم 17 ديسمبر ، تاريخ إحياء ذكرى اندلاع الثورة التونسية ، أنه لا يريد الاعتراف بفشله و عجزه عن تأدية الأمانة التي تعهد بحملها . إذ لم يغير مضامين خطاباته الانتخابية و واصل إيهام الشعب بالوعود . لم يحمل معه مشاريع تنمية أو برنامج للحد من البطالة و الفقر بالجهة و اكتفى بإلقاء خطابا ،كعادته ، مليئا بالسفسطة و الخطابة الجوفاء. واصل نثر وعوده للحضور بسيدي بوزيد و هدفه وصولها إلى بقية الشعب. دافع عن نفسه بالادعاء أنه يعمل في صمت و سينفذ وعوده الانتخابية بتحسين الظروف الاجتماعية للمواطنين و تجاهل السيد الرئيس مصادقة مجلس النواب على ميزانية 2020 . التنمية أرقام وميزانية مالية و الرئيس يواصل تعهداته بتنفيذ وعوده وهو يعلم أن ميزانية 2020 لا تحتوي على مشاريع تنموية للمناطق الداخلية المهمشة و مما يعني ارتفاع نسبة الفقر التي وصلت إلى ملون170000 فقير في تونس حسب معهد الإحصاء. هذا بالإضافة إلى تدني المقدرة الشرائية للمواطن مع انتظار تأثيرات سلبية أخرى للميزانية على المواطنين ستظهر تباعا مع بداية السنة لجديدة. لم يراسل مجلس النواب لتخصيص ميزانية لتنفيذ وعوده بإرساء مجلس أعلى للتربية لانهيار المنظومة التعليمية و إصلاح المنظومة الصحية. دون أن ننسى تعهده بثورة ثقافية . و الحقيقة أن تحدث الرئيس قيس سعيد عن الثورة الثقافية أقرب للوهم لأنه لم يسبق أن التقطت له صورة ، منذ ظهوره على الساحة السياسية و بعد توليه الرئاسة، في حفل موسيقي أو مهرجان مسرح أو سينما أو ندوة أدبية أو شعرية . و هذا يدل أنه لا يهتم بالفن . و الدليل أن لغة خطاباته تخلو من أي جمال فني . هي أقرب إلى محاضرة في مدرج بالكلية مع كثير من الأخطاء اللغوية بشهادة المختصين في اللغة العربية. و رغم ترديد رئيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد عن قيمة الأموال العمومية المسروقة ، الرئيس إلى حد الآن لم يتقدم بأي خطوة جدية لفتح الملفات و استرجاع المال العام. وعود الرئيس قيس سعيد ستضل عالقة في اللغة و لن تنزل للواقع لأنه منشغل بمواصلة حملته الانتخابية بطريقة غير مباشرة ليضمن قاعدة انتخابية في الانتخابات القادمة. زار التلاميذ و الطلبة واستقبل مواطنين من المناطق الداخلية لينقل مكان جلسات حملته الانتخابية من المقاهي إلى القصر الرئاسي ليظهر إعلاميا في صورة الرئيس المتواضع و المحب للفقراء و المظلومين اجتماعيا. بدل الاعتراف بفشله و عجزه عن البدء في التغيير واصل التوهم أنه الرئيس الذي يمثل أغلبية الشعب . أطنب بمدح أهالي سيدي بوزيد ووصفهم بالأحرار ليس في الدفاع عن حقوقهم الاجتماعية و الاقتصادية و إنما للدفاع عنه ليمر إلى هدفه الذي خطط له و هو مخاطبة كامل الشعب التونسي . تضمن الخطاب بشكل غير مباشر توسلا للشعب أن يتصدى لمؤامرة وهمية ضده لكي لا يحاسب عن فشله . ليصبح الشعب التونسي من مطالِب لحقوقه إلى العلوق في محاربة مؤامرة اخترعها الرئيس قيس سعيد و مستشاريه . استنجد بفزّاعة المؤامرة ليعلق عليها عجزه و فشله في امتلاك مشروع أو برنامج اقتصادي رغم وعوده المتعددة. التجأ إلى اختلاق أعداء و همين لتونس و بذلك يمكنه تقسيم الشعب التونسي حسب غايته بين وطني مدافع عنه و عدو منخرط في المؤامرة. استنجاده بشبح المؤامرة يدل أن الرئيس سعيد يمتلك النزعة المكافيلية التي تعني إمكانية استعمال الخداع و الوهم و المكر لتحقيق المصلحة الشخصية. ادعى الرئيس قيس سعيد معرفة أسماء المتورطين في المؤامرة و هذا يجعله أمام اختيارين إما إعلام الشعب التونسي بالمتورطين. فمن حق الشعب معرفة المتآمرين أعداء الوطن أو أن يحاكم بتهمة نشر أخبار زائفة . رغم أنه رجل قانون كما وصفه أنصاره ، خرق القانون بنشر إشاعة المؤامرة ليتملص من حمل الأمانة التي أقسم بتأديتها و يواصل حملته الانتخابية لانتخابات 2024 .

"رجل قانون و مثقف و متواضع و متزهد وعبقري و عادل " هذه جميع الصفات التي ارتبطت بالرئيس التونسي قيس سعيد قبل الدور الثاني للانتخابات الرئاسية . هلل منتخبوه بالانتصار و توقعوا تحقيق معجزة تونسية سيقودها الرئيس الجديد . خطاب تسلمه الحكم يوم 23 أكتوبر رسم في مخيلة أنصاره صورة أقرب إلى بيريكليس الحاكم و المصلح الاجتماعي الإغريقي. و كان الخطاب إشباعا معنويا لتوافق توقعات أنصاره كمحاربة الفساد و تحقيق العدالة الاجتماعية و الدفاع عن المواطن التونسي و. كان الخطاب مليئا بالوعود و التعهدات. المواطن التونسي المصدق لوعوده توقع أنه حالما يدخل القصر سيبدأ في تنفيذ و عوده لصدقه و التزامه الديني لاستعماله القسم بالله لحمل الأمانة. لكن الواقع غير الأحلام و الخطابة و تفخيم اللغة لأن الرئيس قيس سعيد لا يملك رؤية للتغيير عبر مشاريع اقتصادية و اجتماعية و عاجز عن تدارك الأمر. منذ توليه السلطة لم يتخذ أي خطوة جدية و لو بداية للتغيير . الرئيس قيس سعيد يعطي الانطباع أنه سيضل يدور في الفراغ . لا يعي و لا يهتم بما يحدث في تونس .و الأدق أنه يجهل المعاناة الراهنة للشعب اليومية. بين خطابه يوم 17 ديسمبر ، تاريخ إحياء ذكرى اندلاع الثورة التونسية ، أنه لا يريد الاعتراف بفشله و عجزه عن تأدية الأمانة التي تعهد بحملها . إذ لم يغير مضامين خطاباته الانتخابية و واصل إيهام الشعب بالوعود . لم يحمل معه مشاريع تنمية أو برنامج للحد من البطالة و الفقر بالجهة و اكتفى بإلقاء خطابا ،كعادته ، مليئا بالسفسطة و الخطابة الجوفاء. واصل نثر وعوده للحضور بسيدي بوزيد و هدفه وصولها إلى بقية الشعب. دافع عن نفسه بالادعاء أنه يعمل في صمت و سينفذ وعوده الانتخابية بتحسين الظروف الاجتماعية للمواطنين و تجاهل السيد الرئيس مصادقة مجلس النواب على ميزانية 2020 . التنمية أرقام وميزانية مالية و الرئيس يواصل تعهداته بتنفيذ وعوده وهو يعلم أن ميزانية 2020 لا تحتوي على مشاريع تنموية للمناطق الداخلية المهمشة و مما يعني ارتفاع نسبة الفقر التي وصلت إلى ملون170000 فقير في تونس حسب معهد الإحصاء. هذا بالإضافة إلى تدني المقدرة الشرائية للمواطن مع انتظار تأثيرات سلبية أخرى للميزانية على المواطنين ستظهر تباعا مع بداية السنة لجديدة. لم يراسل مجلس النواب لتخصيص ميزانية لتنفيذ وعوده بإرساء مجلس أعلى للتربية لانهيار المنظومة التعليمية و إصلاح المنظومة الصحية. دون أن ننسى تعهده بثورة ثقافية . و الحقيقة أن تحدث الرئيس قيس سعيد عن الثورة الثقافية أقرب للوهم لأنه لم يسبق أن التقطت له صورة ، منذ ظهوره على الساحة السياسية و بعد توليه الرئاسة، في حفل موسيقي أو مهرجان مسرح أو سينما أو ندوة أدبية أو شعرية . و هذا يدل أنه لا يهتم بالفن . و الدليل أن لغة خطاباته تخلو من أي جمال فني . هي أقرب إلى محاضرة في مدرج بالكلية مع كثير من الأخطاء اللغوية بشهادة المختصين في اللغة العربية. و رغم ترديد رئيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد عن قيمة الأموال العمومية المسروقة ، الرئيس إلى حد الآن لم يتقدم بأي خطوة جدية لفتح الملفات و استرجاع المال العام. وعود الرئيس قيس سعيد ستضل عالقة في اللغة و لن تنزل للواقع لأنه منشغل بمواصلة حملته الانتخابية بطريقة غير مباشرة ليضمن قاعدة انتخابية في الانتخابات القادمة. زار التلاميذ و الطلبة واستقبل مواطنين من المناطق الداخلية لينقل مكان جلسات حملته الانتخابية من المقاهي إلى القصر الرئاسي ليظهر إعلاميا في صورة الرئيس المتواضع و المحب للفقراء و المظلومين اجتماعيا. بدل الاعتراف بفشله و عجزه عن البدء في التغيير واصل التوهم أنه الرئيس الذي يمثل أغلبية الشعب . أطنب بمدح أهالي سيدي بوزيد ووصفهم بالأحرار ليس في الدفاع عن حقوقهم الاجتماعية و الاقتصادية و إنما للدفاع عنه ليمر إلى هدفه الذي خطط له و هو مخاطبة كامل الشعب التونسي . تضمن الخطاب بشكل غير مباشر توسلا للشعب أن يتصدى لمؤامرة وهمية ضده لكي لا يحاسب عن فشله . ليصبح الشعب التونسي من مطالِب لحقوقه إلى العلوق في محاربة مؤامرة اخترعها الرئيس قيس سعيد و مستشاريه . استنجد بفزّاعة المؤامرة ليعلق عليها عجزه و فشله في امتلاك مشروع أو برنامج اقتصادي رغم وعوده المتعددة. التجأ إلى اختلاق أعداء و همين لتونس و بذلك يمكنه تقسيم الشعب التونسي حسب غايته بين وطني مدافع عنه و عدو منخرط في المؤامرة. استنجاده بشبح المؤامرة يدل أن الرئيس سعيد يمتلك النزعة المكافيلية التي تعني إمكانية استعمال الخداع و الوهم و المكر لتحقيق المصلحة الشخصية. ادعى الرئيس قيس سعيد معرفة أسماء المتورطين في المؤامرة و هذا يجعله أمام اختيارين إما إعلام الشعب التونسي بالمتورطين. فمن حق الشعب معرفة المتآمرين أعداء الوطن أو أن يحاكم بتهمة نشر أخبار زائفة . رغم أنه رجل قانون كما وصفه أنصاره ، خرق القانون بنشر إشاعة المؤامرة ليتملص من حمل الأمانة التي أقسم بتأديتها و يواصل حملته الانتخابية لانتخابات 2024 .